العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقـسام الفـقـه الإسـلامي قسـم الفقه العـام
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفقه العـام
افتراضي هل التفكير في عدم دخول الجنّة يدخل في باب سوء الظّن بالله ؟
قديم بتاريخ : 05-10-2015 الساعة : 11:53 PM


السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,

شيخنا الفاضل جزاكم الله خيرًا و بارك فيكم ..

هناك ما أردت أن أستفتيكم فيه ,,

دائمًا حينما أسمع كلمة ( الجنة ) و ما يخصّها من نعيم يضيق قلبي و أشعر بالحزن الشديد و أفكّر في أنني لن أدخلها

مع أنّني أكثر من الأعمال الصالحة قدر الإمكان ,, لكنني في سرّي أظل حزينة و أفكّر في أنّني مهما فعلت فلن أدخل الجنّة

و أنّها مستحيلة على فتاة مثلي ,, و أحيانًا أقول من أنـا حتى أدخل الجنّة هل يُعقل أنّ أكون ممن تفضّل الله عليهم و كتب لهم دخول الجنّة ؟

و أوسوس كثيرًا في هذا الأمر .. و لا أفرح حينما أسمع بالجنّة و نعيمها لأنني أتصوّر بأنني لن أكون من أهلها

فربّما يأتِ يومٍ أنقلب فيه عقبيّ و أنتكس كما انتكس فلانٌ من النّاس و غيرهـ .. و هكذا أكون متذبذبة نفسيًا و غير مطمئّنة و محبطة

و هذا الشّعور خارجٌ عن يدي و لم أستطع التخلّص منه

و أنـا محتفظة به في قلبي و لم أحدّث به أحدًا علّ الله يتوب عليّ و يعفو عمّا يجول في خلجاتي

- ما خلا الآن فإنني قد حدّثتكم به من باب الإستفتاء - فهل يُعد ذلك من سوء الظّن بالله ؟

و هل يدخل في قول الله تعالى في الحديث القدسي ( أنا عند ظن عبدي بي فاليظن بي ما شاء )

أي أنّ ظنّي بالله قد يكون سببًا في منع دخولي للجنّة حتى لو عملت أعمالاً تُدخل الجنّة ؟

و هل على ظني عقوبة مترتّبة ؟

و بما تنصحونني شيخنا الفاضل ؟

و جزاكم الله خيرًا و لا تنسوني من صالح دعواتكم ..




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
وأسأل الله لنا ولك الهدى والسداد والعفو والعافية .

إذا ترتّب على ذلك تَرْك العمل ، أو القنوط مِن رحمة الله دَخَل ذلك في الذمّ .
وكذلك إذا ظنّ الإنسان أن الله لا يَغْفر له ، أو أن الله تعالى لا يُدخِله الجنة مع إيمانه وعمله الصالحات .

وعلى الإنسان أن يُحسِن الظنّ بِربّه تبارك وتعالى ، ويُحسِن العمل ، ويتّهم نفسه وأعماله ، ويخشَى أن لا يُتقبّل منه ، أو تُرَدّ أعماله عليه .
وأن يخشى مِن تقلّب قَلْبه ، وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُحسِن العمل ، ويَخشى مِن تقلّب القلوب .
فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يقول : يا مُقَلِّب القلوب ثَبِّت قلبي على دينك وطاعتك . فقيل له : يا رسول الله ! إنك تُكْثِر أن تقول : يا مُقَلِّب القلوب ثَبِّت قلبي على دِينك وطاعتك . قال : وما يُؤمِّنني ؟ وإنما قلوب العباد بين أصبعي الرحمن ، إنه إذا أراد أن يُقَلِّب قَلْب عَبْد قَلَبه . قال عفان : بين إصبعين من أصابع الله عز وجل . رواه الإمام أحمد . وصححه الألباني والأرنؤوط .
وقَالَ أَنَس رضي الله عنه : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ " قَالَ : فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا ؟ قَالَ : فَقَالَ : " نَعَمْ ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُقَلِّبُهَا " . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني .

وكان سلف هذه الأمة يخافون على أنفسهم مِن فتنة المحيا ومِن فتنة الممات .
وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول : وما يُؤمِّنني وإبليس حَيّ ؟!
قال جبير بن نفير : دخلت على أبي الدرداء مَنْزِله بحمص فإذا هو قائم يصلي في مسجده ، فلما جلس يتشهد جعل يتعوذ بالله من النفاق ، فلما انصرف ، قلت : غفر الله لك يا أبا الدرداء ! ما أنت والنفاق ؟ قال : اللهم غفرا - ثلاثا - من يأمن البلاء ؟ من يأمن البلاء ؟ والله إن الرجل ليفتتن في ساعة فينقلب عن دِينه .
وقد وَرَد أن الشيطان تمثّل لبعض الصالحين عند الموت .
قال صالح بن أحمد بن حنبل : لما حضرت أبي الوفاة فجلست عنده والخرقة بيدي أشدّ بها لحيته . قال : فجعل يغرق ثم يفيق ويفتح عينيه ويقول بيده هكذا : لا بعد . لا بعد . لا بعد . ففعل هذا مرة وثانية ، فلما كان في الثالثة قلت له : يا أبتِ إيش هذا الذي لهجت به في هذا الوقت ؟ فقال : يا بني أما تدري ؟ قلت : لا . فقال : إبليس لعنه الله قائم بِحذائي عاضّ على أنامله يقول : يا أحمد فُتَّنِي ! فأقول : لا ، حتى أموت .
وقال عطاء بن يسار : تبدّى إبليس لرجل عند الموت فقال : نجوت ! فقال : ما نجوت ، وما أمِنْتُك بعد .
ففتنة المحيا هي ما يكون في الحياة من الردّة - عياذا بالله - أو ما يكون من الضلال بعد الهدى ، والمعصية بعد الطاعة .
وفتنة الممات شاملة لفتنة الاحتضار ، وحضور الشيطان عند الميت ، ولفتنة القبر وسؤاله .

وسبق :
مُحَرِّكَات القلوب : المحبة والخوف والرجاء
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11039

نُرِيد ردًّا على مَن يحيا ويُمَارِس المعاصي ولا يحمل همّ الدِّين . وجوابه كلماحدثناه عن أثر المعصية أو أهمية العمل لله تعالى خلاصته : أنه يتعامل مع المغفرة والرحمة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7209

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل الإنسان محاسب على التفكير إذا لم يتحدّث به ؟ راجية العفو قسـم الفتـاوى العامـة 0 29-07-2013 01:11 AM
نزول بول عند الخوف أو التفكير *المتفائله* إرشـاد الطـهــارة 0 26-09-2012 10:07 PM
هل التفكير والنظر يفسدان الطهارة ؟ راجية العفو إرشـاد الطـهــارة 0 05-03-2010 05:57 PM
هل إبليس رأى الله في قصة سجوده لآدم وهل سكن الجنّة ؟ عبق قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 01-03-2010 05:12 PM
هل الإخوان في الدنيا لا يكونون إخوانا في الجنّة ؟ رولينا قسـم الفتـاوى العامـة 0 16-02-2010 07:25 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:20 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى