العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقـسام الفـقـه الإسـلامي قسـم الفقه العـام
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفقه العـام
افتراضي ما حكم الحديث في أمور الدنيا في المساجد ؟
قديم بتاريخ : 05-02-2016 الساعة : 10:30 AM


ما حكم الحديث في أمور الدنيا في المساجد ؟

الجواب :

لا يجوز أن تُجعَل المساجد مكانًا للأحاديث الجانبية ، والتحدّث بشؤون الدنيا وأمور البيع والشراء ، وتناقل الأخبار ، ونحو ذلك .

روى الإمام البخاري من طريق السائب بن يزيد قال : كنت قائما في المسجد فَحَصَبَنِي رَجل ، فنظرت فإذا عُمر بن الخطاب ، فقال : اذهب فأتِني بِهَذَين ، فجِئته بهما . قال : مَن أنتما ؟ أوْ مِن أين أنتما ؟ قالا : مِن أهل الطائف . قال : لو كُنتما مِن أهل البلد لأوجَعْتُكما ! تَرفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
وهذا مِن أدب عمر رضي الله عنه وتأدّبه مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وأدبه في المساجد ، فلم يَرفع صوته ليُنادِي الرّجُلين ، ولا رفع صوته ليُنادِي السائب بن يَزِيد ، بل رَمَاه ببعض الحصى الصّغَار لِيَنْتَبه له .



وبوّب الإمام البخاري على هذا الحديث : باب رفع الصوت في المساجد .
وهذا التبويب دالّ على إرادة عموم المسجد ، وعدم اختصاص المسجد النبوي بالمَنع ، إلاّ أن المسجد النبوي أشدّ في المنع ؛ لِجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكانته .

قال ابن بطّال : قال بعض الناس : أما إنكار عُمر رفع الصوت في المسجد ، فيدلّ أنهم رَفعوا أصواتهم فيما لا يَحتاجون إليه مِن اللغط الذي لا يجوز في المسجد ، ولذلك بَنَى عُمر البطحاء خارج المسجد ؛ ليُنَزّهه عن الْخَنا والرَّفث ، فسألهم إن كانوا مِن أهل البلد ممن تقدّم العِلم إليهم بإنكار رفع الصوت في اللغط فيه ، فلما أخبراه أنهما مِن غير البلد عَذَرَهُما بالجهل . اهـ .

وقال أشهب سَمِعت الإمام مالك بن أنس يقول : لا خير في رفع الصوت في المسجد ، لا في العلم ولا في غيره . أدركت الناس قديما يَعِيبُون ذلك .

وقال الباجي : وقال ابن القاسم في المبسوط : قد رأيت مالِكا يَعيب على أصحابه رفع أصواتهم في المسجد .
وقد علل ذلك محمد بن مسلمة بِعِلّتين :
إحداهما : أنه يَجب أن يُنَزّه المسجد من مثل هذا ، ومعنى هذا أن المسجد مما أُمِرنا بتعظيمه وتوقيره .
والثانية : لأنه مَبنيّ للصلاة ، وقد أمرنا أن نأتيها وعَلينا السّكينة والوقار . اهـ .

قال ابن بطّال في ذِكر مُضاعَفَة صلاة الجماعة على صلاة الفرد ، وذِكر الدَّرَجات التي تفضل بها صلاة الجماعة : ومنها: ترك الخوض فى أمر الدنيا ؛ لِحُرمة المسجد والصلاة ، وذِكر الله تعالى ، فيه لقوله تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) ، وكان عُمر يَضرب الناس على ذكر الدنيا فى المسجد ، واتَّخذ البطحاء لمن أراد اللغط فيه . اهـ .



وقال القرطبي : وَمِمَّا تُصَانُ عَنْهُ الْمَسَاجِدُ وَتُنَزَّهُ عَنْهُ : الرَّوَائِحُ الْكَرِيهَةُ ، وَالأَقْوَالُ السَّيِّئَةُ ، وَغَيْرُ ذَلِكَ ؛ وَذَلِكَ مِنْ تَعْظِيمِهَا .
وَسَمِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَوْتَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ : مَا هَذَا الصَّوْتُ ؟ أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ ؟!
وَكَانَ خَلَفُ بْنُ أَيُّوبَ جَالِسًا فِي مسجده ، فأتاه غلامه يَسأله عن شيء ، فَقَامَ وَخَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَأَجَابَه ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَال : مَا تَكَلَّمْتُ فِي الْمَسْجِدِ بِكلامِ الدُّنْيَا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا ، فَكَرِهْتُ أَنْ أتكلّم اليوم.
وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ : مَنْ جَلَسَ فِي مَسْجِدٍ فَإِنَّمَا يُجَالِسُ رَبَّهُ ، فَمَا حَقُّهُ أَنْ يَقُولَ إِلاّ خَيْرًا
وَقَدْ جَمَعَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ فِي ذَلِكَ خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً ، فَقَالَ:
مِنْ حُرْمَةِ الْمَسْجِدِ:
1 - أَنْ يُسَلِّمَ وَقْتَ الدُّخُولِ إِنْ كَانَ الْقَوْمُ جُلُوسًا ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ قَالَ : السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ.
2 - وَأَنْ يَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ .
3 - وَأَلاّ يَشْتَرِيَ فِيهِ وَلا يَبِيعَ.
4 - ولا يَسُلَّ فِيهِ سَهْمًا وَلا سَيْفًا.
5 - وَلا يَطْلُبَ فِيهِ ضَالّة.
6 - ولا يَرْفَع فيه صَوتا بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَلا يَتَكَلَّمَ فِيهِ بِأَحَادِيثِ الدُّنْيَا.
7 - وَلا يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ.
8 - وَلا يُنَازِعَ فِي الْمَكَانِ.
9 - وَلا يُضَيِّقَ عَلَى أَحَدٍ فِي الصَّفِّ.
10 - وَلا يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْ مُصَلٍّ.
11 - وَلا يَبْصُقَ ، ولا يَتَنَخَّمَ ، ولا يَتَمَخَّطَ فِيهِ.
12 - ولا يُفَرْقِعَ أَصَابِعَهُ ، وَلا يَعْبَثَ بِشَيْءٍ مِنْ جَسَدِهِ.
13 - وَأَنْ يُنَزَّهَ عَنِ النَّجَاسَاتِ وَالصِّبْيَانِ وَالْمَجَانِينِ.
14 - وَإِقَامَةِ الْحُدُودِ.
15 - وَأَنْ يُكْثِرَ ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَى وَلَا يَغْفُلَ عَنْهُ.
فَإِذَا فَعَلَ هَذِهِ الْخِصَالَ فَقَدْ أَدَّى حَقَّ الْمَسْجِدِ ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ حِرْزًا لَهُ وَحِصْنًا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .
(الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي)

وقال علماؤنا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة : لا يَخفَى أن المساجد اتّخِذت لِعبادة الله تعالى مِن صلاة وتلاوة وذِكر واعتكاف وتَعلّم عِلم وتَعليمه ، وغير ذلك مما يَعود نَفعه على عموم المسلمين ، ولا يجوز استعمالها لغير ذلك كَالْبَيع أو الشراء ، أو الحديث في شئون الدنيا ، ونَشْد الضَّالة ، ونحو ذلك مما لا علاقة له بِشئون الدِّين ، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن سَمِع رَجلا يُنْشِد في مسجدٍ ضَالّة ، فلْيَقُل : لا رَدّها الله إليك ، فإن المساجد لم تُبْنَ لِهَذا .
وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم مَن يَبيع أو يَبْتَاع في المسجد فقولوا : لا أربح الله تِجَارَتك ، وإذا رأيتم مَن يُنْشِد فيه ضَالّة فقولوا : لا رَدّها الله عليك . اهـ .

ويَشتدّ الأمر إذا صاحَب تلك الأحاديث والقيل والقال : رَفع الصوت في المساجِد ؛ فيُؤدِّي ذلك إلى إشغال الْمُصلِّي والقارئ ، ومَن يتعلَّم عِلْما أو يُعلّمه .
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم نَهَى عن رَفع الصوت بِقراءة القرآن ، فكيف بِرفع الصوت في القيل والقال ، والتحدّث في الأمور الدنيوية ؟!

وقد نَهَى النبي صلى الله عليه وسلم عن رَفْع الصوت بالقرآن في المسجد ، فكيف بِغير القرآن ؟!

فَعَن عبد الله بن عمر أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ وَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ : أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي الصَّلاَةِ ، فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ ، فَلْيَعْلَمْ أَحَدُكُمْ مَا يُنَاجِي رَبَّهُ ، وَلاَ يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقِرَاءَةِ فِي الصَّلاَةِ . رواه الإمام مالك وأحمد والنسائي في الكبرى والبيهقي وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني . وهو حديث صحيح .

وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَسَمِعَهُمْ يَجْهَرُون بِالْقِرَاءَةِ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ ، فَكَشَفَ السُّـتُورَ ، وَقَالَ : إِنَّ كُلَّكُمْ مُنَاجٍ رَبَّهُ فَلا يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ، وَلا يَرْفَعَنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقِرَاءَةِ . رواه الإمام مالك في الموطأ وأحمد وأبو داود والنسائي في الكبرى وابن خزيمة وعبد بن حميد والحاكم - وصححه على شرط الشيخين - والبيهقي ، وهو حديث صحيح .

بل إن أفضل القراءة ما كان سِرًّا ؛ لأنه أبعد عن الرياء والأذى .
فَعَن عقبة بن عامر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الْجَاهِرُ بِالْقُرْآنِ كَالْجَاهِرِ بِالصَّدَقَةِ ، وَالْمُسِرُّ بِالْقُرْآنِ كَالْمُسِرِّ بِالصَّدَقَةِ " رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

قال الترمذي : ومعنى هذا الحديث أن الذي يُسِرّ بِقِراءة القرآن أفضل مِن الذي يجهر بِقراءة القرآن ؛ لأن صدقة السِّرّ أفضل عند أهل العِلْم مِن صَدَقة العلانية . وإنما معنى هذا عند أهل العِلْم لكي يأمَن الرَّجُل مِن العُجْب ، لأن الذي يُسِرّ العَمَل لا يُخاف عليه العُجب ما يُخاف عليه مِن علانيته . اهـ .

وسبق :
لم تُبْنَ لهذا !
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6125

الأطفال والعبث واللعب في المساجد
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6614

هل يجوز إحضار الأطفال للمساجد وهم دون سن السابعة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13050

ما حكم اصطحاب الأطفال للمسجد وإحضارهم لأجهزة (الآي باد) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13041

ما حكم اللعب بألعاب إلكترونية تتطلب البحث في داخل المساجد والأماكن المقدسة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18033

هل يوجد حديث بأن الكلام في المسجد يأكل الحسنات ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7754

حكم الحديث في المسجد بأمور الدنيا ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=19562

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل كثرة الدعاء بأمور الدنيا يدخل في حب الدنيا ونسيان الآخرة؟ راجية العفو إرشـاد الأدعـيــة 0 31-05-2015 09:23 PM
هل يجوز طرح تصويت على أمور أفتى فيها المشايخ فتاوى اجتهادية ؟ راجية العفو قسـم المحرمـات والمنهيات 0 16-07-2013 01:24 AM
ما صحة هذا الحديث" لكل شيء أساس وأساس الدنيا مكة لأنها منها دحيت)؟ نبض الدعوة قسـم السنـة النبويـة 0 30-09-2012 01:32 AM
الإعلان في المساجد عن مُخيّمات طبية، الأعلانات عن موت اشخاص او فقدهم في المساجد راجية العفو قسـم المحرمـات والمنهيات 0 14-09-2012 04:46 PM
هل كثرة الدعاء بأمور الدنيا يدخل في حب الدنيا ونسيان الآخرة؟ نسمات الفجر إرشـاد الأدعـيــة 0 13-09-2012 03:11 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:32 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى