العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام القـرآن والسنـة قسـم السنـة النبويـة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

طالبة علم
مشرف
رقم العضوية : 765
الإنتساب : May 2015
الدولة : دار الفناء
المشاركات : 880
بمعدل : 0.27 يوميا

طالبة علم غير متواجد حالياً عرض البوم صور طالبة علم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي ما معنى الحديث "كل عمل ابن ادم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به" ؟
قديم بتاريخ : 04-06-2016 الساعة : 08:17 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله اليكم فضيلة الشيخ ونفع بكم
في الحديث القدسي "كل عمل ابن ادم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به"
ما معنى وشرح هذا الحديث ؟
جزاكم الله خيرا



عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : طالبة علم المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-06-2016 الساعة : 08:04 PM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

اخْتُلِف في معني ذلك ، والسبب فيه .

قال الخطّابي : قوله : " كل عمل ابن آدم له " معناه : أن لِنَفسِه مِنه حظّا ، وفيه مَدْخلاً ، وذلك لاطِّلاع الناس عليه ، فهو يتعجّل بِمكانه ثوابا من الناس ، ويحوز حظًّا مِن الدنيا وجَاهًا وتعظيما ، ونحو ذلك من الأمور .
وقوله : " الصوم لي " ، أي : خالِص لي ، لا يَطّلع عليه أحد ، فيكون لنفس صاحبه منه حَظّ فيه .
وقد قيل معناه : أن الاستغناء عن الطعام صِفة لله تبارك وتعالى ، فإنه يُطعِم ولا يُطعَم ، كأنه قال : إن الصائم إنما يتقرّب إليّ بأمْر هو مُتعلِّق بِصفة مِن صِفاتي ، وهذا على معنى تشبيه الشيء في بعض معانيه ، وإن كان لا يجوز أن يكون لله شَريك في كُنْه صفاته ، كما لا شريك له في ذاته عز وجل . اهـ .

وقال ابن عبد البر : فإن قال قائل : وما معنى قوله : " الصوم لي وأنا أجزي به " وقد عُلِم أن الأعمال التي يُراد بها وَجه الله كلها له وهو يجزي بها ؟
فَمَعناه - والله أعلم - أن الصوم لا يَظهر مِن ابن آدم في قول ولا عمل ، وإنما هو نِيّة يَنطوي عليها صاحبها ولا يعلمها إلاّ الله ، وليست مما تَظهر فتَكتبها الحفظة كما تَكتب الذّكر والصلاة والصدقة وسائر الأعمال ؛ لأن الصوم في الشريعة ليس بالإمساك عن الطعام والشراب ، لأن كل ممسك عن الطعام والشراب إذا لم يَنوِ بذلك وَجه الله ولم يُرِد أداء فَرضه أو التطوع لله به فليس بِصائم في الشريعة ، فلهذا ما قلنا إنه لا تطلع عليه الْحَفَظَة ولا تَكتبه ولكن الله يَعلمه ويُجازي به على ما شاء مِن التضعيف
والصوم في لسان العرب أيضا الصبر : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) وقال أبو بكر بن الأنباري : الصوم يُسمّى صبرا لأنه حَبْس النفس عن المطاعِم والمشارِب والمناكِح والشهوات . اهـ .

وقال النووي : اخْتَلَف العلماء في معناه مع كون جميع الطاعات لله تعالى ؛ فقيل : سبب إضافته إلى الله تعالى أنه لم يُعبَد أحدٌ غير الله تعالى به ، فلم يُعظِّم الكفار في عَصر مِن الأعصار مَعبودا لهم بالصيام ، وإن كانوا يُعظمونه بِصورة الصلاة والسجود والصدقة والذِّكر وغير ذلك .
وقيل : لأن الصوم بَعيد من الرياء لِخَفائه ، بِخلاف الصلاة والحج والغزوة والصدقة وغيرها من العبادات الظاهرة ...
وقيل : معناه : أنا المنفَرِد بِعلْم مقدار ثوابه أو تضعيف حسناته ، وغيره مِن العبادات أظهر سبحانه بعض مخلوقاته على مقدار ثوابها .
وقيل : هي إضافة تشريف ، كقوله تعالى : (نَاقَةُ اللهِ) مع أن العالَم كله لله تعالى .
وفي هذا الحديث بيان عِظم فضل الصوم وحثّ إليه . اهـ .

وقال القرافي : الفرق العشرون بين قاعدة الصوم وقاعدة غيره من الأعمال الصالحة من حيث إن صاحب الشرع خَصص الصوم بإضافته إلى نفسه الموجبة لِتَشرِيفه على غيره ، كما في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " مع أن الصلاة أفضل منه كما عليه الفتاوى ، وحديث : " أفضل أعمالكم الصلاة " ، والأثر المشهور عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه كتب إلى عُمّاله : إن أهَمّ أموركم عندي الصلاة . فاحتيج إلى بيان الفارق الذي أوجب هذه الإضافة والتخصيص واضطراب الناس فيه ؛ فمِن قائل : إن الصوم لَمّا كان أمرا خَفِيا لا يُمكن أن يَطّلع عليه حقيقة إلاّ الله تعالى ، نَبّه على شرفه بخلاف الصلاة والجهاد وغيرهما . اهـ .

وقال الزرقاني : وللبيهقي والطبراني عن ابن عمر في حديث : " وأما العمل الذي لا يَعلم مقدار ثواب عامِله إلاّ الله فالصيام " . واتفقوا على أن المراد بالصائم هنا : مَن سَلِم صيامه مِن المعاصي قولا وفعلا . اهـ .

وقال ابن رجب رحمه الله : اعلم أن المؤمن يَجتمِع له في شهر رمضان جِهادَان لنفسه : جهاد بالنهار على الصيام ، وجهاد بالليل على القيام ؛ فمَن جَمَع بين هذَين الْجِهَادَين وَوَفَّى بِحقوقهما وصبر عليهما وُفِّي أجره بغير حساب . قال كعب : يُنادِي يوم القيامة مُنادٍ بأن كل حارث يُعطى بِحرثه ويُزاد غير أهل القرآن والصيام يُعطَون أجورهم بغير حساب . ويَشْفَعَان له أيضا عند الله عز وجل كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الصيام والقيام يَشفعان للعبد يوم القيامة ؛ يقول الصيام : أيْ ربّ مَنَعته الطعام و الشراب بالنهار ، ويقول القرآن : مَنَعته النوم بالنهار فشفعني فيه ؛ فيشفعان " فالصيام يَشفع لمن مَنعه الطعام والشهوات الْمُحَرَّمة كلها ، سواء كان تحريمها يَختصّ بالصيام ؛ كَشَهوة الطعام والشراب والنكاح ومقدماتها ، أوْ لا يَختص ؛ كَشَهوة فضول الكلام الْمُحَرَّم والنظر الْمُحرَّم والسماع الْمُحرَّم والكسب الْمُحرَّم ؛ فإذا مَنَعه الصيام من هذه المحرمات كلها فإنه يَشفَع له عند الله يوم القيامة ويقول : يا رب مَنَعته شهواته فشفّعني فيه . فهذا لِمن حَفِظ صيامه وَمَنَعه مِن شَهَواته . اهـ .

وقد اجْتَمَع في الصوم ما لم يَجتمع في غيره ؛ مِن كونه سِرا بين العبد وبين ربّه .
ومِن حيث إنه لم يُتعبَّد به لغير الله عَزّ وَجَلّ .
ومما فيه مِن الصبر ، الذي لا يَعلَم قَدْر جزاء الصبر إلاّ الله .

ونحن نرى بعض الناس يُرائي في التصوير في صلاته وفي صدقته وفي حجّه وفي دعوته ، لكنه لا يستطيع أن يُرائي بتصوير صومه !!

وسبق الجواب عن :
هل صحيح أن الصيام هو العبادة التي لا يأخذ أجرها من ظلمته أو اغتبته ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3219

والله تعالى أعلم .

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماحكم من يقول " أنا لستُ ملتزمًا ، وأنا عاصٍ " ؟؟ نسمات الفجر قسـم المحرمـات والمنهيات 0 05-02-2016 10:48 AM
ما صحة هذا الحديث"فقال : استعيذي بالله من هذا، فإنه الغاسق إذا وقب...."؟ ناصرة السنة قسـم السنـة النبويـة 0 03-04-2010 09:59 PM
معنى الحديث : " ولينْزلن أقوام إلى جنب علم ..." ناصرة السنة قسـم السنـة النبويـة 0 21-03-2010 07:02 PM
شرح أحاديث "تركت فيكم عترتي أهل بيتي" و "لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي" راجية العفو قسـم السنـة النبويـة 0 02-03-2010 10:44 PM
تعقيب على موضوع " لن يفلح قوم ولوا امرهم امرأة " ناصرة السنة قسـم المحرمـات والمنهيات 0 22-02-2010 12:55 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:53 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى