العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام الدعوة والإنتـرنت والفتاوى العامة قسـم الفتـاوى العامـة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي ما هو التمكين الذي يأتي بعد الابتلاء ؟
قديم بتاريخ : 05-11-2015 الساعة : 01:34 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ عبد الرحمن
قرأت معلومة تقول إن التمكين لا يأتي إلا بعد الابتلاء ؟
فما هو التمكين المقصود ؟
وهل هو خاص بأهل الدعوة والرسالة وأهل الحُكم والمُلك ؟
أم أن كُل مُبتلى مهما صغُرت أو عظُمت حاجته وبلاؤه سيكون له تمكين ؟

شكر الله لكم فضيلة الشيخ ومتّع الله بكم ورزقكم مِن الطيبات .


عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : نسمات الفجر المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-11-2015 الساعة : 02:53 PM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

سئل الإمام الشافعي رحمه الله : أيما أفضل للرَّجل أن يُمَكَّن أو يُبْتَلَى ؟ فقال : لا يُمَكَّن حتى يُبْتَلَى .

وهذا قَيْد أغلبي .

قال ابن القيم : والله تعالى ابْتَلَى أولي العزم من الرُّسُل فلمّا صَبروا مَكَّنَهَم ، فلا يَظُنّ أحد أنه يَخْلُص من الألم البتة ، وإنما يتفاوت أهل الآلام في العقول ، فأعقلهم مَنْ بَاعَ أَلَمًا مُسْتَمِرا عظيما بِأَلَمٍ مُنْقَطِع يسير ، وأشقاهم مَن باع الألم المنقطع اليسير بالألم العظيم المستمر . اهـ .

ومَن تأمّل حياة الأنبياء والْمُصلِحين : يَرَى أنه لم يُمكّن لهم – غالبا - إلاّ بعد الابتلاء والتمحيص .
ومِصدَاق ذلك في قوله تعالى : (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) ، وفي قوله عزَّ وجَلّ : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) .

والابتلاء على قَدْر الإيمان .
ويَتفاوَت الابتلاء بِحسب ما يَطلبه المؤمن ، فكلّما زاد إيمانه وعَلَتْ هِمّته زاد ابتلاؤه ، ولذا كان أشدّ الناس بلاء الأنبياء ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم .
قال عليه الصلاة والسلام : إن مِن أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم . رواه الإمام أحمد والنسائي في الكبرى .
فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم جَعَل الناس في الابتلاء دَرَجات ، أعلاها : درجة الأنبياء ، ثم الذين يَلُونَهم على ثلاث دَرَجات مُتفاوتة بِحسب الإيمان .

وقد سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أشد بلاء ؟ قال : الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل يُبْتَلَى العبد على حَسب دِينه ، فإن كان في دِينه صَلبا ، اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رِقّة ابْتُلِي على حَسب دِينه ، فما يبَرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني ، وحسّنه الأرنؤوط .

ومِن أعظَم التَّمكين : أن يُمكَّن المسلم مِن عقول الناس وقلوبهم ، يَعِظهم ، ويُعلّمهم ، ويُؤثِّر فيهم .

ومِن هنا : كان كِبار الخلفاء يَتولّون الخطابة وتعليم الناس ؛ وقد ثَبَت عن الخلفاء الراشدين الأربعة أنهم تَولّوا خُطبة الجمعة ، وعَلّموا الناس بالقول وبالفِعْل ، واشتهر عن عثمان بن عفّان رضي الله عنه أنه توضأ أمام الناس ليُعلِّمهم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما في الصحيحين .

قال ابن الجوزي : ما يَحْصُل بَرْد الْعَيش إلاَّ بِحَرِّ التَّعَب .
على قَدْر الاجتهاد تَعْلُو الرُّتَب . اهـ .

وصَدَق رحمه الله ، فإن أعلى الهمم هِمّة تعلّقت بالفردوس الأعلى .
قال النابغة الجعدي :
بلغنا السماء مَجْدَنا وجُدودنا = وإنا لنرجو فوق ذلك مَظْهرا !
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إلى أين ؟
قال : قلت : الجنة !
قال : نعم إن شاء الله . ( يُنْظَر تخريجه في " الإصابة " لابن حجر )

وفي هذا المعنى يقول الشاعر :
إِذا مَا الْعِزّ أصبح فِي مكانٍ ... سَمَوْتُ لَهُ وَإِن بَعد المزار

ولكلّ مطلوب ثَمَن .
ومَن تَكن العلياءُ هِمَّة نَفْسهِ *** فَكُلُّ الذي يَلقاه فيها مُحَبّب

ومَن يَخطب الحسناء ، لم يُغْلِها مَهْر !

ويَنبغي أن يُعلَم : أن الابتلاء لا يأتي بِصورة واحدة ، بل يُبتَلَى الإنسان بالسرّاء وبالضرّاء ، كما قال عزَّ وجَلّ : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) .
قال ابْنُ عَبَّاسٍ: (وَنَبْلُوكُمْ) ، يَقُولُ : نَبْتَلِيكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً، بِالشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ، وَالصِّحَّةِ وَالسَّقَمِ، وَالْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَالْحَلالِ وَالْحَرَامِ، وَالطَّاعَةِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْهُدَى وَالضَّلالِ .
وقال البغوي في تفسيره : نَخْتَبِرُكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ، بِالشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ ، وَالصِّحَّةِ وَالسَّقَمِ ، وَالْغِنَى وَالْفَقْرِ . اهـ .
فقد يُبتَلى بعض الناس بالنعماء ، ويُبْتَلَى آخرون بالضرّاء ، والإنسان في كلا الحالتين مُحتاج إلى الصبر والشكر ، كما قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : ابْتُلِينا بالضراء فَصَبَرْنا ، وابْتُلِينا بالسراء فلم نَصبر . رواه عبد الرزاق .

ومَن تأمّل حياة الأنبياء يَجِد أنهم لم يُبْتَلوا ببلاء مُتشابِه ، بل ابْتُلِي كل نبيّ ببلاء ، وتنوّعت الابتلاءات في حياة الأنبياء .

فآدم عليه الصلاة والسلام أُخْرِج مِن الجنة إلى دار لم يَعْهَدها .

ونَوح عليه الصلاة والسلام : ابْتُلِي بإعراض قومه ، وبِكُفر ابنه ، وهلاكه أمام عينيه على الكُفر .

وابْتُلِي أبو الأنبياء وخليل الرحمن عليه الصلاة والسلام بأنواع مِن الابتلاء ؛ فابْتُلِي بتأخّر الوَلَد ، ثم لَمّا رُزِق بِابْنٍ له على كِبَر وبَلَغ معه السَّعي ، أُمِر بِذَبْحِه ، ورُمِي في النار .

وأُلْقِي يوسف عليه الصلاة والسلام في البئر ، ثم بِيع بِثَمَن بَخْس ، ثم اتُّهِم في عِرضه ، وسُجِن سِنين عددا .

وعانَى أبُوه يعقوب عليه الصلاة والسلام مِن فِراق ابنه زمنا طويلا ، ثم فقد ابنه الآخر ، حتى عَمِي وفقد بَصَره .

ومِن أشهر ابتلاءات الأنبياء : ابتلاء أيوب عليه الصلاة والسلام ، وما جَرَى له مع الْمَرض سِنين عددا .

وقد أشار ابن القيم إلى هذا التنوّع في الابتلاء ، فقال :
يا مُخنَّثَ العَزْم أين أنت ، والطريقُ طريقٌ تعب فيه آدم ، وناح لأجله نُوح ، ورُمي في النار الخليل ، وأُضجع للذَّبح إسماعيل ، وبِيع يوسف بِثَمَن بَخْس ، ولَبِث في السجن بضع سنين ، ونُشر بالمنشار زكريا ، وذُبح السيد الحصور يحيى ، وقاسى الضرَّ أيوب ، وزاد على المقدار بكاء داود ، وسارَ مع الوَحش عيسى ، وعالَج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم = تَزْهَا أنت باللهو واللعب ؟ . اهـ .


وسبق الجواب عن :
موضوع سكرات الموت وشدته وخاصة لدى الأنبياء والمرسلين
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7738

كيف نثبت أنفسنا مع وجود بدع كثيرة منتشرة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=796

هل ثمرات الاستغفار تتحقق في الدنيا أم قد لا تتحقق ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13632

كيف يفرق المرء بين العقاب من الله والابتلاء ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2083

هل الابتلاء دليل محبة الله لعبده ، وهل له مدة ويُرفَع ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12872

لماذا إذا أحبَّ الله إنسانا ابتلاه ؟ ولماذا اختار هذا الإنسان ليحبّه ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15340

ومقالات بعنوان :
وَتَمايُلي طَرَبا
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7467

اقرأ وارقأ
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9256

أنت لك !
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7710

تُرِيدِين لُقْيَان الْمَعَالِي رَخِيصَةً ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6310

والله تعالى أعلم .

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل الابتلاء دليل محبة الله لعبده وهل له مدة ويُرفَع ؟ نسمات الفجر قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 15-01-2015 06:16 AM
هل نوبات الذُّعر مِن الابتلاء بالخوف ؟ نسمات الفجر قسـم الفتـاوى العامـة 1 16-12-2014 03:24 PM
لماذا يملك العاصون والمجاهرون بالمعصية اموالا طائلة؟ الابتلاء، المعاصي وكثرة أموال العصاة راجية العفو قسم أراشيف الفتاوى المكررة 0 25-09-2012 11:04 PM
الابتلاء بالذل، كيف يرفع الذل عن نفسه راجية العفو إرشـاد المـرأة 0 14-09-2012 03:58 PM
ما حكم الزوج الذي يأتي زوجته من دبرها ؟ ناصرة السنة قسم الأسرة المسلمة 0 19-03-2010 07:34 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:15 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى