|
|
المنتدى :
تزكية النفس وما يتعلق بها
ما حكم احتقار العاصية لأوامر الله وحكم لعنها ؟
بتاريخ : 21-04-2020 الساعة : 07:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم احتقار المرأة العاصية لأوامر الله وما حكم لعنها ؟
جزاكم الله كل خير فضيلة الشيخ ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين
_____________________________________
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
يجوز لَعنها إذا كانت مُستحقّة لِلّعن ؛ كالْمُترّجات والفاسقات العاهرات .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : اللعنة لمن يعمل المعاصي ؛ مما يَسوغ فيها الاجتهاد . اهـ .
وأما الاحتقار ؛ ففيه تفصيل :
إن كان أمامها ، بحيث تعرِف قَدْر المعصية ، وكيف أنها سَقَطَتْ مِن أعين الناس ، والمعصية تُسقِط صاحبها مِن عين الله ، كما قال ابن القيم رحمه الله . فيجوز احتقارها .
ويَجوز احتقار الإنسان لِمَا عنده مِن المعصية ، لا على سبيل الترفّع وتَزكية النَّفْس ، ولكن على سبيل احتقار المعصية وحال الإنسان في المعصية .
قال القرطبي في تفسيره : وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لا يَنظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم .
وهذا حديث عظيم يترتّب عليه ألا يُقطع بِعيب أحد ، لِما يُرى عليه مِن صور أعمال الطاعة أو المخالَفة ، فلعل مَن يُحافظ على الأعمال الظاهرة يَعلم الله مِن قلبه وَصْفا مَذموما ، لا تصح معه تلك الأعمال . ولعل من رأينا عليه تفريطا أو معصية يَعلم الله من قلبه وَصْفا محمودا يَغفر له بِسببه . فالأعمال أمارات ظنية لا أدلة قطعية .
ويترتب عليها عدم الغلو في تعظيم مَن رأينا عليه أفعالا صالحة ، وعدم الاحتقار لمسلم رأينا عليه أفعالا سيئة . بل تُحتقر وتُذم تلك الحالة السيئة ، لا تلك الذات الْمُسِيئة . فتدبّر هذا ، فإنه نظر دقيق . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : الشخص الواحد يَجتمع فيه حسنات وسيئات ، وطاعات ومَعاصٍ ، وبِرّ وفُجور وشَرّ ؛ فَيُثِيبه الله على حسناته ، ويُعاقِبه على سيئاته إن شاء أو يَغفر له ، ويُحِب ما فَعله مِن الخير ، ويُبْغِض ما فَعَله مِن الشَّر .
وقال أيضا :
الشخص الواحد يجتمع فيه ما يُثاب عليه ، وما يُعاقَب عليه ، وما يُحْمَد عليه ، وما يُذمّ عليه ، وما يُحب منه ، وما يُبْغَض منه .
وقال :
وليُعْلَم أن المؤمن تَجب مُوالاته ، وإن ظلمك واعتدى عليك ، والكافر تَجب مُعاداته وإن أعطاك وأحسن إليك ؛ فإن الله سبحانه بَعث الرُّسل وأنزل الكتب ليكون الدِّين كُله لله ، فيكون الحب لأوليائه ، والبغض لأعدائه ، والإكرام لأوليائه ، والإهانة لأعدائه ، والثواب لأوليائه ، والعقاب لأعدائه .
وإذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشَرّ وفجور ، وطاعة ومعصية ، وسُنّة وبِدعة : استَحَقّ مِن الموالاة والثواب بِقَدر ما فيه مِن الخير ، واستحق مِن الْمُعَادَات والعقاب بِحَسب ما فيه مِن الشرّ ؛ فيجتمع في الشخص الواحد مُوجِبات الإكرام والإهانة ؛ فيجتمع له مِن هذا وهذا ؛ كاللص الفقير : تُقْطَع يده لِسَرِقته ، ويُعْطى مِن بيت المال ما يَكفِيه لِحَاجَته . اهـ .
هذا كُلّه في حقّ الْمُصِرّ على الكبيرة ، ولا ينطبق على مُرتكِب الصغيرة ، ولا على مَن تاب مِن الكبيرة ؛ فإنه لا يجوز أن يُعيَّر بذلك .
وسبق الجواب عن :
كيف تكون محاسبة الإنسان لنفسه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14206
حُكم لعن الشخص المعيّن
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4276
تنظُر إلى عبادتها بأنها أفضل مِن غيرها . هل بهذا قد حَبط عملها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11224
يُقال عني متشددة ؛ لأني أبغض الكفار وأهل المعاصي
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13292
هل يجوز لعن المتبرجات أم الأفضل الدعاء لهن ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5253
حُكم لبس البنطال بالنسبة للنساء
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5853
سؤال في حكم من أطلق العنان للسانه أو يده في قذف قاتلة الطفل أحمد
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11922
والله تعالى أعلم .
المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
|
|
|
|
|