العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام القـرآن والسنـة قسـم السنـة النبويـة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي صديقاتي يغتبن الناس ويقُلْنَ أنّ السيئة لا تُكتَب إلا بعد ساعة
قديم بتاريخ : 28-03-2015 الساعة : 01:20 AM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ صديقاتي بالمدرسة يغتابون ويسبون المعلمة هذي قالت والطالبة شوفي شكلها ومن هالكلام . وإذا نصحتهم أنا أو غيري ما يسمعون ويطنشون الموضوع .
ويقولون فيه حديث مدري عن صحته ولا أدري صيغته بالضبط بس بمعناه : ( أن الملك اللي على اليمين والشمال ما يكتب السيئة إلا بعد ساعة أو وقت وإذا اغتبت أو حشيت واستغفرت ما يصير علي ذنب ) .
يا شيخ خوفتهم من الله وقلت لهم ترى الغيبة ما تغفر ذنوبه بس ما أحد مهتم . وصرت قبل ما نطلع من المدرسة أذكرهم بكفارة المجلس أحس ما يتفاعل معي إلا بنتين بس .
يا شيخ أبي حل .



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .

ما يكون مِن تأخير كتابة السيئات إنما هو فيما يكون بين العبد وبين ربِّـه تعالى ؛ لأن حقوق الله تعالى مَبْنيّة على الْمُسامَحَة .

وأما حقوق العباد فإنها مَبْنيّة على الْمُشاحّة والْمُقاصَّة ، لقوله عليه الصلاة والسلام : لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ . رواه مسلم .
ولقوله عليه الصلاة والسلام : مَن كانت له مَظْلَمَة لأحَد مِن عِرْضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بِقَدْرِ مظلمته ، وإن لم تكن له حسنات أُخِذ مِن سيئات صاحبه فَحُمِلَ عليه . رواه البخاري .
وفي حديث الْمُفْلِس : أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا مَن لا درهم له ولا متاع . فقال : إن المفلس مِن أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شَتم هذا ، وقَذف هذا ، وأكل مَال هذا ، وسَفك دم هذا ، وضَرب هذا ؛ فيُعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيَتْ حسناته قبل أن يقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم ، فطرحت عليه ، ثم طرح في النار . رواه مسلم .

وفي الحديث : " الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة : ديوان لا يَعْبأ الله به شيئا ، وديوان لا يَترك الله منه شيئا ، وديوان لا يَغفره الله ؛ فأما الديوان الذي لا يَغْفِره الله فالشرك بالله ، قال الله عز وجل : (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) ، وأما الديوان الذي لا يَعبأ الله به شيئا فَظُلْم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه ، فإن الله عز وجل يَغفر ذلك ويتجاوز إن شاء ، وأما الدِّيوان الذي لا يَترك الله منه شيئا ، فَظُلْم العباد بعضهم بعضا ، القصاص لا مَحَالة . رواه الإمام أحمد ، وصححه بعض أهل العلم . ومَعناه صحيح .

والمسألة يوم القيامة ليس فيها إلاّ الحسنات والسيئات ، وكُلٌّ يَفْرَح أن يَجِد له حقًّا على أحد ليأخذ مِن حسَناته .

قال ابن مسعود رَضي الله عنه : يُؤخَذ بِيَدِ العَبْد أوْ الأمَة يَوْم القِيَامَة فيُنْصَب على رُؤوس الأوَّلِين والآخِرِين ، ثم يُنادِي مُنَادٍ : هذا فُلان بن فُلان ، مَن كَان لَه حَقّ فَلْيَأتِ إلى حَقِّه ؛ فَتَفْرَح الْمَرْأة أن يَدُور لَهَا الْحَقّ عَلى أبِيهَا ، أوْ عَلى زَوْجِهَا ، أوْ عَلى أخِيهَا ، أوْ على ابْنِهَا ، ثُمّ قَرأ ابنُ مَسْعُود : (فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ) .

ورَحِم الله سلف هذه الأمة ما أشدّ تورّعهم عن الذنوب ، وإن كانت صِغارا ، بل قد لا تُعدّ ذُنوبا في عيون غيرهم .
روى البيهقي في كتاب " شُعَب الإيمان " من طريق عَلِيُّ بْنُ عَثَّامٍ قَالَ : قَالَ : كَهْمَس الْهِلالِيُّ : بَكَيْتُ عَلَى ذَنْبٍ عِشْرِينَ سَنَةً . قَالُوا : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : غَدَّيْتُ رَجُلا فَأَخَذْتُ مِنْ جِدَارِ جَارٍ لِي قِطْعَةَ لَبِنَةٍ لِيَغْسِلَ يَدَهُ !

وَقَالَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ : بَكَيْتُ عَلَى ذَنْبٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً ؛ صِدْتُ حَمَامَةً ، وَإِنِّي أَحْمَدُ اللهَ إِلَيْكُمْ تَصَدَّقْتُ بِثَمَنِهَا عَلَى الْمَسَاكِينِ . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ : وَكَأَنَّهُ ارْتَابَ بِهَا : هَلْ هِيَ مَمْلُوكَةٌ أَوْ غَيْرُ مَمْلُوكَةٍ ؟

وعلينا أن نُحاسِب أنفسنا ، وأن لا نَسْتَهِين بالذنوب ، فإن الذنوب – وإن كانت صِغارا – تَجْتَمع على العبد حتى تُهلِكه .
قال عليه الصلاة والسلام : إياكم ومُحَقَّرات الذنوب ، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يُهْلِكْنه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضَرَب لهن مثلا كَمَثل قوم نَزَلُوا أرض فلاة ، فَحَضَر صنيع القوم فَجَعل الرجل ينطلق فيجيء بِالْعُود ، والرجل يجئ بِالْعُود حتى جَمَعوا سوادا ؛ فأجَّجوا نارا وأنضَجَوا ما قَذَفوا فيها . رواه الإمام أحمد .
وقال أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنْ الشَّعَرِ ، إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمُوبِقَاتِ . رواه البخاري .

قال بلال بن سعد : لا تنظر إلى صِغر المعصية ولكن انظر مَن عَصَيت .

هذا إذا كانت المعصية صغيرة . فكيف بها إذا كانت مِن كبائر الذنوب ؟
فالغيبة مِن كبائر الذنوب .
قال تعالى : (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ)
قال ابن كثير : أي: كما تَكْرَهون هذا طَبْعًا ، فاكْرَهُوا ذاك شرعا ؛ فإن عقوبته أشدّ مِن هذا ، وهذا مِن التنفير عنها ، والتحذير منها . اهـ .

وقد عرَّف النبي صلى الله عليه وسلم الغِيبة بِقَولِه : أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَم . قَالَ : ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ . قِيلَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ . رواه مسلم .

وفي حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قُلْتُ لِلنَّبِي صلى الله عليه وسلم : حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا . فَقَالَ : لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ . قَالَتْ : وَحَكَيْتُ لَهُ إِنْسَانًا ، فَقَالَ : مَا أُحِبُّ أَنِّى حَكَيْتُ إِنْسَانًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا . رواه أبو داود بِتمامه ، وروى آخره أحمد ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

ورَحِم الله ابن المبارك حيث قال : لو كنت مُغتابًا لاغْتَبْتُ أمي ! فإنها أحقّ بحسناتي !

ولَمّا قيل للحَسَن : اغتابك فلان ، بَعَث إليه بِطَبقٍ فيه رُطَب ، وقال : أْهْدَيْتَ إليّ بعض حسناتك ، فأحببت مكافأتك !

والسلامة لا يعدلها شيء .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن حجر : وَفِي التَّعْبِير بِاللِّسَانِ دُون الْقَوْل نُكْتَة ، فَيَدْخُل فِيهِ مَنْ أَخْرَجَ لِسَانه عَلَى سَبِيل الاسْتِهْزَاء . اهـ .

والإنسان يَملِك الكلمة ما لَم تَخرُج مِن فَمِه ، فإذا خَرَجَتْ مَلَكتْه .
قال الإمام الشافعي : إذا تكلمت فيما لا يَعنيك مَلَكَتْك الكَلِمَة ، ولَم تَمْلِكها .

وسبق :

ما المقصود بكفارة المجلس ؟ وهل تُكَفِّر الغِيبة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4335

ما هي كفارة شخص اغتاب أناسا كثيرين ثم نَدِم على ذلك ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5333

ما هي الغيبة تحديدا ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8736

اغتاب مُسْلِمًا في عِرضه . فهل مِن التوبة مُكاشفته وطَلَب العفو منه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4284

ما حكم مَن يَغتاب الموتى ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4636

سؤال عن قول عائشة بِحقّ صفية (حسبك مِن صفية كذا وكذا) ومعنى ذلك ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17025

هل مِن الغِيبة أن تَذكُر الفتاة مواقِف صاحباتها المخطئات ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11403

تقليد الشخصيات المشهورة في الشكل وطريقة الكلام
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8473

ما الحكم الشرعي في تقليد لهجات لدول مختلفة مثل المغرب الإمارات مصر وغيرها؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=10119

كيف يحقر المسلم أخاه المسلم ..؟ بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10415

ما حكم تقليد أصوات المشايخ وطريقتهم على سبيل السخرية ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=851

هل يجوز المزاح بالألفاظ مثل قولنا : "فلانة سكرانة" أو "جات المطوعة" أو "روحي لجهنم" ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17929

وسبق :
ما صحة حديث : إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3584


والله تعالى أعلم .

وأسأل الله أن يُبلّغك أمانيك فيما يُرضيه وفي عفو وفي عافية .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف نطبق حديث "يا عائشة إن مِن شر الناس مَن تَركه الناس، أو وَدَعَه الناس، اتقاء فحشه" ؟ نسمات الفجر قسـم السنـة النبويـة 0 19-12-2014 02:11 AM
ما صحة حديث: "ألا أدلّكم على أكسل الناس ، وأسرق الناس ، وأبخل الناس ، وأجفى الناس" ؟ نسمات الفجر قسـم السنـة النبويـة 0 20-11-2013 06:57 PM
هل السيئة تتضاعف في شهر رجب ؟ راجية العفو قسـم الفتـاوى العامـة 0 06-11-2012 02:56 PM
تساؤلات عن الوصيّة ، هل هي واجبة وكيف تُكتَب ؟ نسمات الفجر قسـم الفتـاوى العامـة 0 28-09-2012 01:53 AM
قتل اسماك الزينة ان كانت مريضة ناصرة السنة قسـم الفتـاوى العامـة 0 30-03-2010 10:17 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى