تؤذيني بشكوكها .. هل لو توقفت عن نصحها يُرفَع عني الحرج ؟
بتاريخ : 14-05-2016 الساعة : 06:16 AM
السلام عليكم و رحمة الله
انا انسانة ملتزمة و لي اخت غير ملتزمة .. و اختي متسلطة علي و تقعد لي كل مرصد و تشكك و تطعن في التزامي و أنني منافقة .. فهي مثلا تسألني ما إن كنت اصوم التطوع ام لا .. و انا لا أجيبها لأني اريده سرا بيني و بين ربي .. ثم هي تتهمني بعد ذلك بأنني منافقة و لست ملتزمة و الا لكنت حريصة على صيام التطوع !
مثال اخر .. انا اصلي الصلوات كلها في وقتها بحمد الله .. لكن ليس في اول الوقت لظرف يلم بي .. لكنني اؤديها في وقتها .. و اختي تتسلط علي بلسانها .. أنتي تؤخرين الصلاة !!! و قد افهمتها انه يجوز فوقتها لم يخرج بعد .. لكنها تصر على موقفها .. و في الواقع انا اؤديها قبل خروج الوقت بساعة تقريبا مثل صلاتي الظهر و المغرب .. و هي لا تتسلط علي من باب الحرص .. بس لمضايقتي .. فهل لا تصلي الفجر الا بعد طلوع الشمس .. و تلبس العاري .. فهي مقصرة دينيا بشكل كبير
و ان نصحتها بشيء جعلت تلمح اني امثل دور الملتزمة و اني في الواقع منافقة ..
سؤالي بعد هذه المقدمة .. هل يجوز ان اترك نصحها ؟
فهي لا تستجيب لنصحي و لا تنفك عن الطعن بالتزامي يا شيخ و انا نفسيتي تتعب من تصرفاتها معي ..
التعديل الأخير تم بواسطة حليمة ; 14-05-2016 الساعة 06:25 AM.
لعل صبرك عليها لِزيادة أجرك ، ولعلك ابتُلِيت بها ؛ ليُنظر صبرك عليها وعلى دعوتها ، وهي مِن أقرب الناس إليك .
ماذا لو رأيت أختك تسقط في حُفرة ، أو سوف تقع في نار ، أمَا كُنت تُسارِعين لإنقاذها ؟
هي الان تسير في طريق الهلاك ، المؤدِّي إلى النار ، فاحرصي على نُصحها ودعوتها ؛ مِن أجل إنقاذها ، ولا تَملّي .
فإن النبي صلى الله عليه وسلم استمرّ في دعوة عمه أبي طالب حتى مات ، ولم يأل جُهدا في طلب هِدايته .
وقد يُبتَلَى الإنسان بِمَن يُصاحِبه ، ويتسلّط عليه ؛ ويكون ذلك :
إما رِفعة في درجاته ، أو تكفيرا لسيئاته .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ : مَا أَعْلَنْت فَإِنَّ اللَّهَ يُحَاسِبُك بِهِ ، وَأَمَّا مَا أَخْفَيْت فَمَا عُجِّلَتْ لَك بِهِ الْعُقُوبَةُ فِي الدُّنْيَا .
وَهَذَا قَدْ يَكُونُ مِمَّا يُعَاقَبُ فِيهِ الْعَبْدُ بِالْغَمِّ ، كَمَا سُئِلَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَة عَنْ غَمٍّ لا يُعْرَفُ سَبَبُهُ ؟ قَالَ : هُوَ ذَنْبٌ هَمَمْت بِهِ فِي سِرِّك وَلَمْ تَفْعَلْهُ ؛ فَجُزِيت هَمًّا بِهِ .
فَالذُّنُوبُ لَهَا عُقُوبَاتٌ : السِّرُّ بِالسِّرِّ ، وَالْعَلانِيَةُ بِالْعَلانِيَةِ . اهـ .
وتذكري : أن خير الْخُلْق لم يَسلم مِن الهمز واللمز والاتهام !
قال ابن حَزْم : مَن قَدّر أنه يَسْلَم مِن طَعن الناس وعَيبهم فهو مجنون ! . اهـ .