[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ بارك الله فيكم وفي علمكم
أمي امرأة كبيرة تخطت الثمانين بعدة أعوام تعيش في بيتها ويعيش معها أخي الأكبر وهي لا تريده معها لأن هذا الابن يفعل أفعال محرمة ونادرا ما يصلي وعندما نأتي لبيت أمي لنخدمها ونبرها نكون مرغمين على خدمته من إعداد الطعام أو غسل ملابس وغيره , ونخاف أن نرفض فيبطش بنا أو بأمه التي لا يبرها بل يتعبها نفسيا ويؤذيها وهي تكرهه وتدعو عليه وصرنا نحن أيضا أخوته وأخواته ندعو عليه ، وأصبحنا نكره الذهاب إلى بيت أمي بسببه فماذا علينا أن نفعل ؟ والسؤال يا شيخ ما حكم دعائنا عليه ؟
وما حكم إعداد الطعام له أو خدمته ؟


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

يجوز الدعاء على مَن كان مُؤذيا ، ويكون الدعاء بِقدر المظلَمَة .
والدعاء له بالهداية أفضل .
فقد قَدِم الطفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله إن دَوسًا عَصَتْ وأبَتْ ، فادْعُ الله عليها . فقيل : هَلكت دَوس . قال : اللهم اهد دَوْسًا ، وأتِ بهم . رواه البخاري ومسلم .

وأما بِرّكم بأمكم وخدمتها ؛ فلا تمتنعوا عنه مِن أجل وجود أخيكم .
وتجوز خِدمة أخيكم مِن باب اتقاء شَرّه .
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن شرّ الناس مَن تَرَكه الناس - أوْ وَدَعَه الناس - اتِّقَاء فُحْشِه . رواه البخاري ومسلم .

وسبق الجواب عن :
كيف يكون تَعامل مَن ابْتُلي بِشرّير مِن الأشرار ؟
http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=28972

كيف نُطبّق حديث : يا عائشة إن مِن شرّ الناس مَن تَركه الناس ، أو وَدَعَه الناس ، اتِّقَاء فُحشه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12711

هل الدعاء على المسلم مِن كبائر الذنوب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13567

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض