[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما جزاء من يفسد في الأرض ويتساهل في المعاصي والمنكرات والتعاون في نشر الإثم والمنكر في الإسلام ؟
وفقكم الله شيخي الفاضل وجزاكم كل خير

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، ووفقك الله لكل خير .

جزاؤه : العذاب الشديد في الدنيا وفي الآخرة .
ويأثم الإثم الكبير مَن يُحبّ أن تظهر الفاحشة والمنكرات في أوساط المؤمنين ، بل ويستحقّ العذاب الشديد في الدنيا وفي الآخرة ، كما قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ) .
هذا إذا كانت مُجرّد مَحبّة إشاعة الفاحشة ، فكيف إذا كان يَعملها ، ويُجاهِر بذلك ؟

والذي يُجاهِر بالمعصية يستحقّ التعزير والتأديب ، مع ما يَحمِله مِن الإثم الْمُضَاعَف :
لأنه يَعمل المعصية ؛ فيأثَم بِفعل المعصية .
ويُجاهِر بمعصيته ؛ فيأثَم بِالْمُجَاهَرَة بالمعصية .
ويَعمَل المعصية مع الاستخفاف بِنَظر الله إليه ؛ فيأثَم بالاستخفاف بِنَظر الله إليه ، وأن جَعَل الله أهون الناظِرين إليه .
ويُجرّئ غيره على المعصية ؛ فيأثَم بتهوين شأن المعصية .

ومثل هذا يُناصَح ، فإن لم يَستجِب فيُهجَر .

قال ابن القيم في دلائل تعظيم الأمر والنهي :
فصل : وأما علامات تعظيم الْمَنَاهِي ، فالحرص على التباعد مِن مَظَانّها وأسبابها وما يدعو إليها ، ومُجانَبة كل وَسيلة تُقرِّب منها ، كَمَن يَهرب مِن الأماكن التي فيها الصور التي تقع بها الفتنة ، خشية الافتتان بها .
وأن يَدَع ما لا بأس به حذرا مما به بأس ، وأن يُجَانِب الفُضول مِن المبَاحَات خشية الوقوع في المكروه .
ومُجانَبة مَن يُجَاهِر بارتكابها ويُحَسِّنها ويَدعو إليها ويَتَهَاوَن بها ولا يُبالي مَا رَكِب منها ، فإن مُخَالَطَة مثل هذا داعية إلى سَخَط الله تعالى وغَضبه ، ولا يُخَالِطه إلاّ مَن سَقَط مِن قَلبه تَعظيم الله تعالى وحُرُمَاته .
ومِن علامات تعظيم النهي : أن يَغضب لله عزّ وجَل إذا انْتُهِكَت مَحَارِمه ، وأن يَجِد في قَلبه حُزنا وكَسرة إذا عُصي الله تعالى في أرضه ، ولم يَضْطَلِع بإقامة حدوده وأوامره ، ولم يستطع هو أن يُغَيِّر ذلك . اهـ .

وأشدّ مِن ذلك : مَن يَتَعاون في نشر الإثم والمنكر ، ويُروّج له ؛ فهذا مُستحقّ لأبلَغ التعزير ، بل يَرى بعض العلماء أن مثل هذا يُطبّق عليه حَدّ الْحِرَابَة شَرْعا ! لأن ضَرَره لم يَقتَصِر على نفسه ، بل تعدّاه إلى غيره .
ومثل ذلك : مَن يَحرِص على إخراج المرأة مِن خِدرِها ، وخَلْع جلباب الحياء عنها .

ومِن هنا أفتى علماؤنا بِقَتْل مُروِّج الْمُخدِّرات ؛ لِعظيم ضَرَره .

وسبق :
ما حكم المجاهرة بالمعاصي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14204

نصيحة لِمَن يتباهى بالفواحش والحرام ويتهم أهل الورع بالغباء والعجز
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17048

ما هي الأعمال التي تورث صاحبها مقعدًا مِن النار ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13578

ما رأيك في التعاون الشِعري بين داعية ومطرِب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10160

ما حكم الإشراف على قِسم الفَنّ في المنتديات ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13317

وضع بطاقات تحمل صور ذوات الأرواح كصور نسائية
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=277

ما حُكم التساهل في رَمي بعض الناس بالفِسْق ، وما هو ضابط الفِسْق ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16157

خُطبة جُمعة عن : إخراج المرأة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16915

ومقالات :
الإفساد في الأرض ..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6308

كل أمة محمد بخير إلاّ أنت ..!
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6273

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم