العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقـسام الفـقـه الإسـلامي قسـم الجـنـائـز
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

عبق
عضو مميز
رقم العضوية : 8
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في أرض الله الواسعة
المشاركات : 1,788
بمعدل : 0.34 يوميا

عبق غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبق


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الجـنـائـز
افتراضي ما قولكم في رجُلٍ لا يصلي فلما مات ظهرت بعض العلامات الحسنة على جنازته ؟
قديم بتاريخ : 26-02-2010 الساعة : 11:45 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيتم خيراً يا شيخ وبارك الله فيكم
يحفظكم الله
ما رأيكم بهذه العلامات التي ظهرت على المتوفى !!
حيثُ أخبرني السائل أن
(( عمه توفي قبل أسبوع في حادث عمل ولم يكن يصلي ، وظهر أشياء كثيرة في موته دلت على أنه رجل صالح والله أعلم، مثل موته يوم جمعة تأخره في المستشفى ساعات ما وصل إلا عند صلاة الجمعة، وصلى عليه أكثر من 100 شخص ، سرعة جنازته وكثر الناس حتى أنهم بدؤوا يدفنوه، وفي ناس بعدها ما وصلت، عدى عن نطق الشهادة وهذه على شهادة الرجل اللي يشتغل معه ، ورفع أصبعه وقت غسيله على شهادة الشيوخ اللي غسلوه، ))
فما رأيكم يحفظكم الله





الجواب/

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لا يختلف الأمر .. فتارك الصلاة كافر ، لا ينفعه ما قيل عنه وعن جنازته .

ولا يغيب عن ذهنك أن النبي صلى الله عليه وسلم - وهو أشرف الْخَلْق - صلّى على رأس المنافقين : عبد الله بن أُبيّ .. ولم ينفعه ذلك !

روى البخاري ومسلم عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَال : لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيّ ابْنُ سَلُولَ جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ أَنْ يُكَفِّنَ فِيهِ أَبَاهُ ، فَأَعْطَاهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ ، فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَتُصَلِّي عَلَيْهِ وَقَدْ نَهَاكَ اللَّهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللَّهُ فَقَال : (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً) ، وَسَأَزِيدُ عَلَى سَبْعِينَ . قَالَ : إِنَّهُ مُنَافِق ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : (وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَد مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ) .

وقد اعتُرض على هذا القول مِن عدة وجوه :

الأول : قيل : شَبَّهْتَ رجلا يشهد بأن لا اله إلا الله بمنافق .
أقول : مَن يشهد أن لا إله إلاّ الله يجب أن يأتي بشروطها وأركانها ، وإلاّ لم تنفعه تلك الشهادة ، وكذلك مَن قالها ثم أتى بِناقض مِن نواقض الإسلام .
قال الإمام البخاري - رحمه الله - في كتاب الإيمان : وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي : إن للإيمان فرائض وشرائع وحدودا وسننا ، فمن استكملها استكمل الإيمان ، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان .

وقد أورد الإمام البخاري - رحمه الله - في صحيحه قول وهب بن منبه - وقد سُئل - : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال : بلى ، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان ، فإن جئت بمفتاح له أسنان فُتح لك ، وإلا لم يُفتح لك .

وتارك الصلاة كافر ، وقد نَقَل غير واحد إجماع المسلمين على كُفره .
قال عبد الله بن شقيق العقيلي : كان أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة . رواه الترمذي .
وقال أيوب السختياني : ترك الصلاة كَفرٌ ، لا يُختلف فيه .
وفي " أصول السنة " للإمام أحمد : ومَن تَرك الصلاة ، فقد كَفر ، وليس مِن الأعمال شيء تركه كُفر إلاّ الصلاة ؛ مَن تَركها فهو كافر ، وقد أحَلّ الله قَتْله .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن تَرْك الصلاة : مَن كان مُصِرًّا على تَركها لا يُصلي قط ، ويَموت على هذا الإصرار والترك ؛ فهذا لا يكون مُسْلما .
قال ابن رجب : وذَهب إلى هذا القول جماعة مِن السلف والخلف ، وهو قول ابن المبارك وأحمد وإسحاق ، وحَكَى إسحاق عليه إجماع أهل العِلْم . اهـ .

وقد شبّه الإمام أحمد رحمه الله تارك الصلاة بإبليس !
قال ابن رجب رحمه الله : وقد استدل الإمام أحمد وغيره على كُفْر تارك الصلاة بِكُفْر إبليس بترك السجود لآدم ، وترك السجود لله أعظم . اهـ .

الثاني : قيل : رحمة الله وسعت كل شيء ، والنبي صلى الله عليه وسلم بُعث رحمة للعالمين ، فكيف تُضيّقونها ؟
والجواب : أن رحمة الله في الآخرة خاصة بالمؤمنين ، وقد قال الله تبارك وتعالى : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ)
فليس معناه أنها تشمل الكافر ، فإن الله لا يغفر أن يُشرك به .
قال الإمام أحمد : ومَن تَرك الصلاة ، فقد كَفر ، وليس مِن الأعمال شيء تركه كُفر إلاّ الصلاة ؛ مَن تَركها فهو كافر . اهـ .

وقد عدّ العلماء بعض الدعاء كُفرا ، كالذي يدعو لِمن مات على الشرك أو على الكفر .
قال الإمام القرافي عن قَاعِدَةِ مَا هُوَ مِنْ الدُّعَاءِ كُفْر : فَاَلَّذِي يَنْتَهِي لِلْكُفْرِ أَرْبَعَةُ أَقْسَامٍ : الْقِسْمُ الأَوَّلُ : أَنْ يَطْلُبَ الدَّاعِي نَفْيَ مَا دَلَّ السَّمْعُ الْقَاطِعُ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ عَلَى ثُبُوتِهِ وَلَهُ أَمْثِلَةٌ :

الأَوَّلُ : أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ لا تُعَذِّبْ مَنْ كَفَرَ بِك ، أَوْ اغْفِرْ لَهُ ، وَقَدْ دَلَّتْ الْقَوَاطِعُ السَّمْعِيَّةُ عَلَى تَعْذِيبِ كُلِّ وَاحِدٍ مِمَّنْ مَاتَ كَافِرًا بِاَللَّهِ تَعَالَى ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ النُّصُوصِ فَيَكُونُ ذَلِكَ كُفْرًا ؛ لأَنَّهُ طَلَبٌ لِتَكْذِيبِ اللَّهِ تَعَالَى فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ ، وَطَلَبُ ذَلِكَ كُفْرٌ ، فَهَذَا الدُّعَاءُ كُفْرٌ .

الثَّانِي : أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ لا تُخَلِّدْ فُلانًا الْكَافِرَ فِي النَّارِ ، وَقَدْ دَلَّتْ النُّصُوصُ الْقَاطِعَةُ عَلَى تَخْلِيدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ الْكُفَّارِ فِي النَّارِ ، فَيَكُونُ الدَّاعِي طَالِبًا لِتَكْذِيبِ خَبَرِ اللَّهِ تَعَالَى ، فَيَكُونُ دُعَاؤُهُ كُفْر . اهـ .

والقول بأن رحمة الله تشمل مَن مات مُرتدا أو تارك الصلاة ، فهو على خطر عظيم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ومن قال: إن كل مَن تكلّم بالشهادتين ولم يُؤدّ الفرائض ولم يجتنب المحارم : يدخل الجنة ، ولا يُعذب أحدٌ مِنهم بالنار ؛ فهو كافر مرتد . يجب أن يُستتاب فإن تاب وإلاّ قُتِل . اهـ .

الثالث : قيل : إن حسن الظن مُقدّم على سوء الظن فنحن لا نعلم الغيب ولا نطّلع على ما في القلوب .

صحيح أن حُسن الظن مُقدّم على سوء الظن ، لكن في محلّه ؛ فلا يُظنّ بِتَارِك الصلاة أنه مُسلم ، إذ لا يُتصوّر أن يأمره الله عزَّ وجَلّ بالصلاة ، ويُنادى لها في اليوم خمس مرات ، ويأتيه الوعيد الشديد على تركها ؛ ثم يتركها وهو يُؤمن بالله عزَّ وجَلّ .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ولا يُعرف أن أحدا يعتقد وجوبها ، ويُقال له : إن لم تُصَلّ وإلاّ قتلناك ، وهو يُصرّ على تركها مع إقراره بالوجوب ، فهذا لم يقع قط في الإسلام .
ومتى امتنع الرجل من الصلاة حتى يُقْتَل لم يكن في الباطن مُقِرا بوجوبها ، ولا ملتزما بفعلها ، وهذا كافر باتفاق المسلمين ، كما استفاضت الآثار عن الصحابة بِكُفر هذا ، ودلّت عليه النصوص الصحيحة ، كقوله صلى الله عليه وسلم : " ليس بين العبد وبين الكفر إلاّ ترك الصلاة " رواه مسلم . وقوله : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر . وقول عبد الله بن شقيق: كان أصحاب محمد لا يَرون شيئا مِن الأعمال في تركه كفر إلاّ الصلاة ، فمن كان مُصِرًّا على تركها حتى يموت لا يَسجد لله سجدة قط ؛ فهذا لا يكون قط مسلما مُقِرًّا بوجوبها . اهـ .

وقال ابن كثير عن المنافقين : نبَّه اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَى صِفَاتِ الْمُنَافِقِينَ لِئَلاّ يَغْتَرَّ بِظَاهِرِ أَمْرِهِمُ الْمُؤْمِنُونَ ؛ فَيَقَعُ بِذَلِكَ فَسَادٌ عَرِيضٌ مِنْ عَدَمِ الاحْتِرَازِ مِنْهُمْ ، وَمِنَ اعْتِقَادِ إِيمَانِهِمْ ، وَهُمْ كُفَّارٌ فِي نَفْسِ الأَمْرِ ، وَهَذَا مِنَ الْمَحْذُورَاتِ الْكِبَارِ ؛ أَنْ يُظَنَّ بِأَهْلِ الْفُجُورِ خَيْر . اهـ .

ولا يجوز أن تأخذنا العاطفة حتى نتعاطف مَع مَن مات على غير مِلّة الإسلام ، ولو كان له مِن الإحسان ما له ، ولو كان له مِن الأعمال الجيدة ما له أيضا ؛ لأن مَن مات على غير مِلّة الإسلام في النار .
مع ما في مثل هذا الكلام مِن رَدْع لكل مُتهاون ، فإذا رأى المتهاون أن تارك الصلاة ، لا يُغسّل ولا يُصلَّى عليه ، ولا يُدفن في مقابر المسلمين ؛ كان ذلك أردع لِمَن كان تاركا للصلاة .
بِخلاف ما إذا أخذتنا العاطفة ، وصلّينا عليه ، ودفنّاه في مقابر المسلمين ، ودَعونا له !

وبهذا كان يُفتي علماؤنا الكبار .
قال شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله : مَن مات مِن المكلفين وهو لا يصلي فهو كافر ، لا يُغَسّل ، ولا يُصلى عليه ، ولا يُدفن في مقابر المسلمين ، ولا يَرثه أقاربه ، بل ماله لبيت مال المسلمين في أصح أقوال العلماء . اهـ .

وقال شيخنا العثيمين رحمه الله عن تارك الصلاة : إذا مات لا يُغسّل ، ولا يُكفّن ، ولا يُصلَّى عليه ، ولا يُدفن في مقابر المسلمين ، ولا يُدْعى له بالرحمة والمغفرة ، ولا يَحِلّ لأحد من أهله يَعلم حاله أن يُقَدِّمه إلى المسلمين ليُصلّوا عليه ، أو يدفنه في مقابرهم ، وإنما يُخْرَج به إلى مكان فيَحفر له ويَدفنه . اهـ .

وقد سُئل العلامة الشيخ صالح الفوزان : تقول السائلة : بناتي يصومون لأبوهم المُتوفّى ، وهو كان مفرّط ويفطِر في رمضان ، فهل هذا يجوز وإلا صدقة وإلا كيف ؟
فأجاب حفظه الله : هذا لا يُصام عنه ، ولا تنفعه الأعمال إذا مات على ذلك - والعياذ بالله - ولا الصدقة عنه ولا شيء ، ولا يُستغفر له .

وهنا :
ما صحة ما قيل عن أرجى آية ، وأن الله يغفر كل الذنوب حتى العقوق وترْك الصلاة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13046

أحيانا يَضعف ويترك صلاة حتى يخرج وقتها
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=828

هل هناك فرق بين تارك الصلاة مطلقا ومن يتركها أحيانا ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=508

ما حُكم الدعاء للمتوفَّى الذي كان تاركا للصلاة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1450

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض




إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل عمرو خالد هو المسيح الدجال ؟ حيث ظهرت عليه كلمتي ( كفر و كافر ) حقيقية ؟ راجية العفو قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 05-01-2013 03:39 PM
عمدة الأحكام - شرح الحديث الـ 35 في نوم الجُنب راجية العفو شرح أحاديث عمدة الأحكام 0 12-03-2010 09:49 PM
تفسير الآية ( فأما السائل فلا تنهر) نسمات الفجر قسم القـرآن وعلـومه 0 02-03-2010 05:45 PM
ما هي العلامات التي يُعرف بها الساحر ؟ محب السلف قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 19-02-2010 09:29 PM
ظهرت كلمة الانواء وأصبحت هذه الكلمة حديث الساعة عبق قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 12-02-2010 08:07 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 02:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى