ماذا يقصدون بسوء الأدب مع الله في الدعاء ؟ وكيف يَعرف المسلم حدود الأدب في الدعاء ؟
بتاريخ : 12-10-2016 الساعة : 03:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا شيخي الكريم
ماذا يقصدون بسوء الأدب مع الله في الدعاء ؟ وكيف يَعرف المسلم حدود الأدب في الدعاء ولا يقع في التجاوزات
بارك الله فيكم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .
المقصود : أن يشتمِل الدعاء على سُوء أدب ، سواء في سُؤال ما لا يُمكن ، أو الاعتداء في الدعاء ، أو الاعتراض على الله في تأخّر إجابة الدعاء ، ونحو ذلك .
ومِن سوء الأدب مع الله في الدعاء :
1 - أن يُنسَب الشرّ والسوء إلى الله .
فإن مِن أدب الأنبياء أنهم لا يَنسِبون الشرّ إلى الله .
قال إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام : (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) ، فَلَم يَنسب الْمرض إلى الله تبارك وتعالى ، وإنما نَسَب إلى الله الشفاء .
وقال نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم : لبَيك وسَعديك والخير كله في يديك ، والشرّ ليس إليك . رواه مسلم .
وفي أدب الجن : (وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا) .
2 – أن يُلْحَد في أسمائه تبارك وتعالى .
ومِن ذلك : الدعاء بأسماء أو صِفات لم تَثبت لله عزَّ وجَلّ .
وهذا سَبق التفصيل فيه ، وسيأتي في الروابط .
3 – أن يسأل الإنسان العِصْمَة – كَعِصْمَة الأنبياء - ، أو تكون له مَنْزِلة مثل منازل الأنبياء ، سواء في الدنيا أو في الآخِرة .
ومِن هذا الباب : تَرْك النبي صلى الله عليه وسلم رَبْط الشيطان بِسارية من سواري المسجد حتى يتلاعب به صِبيان أهل المدينة ، فلمّا ذَكَر النبي صلى الله عليه وسلم دعوة نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام ؛ تَرَكَ الشيطان . كما في الصحيحين .
4 – أن يسأل ما لا يجوز له سؤاله مما قد يَكون سؤاله كُفرا ويُخرِجه مِن دائرة الإسلام .
وهذا سَبق التفصيل فيه ، وسيأتي في الروابط .
5 – عدم التأدّب مع الله في الألفاظ ؛ فلا يُخاطَب الله بِما يُخاطَب به البَشَر ، بل يُخاطَب بالتعظيم والثناء .
6 – سؤال الله ما يَطلبه الداعي مع إصرار الدّاعي على مُخالفة مُقتضَى أمره ، كالذي يستغفر وهو مُصِرّ على معصيته ، أو يسأل الله أن يشفيه مِن داء وهو مُقيم على الأسباب الجالبة للمَرَض .
7 – سؤال الدّاعي لله عزَّ وجَلّ أن يُمكّنه مِن المعصية .
وهذا سوء أدب مع الله ؛ لأنه يسأل الله أن يُمكّنه مما نَهَاه عنه سبحانه وتعالى .
8 – تكلّف صَفّ الكلام وسَجعه ، وتكلّف ذِكْر تفاصيل ما يَدعو به ، مما يَدخل تحت الاعتداء في الدعاء .
9 – رفع الصوت والمبالغة فيه عند الدعاء ، وقد قال الله عزَّ وجَلّ : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه لَمّا رَفَعوا أصواتهم بالذِّكْر : يا أيّها الناسُ ، ارْبَعوا على أنفُسكم ، فإنكم لا تَدْعونَ أصمَّ ولا غائبا ، إنهُ معكم إنهُ سميعُ قَريب ، تَبارَكَ اسمهُ ، وتَعالى جَدُّه . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم قال : والذي تَدْعونه أقرب إلى أحدِكم مِن عُنُق راحلة أحدِكم .