[راجية العفو]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل ما هي النعرات القبيلة أي مثل ماذا التي تسبب الفتن؟
وهل نقول هي التي بين أبناء القبيلة الواحدة أو بين قبيلة وأخرى؟
وجزاك الله خيرا



الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

المقصود بها دعاوى الجاهلية ، مِن الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب ، ومدح قبيلة على حساب أخرى .
وإثارة الفتن التي قد تؤدّي إلى التناحر والتباغض بل والتقاتل على توافه الأمور .
وقد تكون هذه الدعاوى بين أبناء القبيلة الواحدة ، إذا كان ذلك بالافتخار بالفَخذ الذي يَنتسب إليه الشخص مِن تلك القبيلة .

وإذا كان المسلم منهي عن الاعتزاء بِما ليس مِن دعاوى الجاهلية ، فكيف بِما هو مِن دعاوى الجاهلية ؟
ففي الصحيحين مِن حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كنا في غزاة فَكَسَعَ رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ، فقال الأنصاري : يا للأنصار ، وقال المهاجري : يا للمهاجرين ، فسمع ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما بال دعوى جاهلية ؟ قالوا : يا رسول الله كَسَع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ، فقال : دعوها فإنها منتنة .
فالنبي صلى الله عليه وسلم اعتبرها من دعاوى الجاهلية ، عِلما بأن الانتساب إلى شيء محمود ، وهو الهجرة والنُّصْرَة : يا للأنصار .. يا للمهاجرين ..
فلا يجوز هذا التفاخر ؛ لأن من شأنه أن يُوجد العداوة والبغضاء ، وأن يُثير العنصريات .

والإسلام حرص على نَبْذِ كل ما مِن شأنه إيجاد التنازع ، ولو كان ذلك في العبادات ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على معاذ رضي الله عنه إطالته الصلاة بالناس ، وقال له : أفتّان أنت يا معاذ ؟ كما في الصحيحين .

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد