أنس المهاجر
عضو جديد
رقم العضوية : 1077
الإنتساب : Oct 2016
المشاركات : 1
بمعدل : 0.00 يوميا

أنس المهاجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور أنس المهاجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : اكتب سؤالك هنا
افتراضي هل تعتبر آيات الصفات في القرآن الكريم من المتشابه ؟
قديم بتاريخ : 05-10-2016 الساعة : 12:44 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسوله و على آله و صحبه و من سار على نهجهم إلى يوم الدين
و بعد

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

شيخي الكريم
أحسن الله إليكم و زادكم من فضله

هل يصح القول بأن آيات الصفات في القرآن الكريم أنها من المتشابه ؟

بارك الله فيكم



عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : أنس المهاجر المنتدى : اكتب سؤالك هنا
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-10-2016 الساعة : 11:40 AM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لا يُمكن أن تُعتبَر آيات الصفات مِن الْمُتَشَابِه ؛ لأنها معلومة المعنى .
ولأنها لو كانت من الْمُتَشَابِه لَلَزِم أن لا يُعرَف الله عزَّ وجَلّ ، ولا أن تُعرَف صِفاته ، ولا يُقال بأنه واحد ! ولا يُقال بأنه ربّ ؛ لأن هذه صِفات .

وأهل البِدع إذا قالوا عن آيات الصفات إنها مِن الْمُتَشَابِه ، فإنما يَعنُون أنها غير معلومة المعنى ، وقد يَقول بعض أهل السنة أنها مِن الْمُتَشَابِه ، ولا يُريدون ما يُريده أهل البِدع ، بل يَتكلّمون على معناها ، ويُبيِّنون المعنى الحقّ ، ويُقرّون بِما جاءت به نصوص الصِّفات .
وقد وَقَفتُ على كلام نفيس لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، سأسُوقه في نهاية الجواب .
والكلام في الصفات وإثباتها هو عقيدة الصحابة رضي الله عنهم ، وهو ما أقَرّهم النبي صلى الله عليه وسلم عليه ، بل هي مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، وتَكلَّم بها ، ولم يَسكت عنها .
ففي حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سَرِية ، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم ، فيختم بِـ " قُل هو الله أحد " ، فلمّا رَجَعوا ذُكِر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : سَلُوه لأي شيء يصنع ذلك ؟ فسألُوه ، فقال : لأنها صفة الرحمن ، فأنا أحبّ أن أقرأ بها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أخبروه أن الله يُحبّه . رواه البخاري ومسلم .
فالنبي صلى الله عليه وسلم يَسمَع قول الصحابي عن سورة الإخلاص " لأنها صفة الرحمن " ويُقرّه على قوله ، ويُوافِقه على ذلك ، ولم يَقُل له : هذا مُتَشَابِه ، ولم يَنتَهِرَه ولم يَزجُره لأن هذا خلاف التفويض ، كما زَعَموا - !

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) إلى قوله تعالى : (سَمِيعًا بَصِيرًا) قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَضَع إبهامه على أُذنه والتى تَلِيها على عَينه . قال أبو هريرة : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقرؤها ويضع إصبعيه . قال ابن يونس : قال المقرئ يعنى : إن الله سميع بصير ، يعنى أن لله سَمْعًا وبَصَرًا . رواه أبو داود قال : وهذا ردّ على الْجَهْمِيّة .
وبوّب عليه أبو داود : باب في الجهمية والمعتزلة . وأوْرَد تحت هذا الباب أحاديث في صِفات الله عزَّ وجَلّ . وهذا يَعني أن هذا هو اعتقاد السلف ، وأن هذه النصوص تردّ على الجهمية والمعتزلة ، وعلى مَن تأثّر بهم !

والنبي العربي الفصيح صلى الله عليه وسلم يَقول لأصحابه العَرب الأقحاح : يا أيّها الناسُ ، ارْبَعوا على أنفُسكم ، فإنكم لا تَدْعونَ أصمَّ ولا غائبا ، إنهُ معكم إنهُ سميعُ قَريب ، تَبارَكَ اسمهُ ، وتَعالى جَدُّه . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم قال : والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم مِن عُنُق راحلة أحدكم .

قال النووي : معناه : ارْفُقوا بأنفسكم واخفضوا أصواتكم ، فإن رَفع الصوت إنما يَفعله الإنسان لِبُعْد مَن يُخاطبه ليُسمِعه ، وأنتم تَدْعُون الله تعالى وليس هو بأصَمّ ولا غائب ، بل هو سَميع قَريب . اهـ .

فهذه صِفات مِن صِفات الله عزَّ وجَلّ ، نُثبِتها لله عزَّ وجَلّ على ما يَلِيق بِجلال الله وعَظَمَته .

والنصوص في هذا الصدد كثيرة جدا .
وهذا الأمر مما أجَمَع عليه السلف ، ولم يَكونوا يُنازِعون فيه ، ولا كانوا يُجادِلون فيه ، ولا يخوضون في ردّه ، ولم يَقولوا بأنه مِن الْمُتَشَابِه !

قال أبو عمر بن عبد البر : أهل السنة مُجمِعُون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها ، وحَمْلها على الحقيقة لا على المجاز ، إلاّ أنهم لا يُكيِّفون شيئا مِن ذلك ، ولا يَحدّون فيه صفة محصورة . وأما أهل البدع الجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكُلّهم يُنكِرونها ، ولا يَحمِلون شيئا منها على الحقيقة . اهـ .

وأما مَن يقول إن معاني الصفات غير معلومة ، وأنها مِن الْمُتَشَابِه ؛ فهذا يَلزَم منه أن لا يَعرِف الإنسان ربّه ، بل ويُضيع الإنسان ربّه !

ومَعرِفة صِفات الله عزَّ وجَلّ مما أجْمَعَتْ عليه الأنبياء وأُمَمهم . وهو مِن أقوى الإجماعات التي لا تُنقَض ولا تُخرَق !

فإن الأنبياء وأممهم مُجمِعون مُقِرُّون بِصِفات الله عزَّ وجَلّ .
فإن الناس يأتون إلى أبِينَا آدم عليه الصلاة والسلام يوم القيامة لِطَلب الشفاعة ، فيقولون : يا آدم ، أنت أبو البشر ، خَلَقَك الله بِيدِه ..
ويأتون إلى إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ، فيقول : لست هُنَاكم ، ويذكر لهم خطاياه التي أصابها ، ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلَّمَه تَكلِيما .. رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : يقول إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام : اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى موسى ، فيأتون موسى صلى الله عليه وسلم ، فيقولون : يا موسى ، أنت رسول الله فضّلك الله بِرِسالاته ، وبتكليمه على الناس ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ألاَ تَرى ما قد بَلَغنا ؟

فَالْخَلْق مِن أوّلِهم إلى آخرهم يَقولون لآدم عليه الصلاة والسلام : خَلَقَك الله بِيدِه . فلو كان خُلِق بالقُدْرَة كما تقول الْمُحرِّفَة ، فأي مِيزَة وفضيلة لآدم عليه الصلاة والسلام ؟!
ويَقولون لموسى عليه الصلاة والسلام : كلّمك الله .
والنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بذلك ، وأقرّه ، والأنبياء يَسمَعون ذلك ويُقرّونه في الْمُحشَر ، فلو كان مُتشابِها أو غير معلوم المعنى لَمّا أقرّه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا تُقرّه الأنبياء .

ونحن نعلَم معنى الكلام ، ولا نعلَم صِفَته وكيفيته .
ولا نقول – كما تقول الْمُبتَدِعة - : إن المقصود هو الكلام النفسي !

وقد جاء جَهْميّ إلى أبي عمرو بن العلاء أحد القراء فسأله أن يقرأ : (وكَلَّمَ اللهُ موسى تَكلِيمًا) بِنصب لفظ الجلالة ؛ ليكون موسى هو الذي كلَّم الله ، فقال له أبو عمرو بن العلاء : هَبْنِي فعلت ذلك ، فما تَصنَع بِقَولِه : (وَكَلَّمَهُ رَبُّه) فبهت الجهمي !

ومُحاولة الْجَهميّ التهرّب مِن إثبات صِفَة الكلام لله عزَّ وجَلّ ، ومُحاولَة تحريف الآية لتتّفق مع مُعتَقَدِه ، يَنبني عليها إثبات صِفَة لله عزَّ وجَلّ في كل حال !
فإنْ زَعَم أن مُوسى هو الذي كَلَّم الله عزَّ وجَلّ ، فإن مُوسى لا يُكلَّم أصمّ ولا غائبا ! فإما أن يُثبِت صِفَة الكلام لله عزَّ وجَلّ ، وإما أن يُثبِت صِفَة السَّمْع لله عزَّ وجَلّ .
وهاتان الصَِّفَتان ثابِتَتان في تكليم الله عزَّ وجَلّ لِمُوسى عليه الصلاة والسلام .
فالله كلَّم موسى ، وموسَى كلَّم الله ، والله استَمَع لِمُوسَى ، وموسَى استمَع لله .
وهذا مما يَقتَضِيه الكلام وردّ الجواب .
فإن الله نادَى موسى وقال له : (فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) الآيات .
وقال له : (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى) ؟
فأجاب موسى : (هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى) .
(قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى) فَفَعل موسى ؛ لأنه يَسمَع الكلام ويَمتثل الأمر .
ثم قال الله عزَّ وجَلّ له : (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى)
فسأل موسى ربّه : (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) الآيات .

والمؤمنون يَعرِفون الله إذا ظَهَر الله لهم الآخِرة بِصِفَته التي تعرَّف بها إليهم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حتى إذا لم يَبقَ إلاّ مَن كان يَعبد الله تعالى مِن بَرّ وفاجر أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة مِن التي رأوه فيها ، قال : فما تنتظرون ؟ تتبع كل أمة ما كانت تعبد ، قالوا : يا ربنا ، فارَقَنا الناس في الدنيا أفَقر ما كُنّا إليهم ، ولم نُصاحِبهم ، فيقول : أنا رَبكم ، فيقولون : نَعوذ بالله منك لا نُشرك بالله شيئا مرتين ، أو ثلاثا ، حتى إن بعضهم ليكاد أن يَنقَلِب ، فيقول : هل بَينكم وبينه آية فتعرفونه بها ؟ فيقولون : نعم ، فيكشف عن سَاقٍ فلا يَبقى مَن كان يسجد لله مِن تلقاء نفسه إلاّ أُذِن الله له بالسجود ، ولا يَبقى مَن كان يسجد اتقاء ورياء إلاّ جعل الله ظهره طبقة واحدة ، كلّما أراد أن يَسجد خرّ على قَفَاه ، ثم يَرفعون رؤوسهم وقد تَحوّل في صورته التي رأوه فيها أول مرة ، فقال : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا . رواه البخاري ومسلم .

فَمَن أضاع صِفَة ربّه تبارك وتعالى في هذه الدنيا ، حتى يَتخبّط ولا يَعرِف صِفَة ربّه ، ويَجعلها مما تشابَه عليه ! فلن يَعرِف صِفَة ربّه في الآخرة !

ويجب أن نشهَد لِرسول الله صلى الله عليه وسلم بالبلاغ الْمُبِين ، ومِن مقتضَى هذه الشهادة : أن نَشهد أنه صلى الله عليه وسلم بيَّن لأمّته ، وتَرَكها على الْمَحَجّة البيضاء ليلها كَنَهارِها لا يَزيغ عنها إلاّ هالك ، ولم يَترك أمّته تتخبّط ولا تعرِف معاني صِفات الله عزَّ وجَلّ .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الرسول صلى الله عليه وسلم بَيَّن الأصول الموصلة إلى الحق أحسن بيان ، وبَيَّن الآيات الدالة على الخالق سبحانه وأسمائه الحسنى وصِفاته العليا ووحدانيته على أحسَن وَجْه . اهـ .

وهذه عقيدة كل مُسلم ، فلو قُلت لأي مُسلم لم تتلوّث فِطرته : أين الله ؟ لقال : في السماء .
ولو سألته : مَن ربّ العالمين ؟ لَقَال : الله .
ولو سألته : مَن تدعو ، ومَن يُجيب دُعاءك ؟ لَقَال : الله .
بل هذا كان يُقِرّ به أهل الجاهلية الأولى !
والقرآن حافِل بأسئلة يُراد بها تقريع المشركين وتوبيخهم على شِرْكِهم ، والإقرار بِوحدانية الله .
والمشرِكون يَدْعُون الله في حال الضرّاء ، ويَعلمون أن الله هو الذي يَسمَع دُعاءهم .
قال الله عزَّ وجَلّ : (وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) .

وقال تبارك وتعالى : (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا) .
والمعنى : أن هذه ليست لديها صِفات ؛ لِتَنصُر وتَسمَع وتَستَجِيب !

وهذا يَعرفه كُلّ مسلم يقرأ الفاتحة والمعوّذات .
ففي الفاتحة : رب العالمين ، الرحمن ، الرحيم ، مالِك يوم الدّين ..
وفي المعوذات :
في الإخلاص : (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)
وفي الفلق : ربّ الفلق .. خَلَق .
وفي الناس : ربّ الناس ، مَلِك الناس ، إله الناس ..
فأين يَذهب الإنسان عن إثبات الصفات له عزَّ وجَلّ ، إثباتا يَلِيق بالله عزَّ وجَلّ بِجلاله وعظيم سُلطانه ؟

لكن القوم استوحشوا مِن إثبات : اليد ، والعين ، والقَدَم ، والرِّجْل ، والاستواء ، ونحو هذه الصِّفات ، فَخرّفوا معاني الصفات ، وتَفاوَتوا في ذلك تَفاوُتا كبيرا ؛ فَمِنهم مَن حرّف جميع الصفات ، ومنهم مَن حرّف أكثر الصفات ولم يُثبِت إلاّ سبع صِفات ، كما هو شأن الأشاعرة !

وكان السَّلف يقولون : حَاجُّوا أهل البِدع بالعِلْم ، فإن أثبَتوه خُصِموا ، وإن نَفَوه كَفَروا !
فمَن يَنفي صِفات الله عزَّ وجَلّ ، أو يَنفي معانيها ، فهل سَيَنفي صِفَة العِلْم عن الله عزَّ وجَلّ ؟!
فإن نَفَاها عن الله عزَّ وجَلّ ، فقد أثبَت ضِدّها ، وهو الْجَهل ! وهذا كُفر بالله عزَّ وجَلّ .
وإن أثبَت صِفَة العْلم ، فقد أثبَت الصفة ، ولم تكن الصفة الْمُثبَتَة مِن الْمُتَشَابِه .
وهكذا في صِفات القُدرَة ، والكلام ، والإرادة ، والسمع ، والبصَر ، والحياة .
وهذه مما تناقض فيها الأشاعرة !
فإنهم يُثبِتون لله سَبَع صِفات ، ويَنفُون عنه سائر الصفات !
والسلف يَردّون عليهم بأن القَول في صِفَة واحدة يَلزَم منه القول في سائر الصفات ، فمن أثبَت العِلْم لَزِمه أن يُبِت سائر الصِّفات الخبرية ؛ لأنها جاءت بها النصوص ، فلماذا تُحرَّف بعض معاني الصفات دون بعض ، فإما أن تُثبَت سائر الصفات كما أُثبِتَت السّبع صِفات ، وإما أن تُحرَّف معاني سائر الصفات كما حُرِّفَت ما عدا السبع !

ولا أعلم أحدا مِن أئمة السلف توقّف عن تفسير معنى " الرحمن " أو " الرحيم " أو " العلي " ، وإن كانت هذه أسماء ، إلاّ أنها مُتضمّنة للصِّفَات .
وكذلك سائر آيات الصِّفات ، لم يَتوقّف أحدٌ مِن أئمة السلف عن بيان معناها .

ولا تلازُم بين بيان معناها ، وبين ذِكْر كيفيّتها .
فالأول يَقول به السَّلَف : أصحاب القرون الفاضلة ، والثاني لا يقول به السلف الكِرام ، وإنما يَقول به فئة مِن الْخَلَف اللئام ! وهو ذِكْر كيفية الصفة وتشبيه صِفات الله عزَّ وجَلّ بِصِفات بعض خلقِه .

ويَلزَم مِن القول بأن آيات الصِّفات مِن الْمُتَشَابِه : أن لا يُعتَقَد بأن الله سَمِيع ، ولا بأنه عَليم ، ولا قريب ولا مُجيب ، ولا رَحيم ، ولا غيرها مِن الصِّفات ، وهذا في حقيقته تعطيل !
فمَن يقول بأنها غير معلومة المعنى لا يَعلَم معنى هذه الصّفات ، ولا يَسأل الله ولا يَدعوه ؛ لأنه لا يَعلَم هل الله يَسمع ويُجيب أو لا ؟!
وهذا في حقيقته لا يقوله مُسلِم !

ولذلك اعتَبَر العلماء تعطيل الصّفات شرّ مِن الشِّرْك ؛ فإن المشرِك يُثبِت أن الله خالِق رازق مُدبّر .. والْمُعطِّل ينفي ذلك كلّه !
قال ابن القيم : التعطيل شرّ مِن الشرك ، فإن الْمُعطِّل جاحد للذات أو لِكمالها ، وهو جَحد لِحَقيقة الإلهية . فإن ذاتًا لا تَسمَع ولا تُبصِر ولا تتكلَّم ، ولا تَرضى ولا تَغضب ، ولا تفعل شيئا ، وليست داخل العالَم ولا خَارِجه ، ولا مُتّصِلة بالعالَم ولا مُنفَصِلة ، ولا مُجَانِبة له ولا مُبَاينة له ، ولا مُجاوِرة ولا مُجاوِزة ، ولا فُوق العَرش ولا تحت العَرش ، ولا خَلفه ولا أمامه ، ولا عن يمينه ولا عن يساره : سَواء هي والعَدَم .
والْمُشرِك مُقِرّ بالله وصفاته ، لكن عَبَدَ معه غيره . فهو خير مِن الْمُعَطِّل للذات والصفات . اهـ .

ثم نسأل أهل البِدع الذين قالوا : آيات الصفات مِن الْمُتشَابِه الذي لا يُعلَم معناه ، ولا يَعلم تأويله إلاّ الله : هل توقّف أهل البِدع عن الخوض في آيات الصِّفَات ، وأمسَكُوا عن معناها ؟ أو خاضوا فيها وحرّفوا معانيها ؟!
الثاني – وهو الخوض فيها - هو الغالب على أهل البِدع ، وزادُوا على ذلك صَرْف اللفظ عن معناه الظاهِر بِغير قَرينة ! بل بِوَجه ضعيف شاذ لا يُعرَف عند أهل اللغة ! كالذين حَرَّفوا معنى " الاستواء " بالاستيلاء ! فَمَع كَونه لا يُعرَف عند أهل اللغة ، إلاّ أنهم زادوا الأمر سُوءا بِسُوء أدبهم مع الله جلّ جلاله ، وذلك : أن الاستيلاء لا يَكون إلاّ مع مُغالَبَة ! فَمَن نازَع الله في العَرْش حتى استولَى عليه ؟ تعالى الله عمّا يقولون علوّا كبيرا .
وأي خاصيّة للعَرش بِذِكْر الاستيلاء ؟ فإن الله تبارك وتعالى مالِك الْمُلْك ، ومنه : العَرْش .

وكنت وَعَدت أن أسوق كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وهذا أوَان سِياقه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما إدخال أسْماء الله وصفاته أو بعض ذلك في الْمُتَشَابِه الذي لا يَعلم تأويله إلاّ الله ، أو اعتقاد أن ذلك هو الْمُتَشَابِه الذي استأثر الله بِعلم تأويله ، كما يقول كل واحد من القولين طوائف من أصحابنا وغيرهم . فإنهم وإن أصابوا في كثير مما يقولونه ونَجوا مِن بِدع وَقَع فيها غيرهم فالكلام على هذا مِن وَجْهين :
الأول : مَن قال : إن هذا من الْمُتَشَابِه وأنه لا يُفهم معناه ؟
فنقول : أما الدليل على بطلان ذلك : فإني ما أعلم عن أحد مِن سلف الأمة ولا مِن الأئمة لا أحمد بن حنبل ولا غيره أنه جَعل ذلك مِن الْمُتَشَابِه الداخل في هذه الآية ونَفَى أن يَعلم أحدٌ معناه ، وجَعلُوا أسماء الله وصفاته بِمَنْزِلة الكلام الأعجمي الذي لا يُفهَم ! ولا قالوا : إن الله يُنَزّل كلاما لا يَفهَم أحد معناه ، وإنما قالوا كلمات لها مَعان صحيحة . قالوا في أحاديث الصفات : تُمَرّ كمَا جاءت . ونَهَوا عن تأويلات الجهمية ، ورَدّوها وأبطَلُوها التي مضمونها تعطيل النصوص عمّا دلّت عليه . ونصوص أحمد والأئمة قَبْلَه بَيِّنَة في أنهم كانوا يُبطِلون تأويلات الجهمية ويُقِرّون النصوص على ما دلّت عليه مِن معناها ، ويَفهَمون منها بعض ما دَلّت عليه ، كما يفهمون ذلك في سائر نصوص الوعد والوعيد والفضائل وغير ذلك .
وأحمد قد قال في غير أحاديث الصفات : تُمَرّ كما جاءت ، وفي أحاديث الوعيد مثل قوله : " مَن غشّنا فليس منا " ، وأحاديث الفضائل ، ومقصوده بذلك أن الحديث لا يُحَرَّف كَلِمه عن مَواضِعه ، كما يفعله مَن يُحَرِّفه ويُسمِّي تَحريفه : تأويلا بِالعُرف المتأخِّر .
فتأويل هؤلاء المتأخرين عند الأئمة تَحريف باطِل . وكذلك نص أحمد في كتاب " الرد على الزنادقة والجهمية " أنهم تَمَسّكوا بِمُتَشابِه القرآن ، وتكلّم أحمد على ذلك الْمُتَشَابه وبَيَّن مَعناه وتفسيره بِما يُخالِف تأويل الجهمية ، وجرى في ذلك على سَنن الأئمة قَبلَه . فهذا اتفاق مِن الأئمة على أنهم يَعلمون معنى هذا الْمُتَشَابه ، وأنه لا يُسكت عن بيانه وتفسيره ، بل يُبَيَّن ويُفسَّر باتفاق الأئمة مِن غير تَحريف له عن مَواضِعه ، أو إلْحَاد في أسماء الله وآياته .
ومما يُوضّح لك ما وَقع هنا مِن الاضطراب : أن أهل السُّنة مُتّفِقُون على إبطال تأويلات الجهمية ونحوهم مِن الْمُنحَرِفين الْمُلْحِدين . و " التأويل المردود " هو صَرف الكلام عن ظاهره إلى ما يُخالف ظاهره . فلو قيل : إن هذا هو التأويل المذكور في الآية ، وأنه لا يعلمه إلاّ الله؛ لكان في هذا تسليم للجهمية أن للآية تأويلا يُخالِف دلالتها ، لكن ذلك لا يعلمه إلاّ الله .
وليس هذا مَذهب السَّلف والأئمة ، وإنما مَذهبهم نَفي هذه التأويلات وردها ، لا التوقف فيها . وعندهم قراءة الآية والحديث تفسيرها وتُمَرّ كما جاءت دالة على المعاني ، لا تُحرّف ولا يُلْحَد فيها .
والدليل على أن هذا ليس بِمُتَشابِه لا يُعلَم معناه : أن نَقول : لا ريب أن الله سَمّى نفسه في القرآن بأسماء مثل : الرحمن والودود والعزيز والجبار والعليم والقدير والرءوف ، ونحو ذلك ، ووصف نفسه بِصِفات مثل " سورة الإخلاص " و " آية الكرسي " وأول " الحديد " وآخر " الحشر " وقوله : (إن الله بِكُلّ شيء عليم) و (على كل شيء قدير) وأنه (يُحِب الْمُتَّقِين) و (الْمُقْسِطِين) و (الْمُحْسِنِين) وأنه يَرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، (فلما آسَفُونَا انْتَقَمْنَا منهم) ، (ذلك بأنهم اتَّبعوا ما أسخَط الله) ، (ولكن كَرِهَ الله انبِعَاثهم) ، (الرحمن على العرش استوى) ، (ثم استوى على العرش) ، (يَعلَم ما يَلِج في الأرض وما يَخرُج منها ومَا يَنْزِل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم) ، (وهو الذي في السماء إلَه وفي الأرض إلَه وهو الحكيم العليم) ، (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) ، (إنني معكما أسمع وأرى) ، (وهو الله في السماوات وفي الأرض) ، (ما منعك أن تسجد لِمَا خَلقتُ بِيديّ) ، (بل يَدَاه مَبْسُوطَتان يُنفق كيف يشاء) ، (ويَبقَى وَجه ربك ذو الجلال والإكرام) ، (يُريدون وَجهه) ، (ولِتُصنع على عَيني) إلى أمثال ذلك .
فيُقال لِمَن ادّعى في هذا أنه مُتَشَابِه لا يُعْلَم مَعناه : أتقول هذا في جَميع ما سَمّى الله ووَصَف به نفسه أم في البعض ؟ فإن قلت : هذا في الجميع كان هذا عنادا ظاهرا وجَحْدا لِمَا يُعلَم بالاضطرار مِن دِين الإسلام ، بل كُفر صَريح . فإنا نَفهَم مِن قوله : (إن الله بكل شيء عليم) مَعنى ، ونَفهَم مِن قوله : (إن الله على كل شيء قدير) مَعنى ليس هو الأول ، ونَفهَم مِن قوله : (ورحمتي وَسِعَت كل شيء) معنى ، ونَفهَم مِن قوله : (إن الله عزيز ذو انتقام) معنى . وصِبيان المسلمين بل وكل عاقِل يَفهَم هذا ...
ثم يُقال لِهَذا الْمُعَانِد : فهل هذه الأسماء دالّة على الإله المعبود وعلى حق موجود أم لا ؟ فإن قال : لا ، كان مُعطّلا مَحضًا ، وما أعلم مُسلِما يقول هذا !
وإن قال : نعم قيل له : فلِمَ فَهمتَ منها دلالتها على نفس الرب ، ولم تفهم دلالتها على ما فيها مِن المعاني مِن الرحمة والعِلم ، وكلاهما في الدلالة سواء ؟ فلا بُدّ أن يقول : نعم ؛ لأن ثبوت الصفات مُحَال في العقل ؛ لأنه يَلزم منه التركيب أو الحدوث بخلاف الذات . فيُخاطَب حينئذ بما يُخاطَب به الفريق الثاني كما سَنَذكُره ، وهو مَن أقَرّ بِفَهم بعض معنى هذه الأسماء والصفات دون بعض .
فيُقال له : ما الفَرق بين ما أثْبَتّه وبَين ما نَفَيته ، أو سَكَت عن إثباته ونَفيِه ؟! فإن الفَرق إما أن يكون مِن جِهة السَّمع ؛ لأن أحد النَّصَّين دالّ دلالة قطعية أو ظاهرة بِخِلاف الآخر ، أو مِن جِهة العقل ، بأن أحد الْمَعنَيَين يَجوز أو يجب إثباته دون الآخر ؟ وكِلا الوَجْهَين باطِل في أكثر المواضِع ؟
أما " الأول " فَدَلالة القرآن على أنه رَحمن رحيم وَدُود سَميع بَصير عليّ عظيم ، كَدَلالَته على أنه عَليم قَدير ، ليس بينهما فَرْق مِن جِهة النص . وكذلك ذِكْرُه لِرَحْمَته ومَحَبّته وعُلوّه ، مثل ذِكْرِه لِمَشِيئته وإرادته .
وأما " الثاني " فيُقال لِمَن أثبت شيئا ونَفى آخر : لِمَ نَفَيتَ مثلا حقيقة رَحمته ومَحبته وأعَدْت ذلك إلى إرادته ؟! فإن قال : لأن المعنى المفهوم من الرَّحمة في حَقّنا : هي رِقّة تَمْتَنِع على الله . قيل له : والمعنى المفهوم مِن الإرادة في حَقّنا : هي مَيْل يَمتَنِع على الله . فإن قال : إرادته ليست مِن جِنس إرادة خَلْقه . قيل له : ورَحْمَته ليست مِن جِنس رَحْمَة خَلقه ، وكذلك مَحَبّته ...
والصواب ما عليه أئمة الهدى ، وهو أن يُوصَف الله بما وَصَف به نفسه أو وَصَفه به رسوله ، لا يُتَجَاوَز القرآن والحديث ، ويُتّبع في ذلك سَبيل السلف الماضين أهل العلم والإيمان والمعاني المفهومة من الكتاب والسنة ، لا تُردّ بالشبهات ، فتكون من باب تحريف الكَلِم عن مَواضعه ، ولا يُعرَض عنها ، فيكون مِن باب الذين إذا ذُكّروا بآيات ربهم يَخِرّون عليها صُمّا وعُميانا ، ولا يُترَك تدبر القرآن فيكون مِن باب الذين لا يَعلمون الكتاب إلا أماني . فهذا أحد الوجهين وهو منع أن تكون هذه مِن المُتَشَابِه .

الوجه الثاني : أنه إذا قيل : هذه مِن الْمُتَشَابه ، أو كان فيها ما هو مِن الْمُتَشَابه - كما نُقل عن بعض الأئمة أنه سَمّى بعض ما استدل به الجهمية مُتَشَابِها - فيُقال : الذي في القرآن أنه لا يَعلم تأويله إلاّ الله ، إما الْمُتَشَابِه ، وإما الكتاب كله كما تقدم ، ونَفْي عِلْم تأويله ليس نَفْي عِلم مَعناه ، كما قدّمناه في القيامة وأمور القيامة
وتُنظَر تتمة كلامه في مجموع الفتاوى (13 / 299 وما بعدها) .

وسبق الجواب عن :
استفسارات ونقاش حول صفات الله تعالى ومنهج السلف فيها وهل هي معلومة المعنى ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6109

تفويض المعنى ، هل هو مذهب أهل السنة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3719

أريد أن أعرف معنى التفويض فى الأسماء والصفات
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1135

ما معنى شِرك التشبيه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8705

هل الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15260

والله تعالى أعلم .

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
آيتين من آيات القرآن الكريم ذثœر الله سبحانه وتعالى أن اليوم عند الله ثœألف سنه مما تعدون ناصرة السنة قسم القـرآن وعلـومه 0 19-03-2010 07:25 PM
قراءة القرآن الكريم بدون تحريك الشفتين هل تعتبر قراءة ؟ عبق قسم القـرآن وعلـومه 0 07-03-2010 05:47 PM
هل يلزم تحريك الشفاة أثناء قرآءة القرآن أم لا؟ ناصرة السنة قسم القـرآن وعلـومه 0 05-03-2010 11:28 PM
ما هي آداب وأحكام القرآن الكريم الموجود بداخل الجوال ؟ عبق قسم القـرآن وعلـومه 0 26-02-2010 09:37 PM
كيف تحارب النفس وقد ذكرت في القرآن الكريم في آيات كثيرة عبق قسم القـرآن وعلـومه 0 10-02-2010 01:40 AM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 02:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى