في قوله تعالى : (أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ) سؤال ، وهو أن يُقال : كيف حَبِطَتْ أعمالهم مع أنها لم تُقبَل أصلا ؟ لأن عَدَم الإيمان سبب في عدم قبول الأعمال .
الجواب :
الجواب عنه مِن وُجوه :
الوجه لأول : أن يُقال - كما قال مقاتل - : أبطل الله جهادهم .
الوجه الثاني : أبْطَل الله ما عَمِلُوه مِن أعمال حسنة ، كما قال عليه الصلاة والسلام : إن الله لا يَظْلِم مُؤمِنًا حسنة ، يُعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة ، وأما الكافر فيُطعم بحسنات ما عَمِل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يُجزى بها . رواه مسلم .
الوجه الثالث : أنهم " لم يُؤمنوا حقيقة ، وإن أظهروا الإيمان لفظًا ، فأحبط الله أعمالهم التي كانوا يأتون بها مع المسلمين " ، كما قال الرازي في تفسيره .
الوجه الرابع : أن حُبوط أعمالهم هو عدم تقبّلها أصلا ؛ لِفقد أهم شَرْط مِن شروط قبول العمل ، وهو الإخلاص .