العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام القـرآن والسنـة قسم القـرآن وعلـومه
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم القـرآن وعلـومه
افتراضي ما صحة ما قيل عن أرجى آية وإن الله يغفر كل الذنوب حتى العقوق وترْك الصلاة
قديم بتاريخ : 09-03-2015 الساعة : 09:16 PM


أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ ووفقكم ويسر لكم وأعانكم ووسّع الله عليكم
هناك مقطع مِن برنامج سُئل فيه أحد ضيوف البرنامج عن أرجى آية في كتاب الله ..
فقال : أرجى آية في كتاب الله (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
فسأل المقدّم : إن الله يغفر الذنوب جميعًا ، كل الذنوب ؟
فقال الضيف : كل الذنوب ، فالله عز وجل يقول (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ)
فقال المقدّم : حتى لو ما يصلي
فقال الضيف : (وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ)
فقال المقدّم : حتى لو كان عاق لأمه وأبيه ؟
فقال الضيف : (وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ)
فقال المقدّم : حتى لو كان غارِق في الربا ؟
فقال الضيف : (وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)
فهل قوله صحيح ؟
شكر الله لك فضيلة الشيخ وأعلى الله مقامك ورفع قدرك ويسر الله عليك .



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

قوله غير صحيح ، إلاّ إذا كان يقصد بِقوله : (كل الذنوب ، فالله عز وجل يقول (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ)) يعني بالتوبة .
ومع ذلك يُشكل على قوله هذا : ما يتعلّق بِحقوق الآدميين .
وأهل العِلْم يُقيّدون العفو عن السيئات : بالتوبة النصوح فيما بين العبد وبين الله ، وبالتَّحَلُّل مِن صاحب الْمَظْلَمَة ، إذا كان ظَلَم آدميا .

والكبائر التي بين العبد وبين ربّه تُكفِّرها التوبة بإجماع المسلمين .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : لا ريب أن مَن تاب إلى الله توبة نصوحا تاب الله عليه ، كما قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ) ، وقال تعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا) أي : لِمَن تَاب . اهـ .

وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ) :
يقول تعالى مُمْتَنًّا على عباده بِقبول توبتهم إليه إذا تابُوا ورَجَعوا إليه : أنه مِن كَرَمه وحِلْمه أنه يَعفو ويَصفح ويَستر ويَغفر . اهـ .

وعلى التوبة يُحمَل إتيان العبد بِمِلء الأرض خطايا .
قال الله : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني ، غَفَرت لك على ما كان فيك ولا أبالي ؟ يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني ، غَفَرت لك ولا أبالي . يا ابن آدم إنك لو أتيتني بِقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تُشرك بي شيئا لأتيك بِقرابها مغفرة . رواه الترمذي .
ويدلّ على أن المقصود به التوبة : قوله عليه الصلاة والسلام : والذي نفسي بيده - أو والذي نفس محمد بيده - لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ، ثم استغفرتم الله لَغَفَر لكم ، والذي نفس محمد بيده - أو والذي نفسي بيده - لو لم تخطئوا لجاء الله بقوم يخطئون، ثم يَستغفرون الله، فيُغْفَر لهم . رواه الإمام .

قال ابن رجب : تضمن حديث أنس المبدوء بِذِكْرِه أن هذه الأسباب الثلاثة يحصل بها المغفرة :
أحدها : الدعاء مع الرجاء ، فإن الدعاء مأمور به ، وموعود عليه بالإجابة ... ومِن أهمّ ما يسأل العبد ربه مغفرة ذنوبه ، أو ما يَستلزم ذلك ؛ كالنجاة من النار ، ودخول الجنة ...
السبب الثاني للمغفرة : الاستغفار ، ولو عَظُمت الذنوب ، وبلغت الكثرة عنان السماء، وهو السحاب ... والاستغفار : طلب المغفرة ، والمغفرة : هي وقاية شرّ الذنوب مع سترها ... وكثيرا ما يُقْرَن الاستغفار بِذِكر التوبة ؛ فيكون الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان ، والتوبة عبارة عن الإقلاع مِن الذنوب بالقلوب والجوارح ...
فأفضل الاستغفار ما اقْتَرَن به ترك الإصرار ، وهو حينئذ توبة نصوح ...
السبب الثالث من أسباب المغفرة : التوحيد ، وهو السبب الأعظم ، فمَن فَقَده فَقَد المغفرة ، ومَن جاء به فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة .
فَمَن جاء مع التوحيد بِقُرَاب الأرض - وهو مِلؤها أو ما يُقارب ملأها – خطايا ، لَقِيه الله بِقُرابها مغفرة ، لكن هذا مع مشيئة الله عز وجل ، فإن شاء غَفَر له ، وإن شاء أخذه بذنوبه، ثم كان عاقبته أن لا يُخَلَّد في النار ، بل يخرج منها ، ثم يدخل الجنة . اهـ .

فالمغفرة تحصل باجتماع هذه الأسباب الثلاثة : الدعاء ، والاستغفار ، والتوحيد .

وأما مَن يموت على كبيرة مِن الكبائر دون توبة ، فإن مُعتقد أهل السنة والجماعة : أنه تحت المشيئة : إن شاء الله غفر له ، وإن شاء عذّبه .

وأما الذي يموت وهو لا يُصلِّي ، فإنه لا يُرجى له رحمة ولا خير .
وأي إسلام بَقِي لِمن لا يُصلّي ؟
قال عبد الله بن شقيق العقيلي : كان أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة . رواه الترمذي .
وقال أيوب السختياني : ترك الصلاة كَفرٌ ، لا يُختلف فيه .
قال ابن رجب : وذَهب إلى هذا القول جماعة مِن السلف والخلف ، وهو قول ابن المبارك وأحمد وإسحاق ، وحَكَى إسحاق عليه إجماع أهل العِلْم . اهـ .

وفي " أصول السنة " للإمام أحمد : ومَن تَرك الصلاة ، فقد كَفر ، وليس مِن الأعمال شيء تركه كُفر إلاّ الصلاة ؛ مَن تَركها فهو كافر ، وقد أحَلّ الله قَتْله .
وفي " العقيدة للإمام أحمد رواية أبي بكر الخلاّل " : وكان لا يُكَفِّر أحدًا مِن أهل القبلة بِذَنْب كبيرا كان أو صغيرا إلاَّ بِتَرْك الصلاة ؛ فمن تركها فقد كَفَر وحَلّ قَتْله ، قاله ابن حنبل . اهـ .

وروى الخلاّل في كتاب " السنة " من طريق إسماعيل بن سعيد ، قال : سألت أحمد عن قول النبي، صلى الله عليه وسلم : " مَن غَشّنا فليس مِنّا ، ومَن حَمَل السلاح علينا فليس مِنّا " ؟ قال : على التأكيد والتشديد ، ولا أُكَفِّر أحدا إلاّ بِتَرْك الصلاة .

والناس طرفان ووسط : فَطَرف يُؤيِّس أهل الكبائر مِن رحمة الله ، وطَرَف يُجرّئهم على المعاصي بتلاوة نحو هذه الآية (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ) !

قال علي رضي الله عنه : ألاَ إن الفقيه كل الفقيه الذي لا يُقنّط الناس مِن رحمة الله ، ولا يُؤمّنهم مِن عذاب الله ، ولا يُرَخِّص لهم في معاصي الله ، ولا يَدع القرآن رَغبة عنه إلى غيره . رواه أبن نُعيم في " الحلية " .
وسئل سفيان عن قول علي : " الفقيه كل الفقيه من لم يُقنّط الناس مِن رحمة الله , ولم يُرخِّص لهم في معاصي الله ؟ فقال : صَدَق ، لا يكون الترخيص إلاّ في المستقبل , ولا التقنيط إلاّ فيما مضى .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : الفقيه كل الفقيه هو الذي لا يُؤيِّس الناس مِن رحمة الله ، ولا يُجَرِّئهم على معاصي الله . اهـ .

وسبق :
ما الذي يُكفِّر الكبائر ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6916

هل صحيح أنّ الله لا يغفر حقوق العباد ويُقتص منهم يوم القيامة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4648

هل حديث ( لو أتيتني بِقُرَاب الأرض خطايا) يدخل تحت المشيئة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1909

هل تُرجى التوبة على مَن لعنه الله ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11780

هل تغفر الكبائر من الذنوب كالزنا والسرقة و اللواط وغيرها وما كفارتها؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5290

هل قول سبحان الله وبحمده 100 مرة يمحو الذنوب الكبيرة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7445

صديقاتي يَغْتَبْنَ الناس ويَقُلْنَ أنّ السيئة لا تُكتَب إلاّ بعد ساعة ، فهل هو صحيح ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15637


والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تقول : تركت الصلاة من الظهر إلى العشاء فماذا أفعل لكي يغفر الله لي ؟ نسمات الفجر قسم أراشيف الفتاوى المكررة 0 07-10-2012 11:39 PM
أنا تركت الصلاة من الظهر إلى العشاء فماذا أفعل لكي يغفر الله لي؟ ناصرة السنة إرشــاد الـصــلاة 0 29-03-2010 07:57 PM
ماصحة دعاء يغفر الذنوب جميعا؟ ناصرة السنة إرشـاد الأدعـيــة 0 17-03-2010 01:53 PM
أسأت الأدب مع الله جلّ جلاله ، فهل يغفر الله ذنبي ؟ عبق إرشـاد الشـبـاب 0 24-02-2010 08:49 PM
عمل كبيرة من كبائر الذنوب فعاقبه الله فهل من طريقة ليرفع الله عنه ؟ راجية العفو قسـم المحرمـات والمنهيات 0 18-02-2010 02:35 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 03:13 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى