مُسلم
عضو نشيط
رقم العضوية : 398
الإنتساب : Jan 2013
المشاركات : 61
بمعدل : 0.01 يوميا

مُسلم غير متواجد حالياً عرض البوم صور مُسلم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم القـرآن وعلـومه
افتراضي قوله تعالى (فإن مع العُسر يُسرا) هل هذا لجميع الخلق البر والفاجر ؟ وهل كل عُسر له يُسر ؟
قديم بتاريخ : 27-11-2015 الساعة : 11:06 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فضيلة الشيخ لدي سؤال وهو كالتالي :

في قوله تعالى (فإن مع العسر يسرا)

هل هذا لجميع الخلق البر والفاجر ؟

وهل كل عسر له يسر ؟

فقد يمرض الشخص ويموت بمرضه فكيف يكون هذا العسر معه يسر ؟

وقد يعيش الانسان بلاء حتى يموت كفقر او مرض او مصيبه فلا تُفرج حتى يموت فأين يكون اليسر ؟ هذا ما اشكل علي ياشيخ

وهل اليسر يكون في صور مختلفه قد لانشعر بها ؟


عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : مُسلم المنتدى : قسم القـرآن وعلـومه
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-11-2015 الساعة : 01:51 PM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولاً : يجب على المسلم أن يُسلِّم لِنصوص الوحيين ، وإن بَدَا له تعارُض في النصوص فَعَليه أن يَتّهِم نفسه بِقُصور الفَهْم ، كما قال ابن القيم .
فإن مِن نِعمة الله على العبد : أن يُسلّم للنصوص .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : مِن أعظم ما أنعم الله به عليهم [أي : السلف] اعتصامهم بالكتاب والسنة ؛ فكان مِن الأصول المتفق عليها بَيْن الصحابة والتابعين لهم بإحسان : أنه لا يُقبل مِن أحد قط أن يُعارِض القرآن لا بِرأيه ولا ذوقه ولا مَعقوله ولا قياسه ولا وَجْدِه ، فإنهم ثبت عنهم بالبراهين القطعيات والآيات البينات أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بالهدى ودِين الحق ، وأن القرآن يَهدِي للتي هي أقوم : فيه نَبأ مَن قبلهم ، وخَبر ما بعدهم ، وحُكم ما بينهم . هو الفصل ليس بِالْهَزل ، مَن تَركه مِن جبّار قَصَمَه الله ، ومَن ابتغى الْهُدى في غيره أضلّه الله ، هو حبل الله المتين ، وهو الذِّكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تَزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألْسُن ؛ فلا يستطيع أن يُزيغه إلى هواه ، ولا يُحَرِّف به لِسانه ، ولا يَخْلَق عن كثرة الترداد ، فإذا رُدِّد مَرّة بعد مرة لم يَخْلَق ولم يُمَلّ كغيره من الكلام ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا تَشبع مِنه العلماء ، مَن قال به صَدَق ، ومَن عَمِل به أُجِر ، ومَن حَكَم به عَدَل ، ومن دعا إليه هُدِي إلى صراط مستقيم . فكان القرآن هو الإمام الذي يُقْتَدَى به ، ولهذا لا يوجد في كلام أحدٍ مِن السلف أنه عارَض القرآن بِعَقل ورأي وقياس ، ولا بِذَوق وَوَجْد ومُكاشَفة ، ولا قال قط قد تعارَض في هذا العقل والنقل . اهـ .

ثانيا : مع كُلّ عُسر يُسْرَان ؛ لأن اليُسْر جاءت بِلفظ مُنكّر ، والعُسر جاء بِلفظ مُعرَّف ، فاليُسر اثنان , والعُسر واحد .
قال تعالى : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)
قال القرطبي : أي إن مع الضيقة والشدة يُسرا ، أي : سَعة وغِنى ... وقال ابن عباس: يقول الله تعالى : خَلَقْتُ عُسرا واحدا ، وخَلَقْتُ يُسْرَين، ولن يَغلب عُسر يُسْرَين . اهـ .

وقال ابن كثير : وقوله : (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) ، وَعْد منه تعالى ، وَوَعده حقّ ، لا يُخْلِفه ، وهذه كَقوله تعالى : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) .
وقال :
ومما يُروى عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال :
صبرا جميلا ما أقرب الفَرَجا ... مَن رَاقب الله في الأمور نَجا
مَن صَدَق الله لم يَنله أذى ... ومَن رَجاه يكون حيث رَجا . اهـ .

ورجّح بعض المفسِّرِين أن الآية خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن أول السورة وآخرها في خِطاب النبي صلى الله عليه وسلم .
قال البغوي في تفسير قوله تعالى : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) :
أي : مع الشِّدّة التي أنت فيها مِن جهاد المشركين يُسْرا ورَخاء ، بأن يُظْهِرك عليهم حتى يَنقادوا للحَقّ الذي جِئتهم به . اهـ .

وقال أبو حيّان : وكان الكفار أيضا يُعَيِّرُون المؤمنين بالفَقر ، فَذَكَّرَه هذه الـنِّعَم وقَوّى رجاءه بِقوله : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) ، أي : مع الضيق فَرَجا . ثم كَرَّر ذلك مبالغة في حصول اليُسر .
ولَمّا كان اليُسر يَعْتَقِب العُسر مِن غير تطاول أزمان ، جُعِل كأنه معه ، وفي ذلك تبشيرا لِرسول الله صلى الله عليه وسلم بَحصول اليُسر عاجلا . والظاهر أن التكرار للتوكيد ، كما قلنا . وقيل : تكرر اليُسر باعتبار الْمَحَلّ ، فيُسْر في الدنيا ويُسْر في الآخرة . اهـ .

ولفظ الآية عامّ في كُلّ عُسْر ، والعِبرة بِعُموم الألفاظ لا بِخصوص السبب .

قال الشيخ السعدي رحمه الله في " القواعد الحسان في تفسير القرآن " :
القاعدة الثانية : العِبرة بِعُموم الألفاظ لا بِخصوص الأسباب .
وهذه القاعدة نافعة جدًا ، بِمُراعاتها يحصل للعبد خير كثير وعلم غزير، وبإهمالها وعدم ملاحظتها يَفوته علم كثير، ويقع الغلط والارتباك الخطير . اهـ .

ويَدلّ على هذا العموم : قوله عليه الصلاة والسلام : واعْلَمْ أنَّ في الصَّبرِ على ما تَكْرَهُ خيرا كثيرا ، وأنَّ النصرَ معَ الصبرِ ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ ، وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسرا . رَوَاه الإمام أحمد ، وصححه الألباني والأرنؤوط .


إلاّ أنه ليس مِن شَرْط اليُسْر أن يكون في صورة واحدة ، ولا أن يكون على الصورة التي يُريدها ويرغبها صاحب العُسْر ، إذا اتّقى الله .
فقد يَكون اليُسْر مع العُسْر في أن ما أُصِيب به الإنسان لم يَكن أعظَم مِن ذلك .
وقد يَكون اليُسْر في غير ما نَزَل بالإنسان مِن فقر أو داء ؛ فقد يُيسّر الله للإنسان أمورا أخرى ليست في حُسبانه ، مِن مثل : صلاح الولد ، ومغفرة الذَّنْب ، وتكفير السيئات ، ودَفْع بلاء أكبر ، إلى غير ذلك مما يَخفَى على كثير مِن الناس .

وقد يَكون اليُسْر في بقاء الحال ؛ مِن مرض ، أو فقر ، أو بلاء ؛ لأن مِن الناس مَن لا يُصلِحه إلاّ الفقر ، ومِنهم مَن لا يُصلِحه إلاّ المرض ، فلو اغتنى الفقير ، أو صحّ المريض ؛ أفسَده ذلك ، وذلك لأن الغِنَى والصِّحّة مِن أسباب الأشَر والبَطَر ومُجاوزة الْحَدّ ، كما قال تعالى : (كَلاَّ إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى) ، وأكثر أتْبَاع الأنبياء هُم الفقراء والمستضعفين .
ومَن أراد الله به خيرا يَسَّره لليُسْرَى ، كما يشاء ربّ العِزّة سبحانه .
واليُسْر في الآخرة أنْفَع مِن يُسْر الدنيا .
وسبق قول أبي حيّان : فيُسْر في الدنيا ويُسْر في الآخرة . اهـ .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : قد يكون الفقر لبعض الناس أنفع مِن الغِنى ، والغنى أنفع لآخرين ، كما تكون الصحة لبعضهم أنفع . اهـ .

ثالثا : قد يَكون الإنسان هو الذي يُضيِّق على نفسه ، ويَمنع نُزول الفَرَج بِسبب ذنوبه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ليس كُل مَن وُسّع عليه رِزقه يكون مُكرَما ، ولا كل مَن قُدِر عليه رزقه يكون مُهانا ، بل قد يُوسَّع عليه رزقه إملاء واستدراجا ، وقد يُقْدَر عليه رزقه حِماية وصيانة له ، وَضِيق الرِّزق على عبدٍ من أهل الدِّين قد يكون لِمَالَه مِن ذُنوب وخطايا ، كما قال بعض السلف : إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه . اهـ .

وقد لا يحصل اليُسْر بسبب سُوء ظنّ العبد بِربِّه ، فإن سوء الظنّ بالله مُهْلِك . كما قال تعالى : (وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) .
وفي المقابِل : حُسن الظن نَجَاة .
قال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي . رواه البخاري ومسلم .
وعند الإمام أحمد : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ؛ إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ .
ومَن اتَّقى الله كَفَاه وفرّج عنه ، فالفَرَج مَشْروط بالتقوى ، كما قال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) .

ولَمّا قال يُوسُف عليه الصلاة والسلام لإخوَته : (أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا) أخبَرَهم أن ما حَصل له مِن الخير والفَرَج إنما هو بسبب الصبر والتقوى ، فقال : (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) .

فكيف يَرجو الفَرَج والنجاة مَن أغلق أبواب التوفيق بالذنوب والمعاصي ؟!
قال يحيى بن معاذ الرازي : لا تستبطئن الإجابة إذا دَعوت ، وقد سَدَدْتَ طُرقها بالذنوب .
وقال ابن الجوزي : نَظِّف طُرق الإجابة مِن أوساخ المعاصي . اهـ .
وقال ابن القيم : يا مُستَفْتِحا باب المعَاش بغير إقليد التقوى ، كيف تُوسِّع طريق الخطايا وتشكو ضيقَ الرِّزق ، ولو وَقَفْتَ عند مرادِ التقوى لم يَفُتْكَ مُراد . اهـ .

وسبق الجواب عن :
ما هو شرح هذا الحديث : " إن النصر مع الصبر ، وأن الفَرج مع الكَرب ، وأن مع العُسر يُسرا "
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18694

كيف الجمع بين سجود الشمس تحت العرش ، مع أن الشمس لا تغرب طيلة 24 ساعة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=914

في الحديث : " لن يُفلحَ قومٌ ولّوا أمْرَهم امرأة " ، فما بالُ جولدامائير ومارجريت تاتشر ..؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3780

أختي انتكست وتعترِض على نصوص الشَّريعة ، فما نصيحتكم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11573

" ما غلب عُسر يُسرين " هل هو حديث ، وما درجته ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2912

لماذا يتأخر وقوع العقوبة على الظالم رغم دعاء المظلوم عليه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18521

لماذا كان الأنبياء والصالحون أشد ابتلاء رغم وَرَعهم وتقواهم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15339

كيف التوفيق بين الدعاء مع اليقين بالإجابة وبين أن الدعاء قد لا يُستجاب بسبب الذنوب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13582

خطبة جمعة عن .. (تعظيم السنة)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16835

والله تعالى أعلم .

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معنى قوله تعالى: {فلا أقسم بالخنس} إلى قوله: {والصبح إذا تنفس}؟ طالبة علم منتـدى الحـوار العـام 0 24-02-2016 11:23 PM
بيان قوله تعالى: {واتركِ البحرً رَهْواً} طالبة علم منتـدى الحـوار العـام 0 18-02-2016 07:23 PM
ما معنى (مُعلّقة) في قوله تعالى { فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} ؟ راجية العفو قسم القـرآن وعلـومه 0 09-10-2014 02:12 PM
معنى قوله تعالى ( فِي سِتَّةِ أَيَّام ) عبق قسم القـرآن وعلـومه 0 26-02-2010 08:40 PM
سبب نزول قوله تعالى (ما ودعك ربك و ما قلى) نسمات الفجر قسم القـرآن وعلـومه 0 10-02-2010 05:13 AM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:51 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى