[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى فضيلة الشيخ :
أمي أرملة نسأل الله أن يغفر لأبي ويرحمه وهناك بعض المناوشات من أخي لها ومرة صار بينهما حديث قوي فقال لها أنتي أرملة لا تفعلي كذا وكذا فأمي زعلت منه وبكت هل على أخي شيء ؟



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
و أسأل الله أن يغفر لوالدك ولجميع موتى المسلمين الذين ماتوا على الوحدانية .

أخوك آثِم في تصرّفه ؛ لأنه إذا كان لا يَجوز قول أقلّ الأشياء ، وهو كلمة " أفّ " فكيف بِغيرها ؟
فعليه أن يُرضي أمه ويتحلل منها ، وأن يُدخِل السرور عليها كما أحزنها ، فإن الحسنات يُذهِبن السيئات ، وأن يُتبِع السيئة الحسنة تَمْحُها ، كما قال عليه الصلاة والسلام .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أسأت فأحسن . رواه ابن حبان ، وحسنه الألباني .

وقد نُهينا عن مُجرَّد التأفف ، فكيف بِغيره ؟
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : وَقَوْلُهُ : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ)، أَيْ : لا تُسْمِعْهُمَا قَوْلا سَيِّئًا، حَتَّى وَلا التَّأْفِيفَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى مَرَاتِبِ الْقَوْلِ السَّيِّئِ (وَلا تَنْهَرْهُمَا) أَيْ : وَلا يَصْدُرْ مِنْكَ إِلَيْهِمَا فِعْلٌ قَبِيحٌ ، كَمَا قَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ فِي قَوْلِهِ : (وَلا تَنْهَرْهُمَا) ، أَيْ : لا تَنْفُضْ يَدَكَ عَلَى وَالِدَيْكَ .
وَلَمَّا نَهَاهُ عَنِ الْقَوْلِ الْقَبِيحِ وَالْفِعْلِ الْقَبِيحِ ، أَمَرَهُ بِالْقَوْلِ الْحَسَنِ وَالْفِعْلِ الْحَسَنِ فَقَالَ : (وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا) ، أَيْ : لَيِّنًا طَيِّبًا حَسَنًا بِتَأَدُّبٍ وَتَوْقِيرٍ وَتَعْظِيمٍ .
(وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) ، أَيْ : تَوَاضَعَ لَهُمَا بِفِعْلِكَ ، (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا) ، أَيْ : فِي كبرهما وعند وفاتهما (كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) . اهـ .

وسبق :
هل تُقبَل الأعمال الصَّالِحة مِن إنسان بينه وبين أمِّه خصومة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8877

هل يجوز التحسب والدعاء على الوالدين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11161

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد