الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
هذا تهوين لشأن الإسلام إذا ما قُورِن الدِّين الْحَقّ بغيره من الأديان التي دخلها النقص والتحريف ، بل وهذا القول مُتضمّن لِلَبْس الحق بالباطل .
فلا يقبل الله مِن أحد دِينا وعَملا بعد بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلاّ ما كان على طريقته صلى الله عليه وسلم ، واتِّبَاع شرعه .
وهذا أمر مُسلَّم به ولا يُنازِع فيه إلاّ جاهل ، وأدلة القرآن والسنة ، بل والواقع تشهد أن دِين الإسلام هو الدِّين الحق ، وما عداه فهو مردود غير مقبول .
ويكفي في ذلك أن يعلم المسلِم أن الله عزّ وجلّ لم يتكفّل بِحفظ التوراة والإنجيل ، وإنما وَكَل حفظها إلى أهلها ، فأضاعوها ، كما قال تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ) .
وسبب ذلك أنها كانت كُتبا وقتية لأهل تلك الأزمنة ، وليست مثل القرآن صالحة لكل زمان ومكان .
ولذلك فإن الله عزّ وجلّ تكفّل بِحفظ كتابه العظيم ، فقال : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ، وذلك لأن القرآن صالح لكل زمان ومكان ، ولكونه خاتم الكتب ، وهو ناسِخ لكل كِتاب ، كما أن شريعة الإسلام ناسخة لكل شريعة ، كما قال تعالى : (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) .
والواقع يشهد أن مسألة تقارب الأديان لا يُمكن أن توجد على أرض الواقع ، بل لا يُمكن أن تتحقق !
فالنصارى الذين حاربوا دِين الإسلام في أول قيامه ، وفي زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، هم النصارى الذين حاربوا الإسلام ودمّروا أهله وديارهم فيما يُعرف بـ " الحروب الصليبة " في القرن السادس ، وهم الذين قتلوا الإنسان المسلم - اليوم - في فلسطين وأفغانستان وفي العراق ، وهم الذين حَرَقُوا الأحياء في مساجدهم في " جُزر الملوك " إلى غير ذلك مما يَطول سرده ، وينكأ جراحا لا آخر لها !
واليهود أهل الغدر والبُهت والخيانة ، هم الذين غدروا برسول الله صلى الله عليه وسلم في أحلك الظروف ، وذلك يوم الأحزاب ، وهم الذين سَعوا لِقتله عليه الصلاة والسلام في غير مُحاولة ، مرّة بِمحاولة إلقاء حجر الرحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومرّة بِشَاة مسمومة ..
ومن أراد معرفة شيء من حقيقة الأمّتين اليهودية والنصرانية فليقرأ كتاب " إغاثة اللهفان " لابن القيم .
وأما غدرهم وخياناتهم وعداوتهم عبر التاريخ فهي أشهر من أن تُذكر ، ولا غرابة فأخبارهم وسوء أدبهم مع رب العالمين مشهورة معروفة ! وسوء أدبهم مع نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام كثير وكثير ..
وما نشاهده كل يوم بل وربما كل ساعة في فلسطين لا يُمكن أن تُغمض عنه عين الأعمى !
أفيُرجَى من مثل هؤلاء تقارب ؟ أو حيادية ؟!
إن الذي يطلب التعايش مع اليهود أو مع الصليبيين كالذي يطلب موادعة الحية والعقرب !
وسبق :
ما هو ردك على قول " دعاة وحدة الأديان " بوجوب تطوير الإسلام حتى يواكب العصر
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3823
وللشيخ الجليل بكر أبو زيد رحمه الله كتاب بعنوان : الإبطال لنظرية الخلط بين الإسلام وبين غيره من الأديان .
وهنا :
هل كل النصارى كفار ؟ وما حكم من صحح دِين النصارى أو غيرهم مِن المِلل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=198
هل كل النصارى كفار ؟ وما حُكم مَن صحّح دِين النصارى أو غيرهم مِن الْمِلل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=155
هل كان للنبي عليه الصلاة والسلام جارٌ يهودي كان يُكرمه ويزوره ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3819
والله تعالى أعلم .
المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم