إذا دعا المؤمن ربه بصالِح عمله ولم يُستجَب له ، فهل يكون عمله غير مقبول ؟
بتاريخ : 11-08-2015 الساعة : 10:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ ووفقكم الله لمرضاته
فضيلة الشيخ إذا عمِل المرء عملاً يرجو به وجه الله خالصًا
أو عمِل عملاً يرجو به رضا الله ثم قضاء حاجته
ودعا الله بهذا العمل أن يعطيه حاجته ثم لم يستجِب الله تعالى له
فهل يعني هذا أنَّ عمله لم يُقبَل ؟
وكذلِك لو أُستجيبت دعوته ولكن بعد فترة طويلة
فهل يعني هذا أن عمله لم يُقبَل ؟
رفع الله قَـدركم فضيلة الشيخ وأكرمكم الله وأسبغ عليكم نعمه وأتمّها .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لا يعني أنَّ عَمَله لم يُقبَل ؛ لأنه ليس مِن شَرْط التوسُّل بالعمل الصالح أن يُستجاب له مباشرة ، إلاّ في حال الاضطرار ، كما في قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار ، كما في الصحيحين .
وليُعلَم أن الداعي لا يخلو مِن ثلاث حالات إذا خَلا مِن الموانع :
إما أن يستجيب الله لبعض عباده مُباشرة .
وإما أن يدّخِر الإجابة لبعض عباه إلى يوم القيامة .
وإما أن يَصْرِف عن بعض عباده شرًّا ، فيكون خيرًا له مِن إجابة الدعاء .
قال عليه الصلاة والسلام : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ ، وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ ، إِلاَّ أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا . قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ ، قَالَ : اللهُ أَكْثَرُ . رواه الإمام أحمد . وهو حديث صحيح .
وقد يُؤخِّر الله الإجابة لأجل مُسمّى ، تمحيصا واختبارا لِعبده أو لأمَتِه ؛ فقد دعاء موسى عليه الصلاة والسلام على فرعون وقومه ، فاستجاب الله له بعد أربعين سنة ! كما ذَكَر ذلك غير واحد من المفسِّرين .