|
|
المنتدى :
قسـم الفقه العـام
كيف تكون نظرتنا إلى الأجانب أصحاب الاختراعات والابتكارات
بتاريخ : 01-03-2010 الساعة : 09:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم / حفظه الله ,,
أحد الإخوة يسأل :
ما هو حكم الأجانب المسيحين في الاغلب أصحاب الاختراعات في العالم و الابتكارات و الذي بدونهم ممكن نكون
ما نزال في عصور قديمة جدا جدا من حيث التكنوجيا ؟!
من حيث التعامل معهم والنظرة إليهم !!
وجزاكم الله خيراً ونفع بكــــــــم وبعلمكم ,,
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما يفعله الكافر في هذه الدنيا يُجزى عليه في الدنيا بقدر حسناته ، وهذا من كمال عدل الله سبحانه وتعالى .
روى مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يُعطى بها في الدنيا ويُجزى بها في الآخرة ، وأما الكافر فيُطعم بحسنات ما عَمِل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها .
ومصداق ذلك في كتاب الله عز وجل : ( وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ )
وفي قوله تبارك وتعالى : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْم يَعْلَمُونَ )
أي هذه الطيبات في الحياة الدنيا للذين آمنوا مباحة وإن شَرَكهم فيها غيرهم من الكفار ، وأما في لآخرة فهي للذين آمنوا خالصة لهم من دون الناس .
أما النظرة إليهم بهذا الخصوص فإننا نعلم عِلم يقين أن لهذه الحياة سُننا ونواميس ، من أخذ بها أخذ بزمام الأمر
، ولا نشكّ أن الله سخّرهم لذلك ، هذا أولاً .
وثانياً : هذه الاختراعات ، أو الاكتشافات التي اكتشفوها ، أو الصناعات التي أتقنوها لم يفعلوا ذلك لأجلنا ابتداء ، بل فعلوا ذلك لأجلهم ابتداء ، ولأجل أن يُذكروا بها ، فأخذوا ما أرادوا ، وهو التقدّم العلمي ، والذِّكر الحسن ، بل بعضهم يكون سعيه وهمّـه ما يُعرف بـ ( تحطيم الرقم القياسي ) في مجال ما .
وثالثاً : إذا كانت هذه الاختراعات مما خُدِم به دِين الإسلام فهي داخلة تحت قوله صلى الله عليه وسلم : إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر . رواه البخاري ومسلم .
وخذ على سبيل المثال : هذه الشبكة العالمية ( الإنترنت ) لم يكن اختراعها لأجل البشرية ، بل كانت ابتداء لخدمة أهداف عسكرية ، ثم استفاد منها الناس ، بل استُخدمت في الدعوة إلى الله ، وفي تبليغ دين الله عز وجل .
وسبق :
كيف حَبِطَتْ أعمالهم مع أنها لم تُقبَل أصلا ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5382
وحول كلمة مسيحي هذا تنبيه عليها :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=614
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
|
|
|
|
|