العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد منتـدى الحـوار العـام
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

 
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.63 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 11  
كاتب الموضوع : عبد الرحمن السحيم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 10-06-2018 الساعة : 03:50 PM

سَيِّد الْخَلْق : البشير النذير ، والسراج المنير صلى الله عليه وسلم

مِن آياته ومُعجِزاته (25)

قال ابن كثير :
القول فيما أُوتِي موسى عليه السلام مِن الآيات البيّنات :

وأعظَمهن تسع آيات ، كما قال تعالى : (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) .

والجمهور على أنها هي العَصا في انقلابها حيّة تَسعَى ، واليد إذا أدخل يَده في جَيب دِرْعه ثم أخرجها تُضيء كَقِطعة قَمر يتلألأ إضاءة ، ودعاؤه على قوم فرعون حين كَذّبوه فأُرْسِل عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات .

وكذلك أخذهم الله بالسِّنِين ، وهي نقص الحبوب ، وبالجَدْب ، وهو نقص الثمار .

وبالموت الذريع ، وهو نقص الأنفس ، وهو الطوفان في قول .

ومنها فَلْق البَحر لإنجاء بني إسرائيل وإغراق آل فرعون .

ومنها تظليل بني إسرائيل في التّيه بالغمام ، وإنزال الْمَنّ والسّلْوى عليهم .

واستسقاؤه لهم ، فجعل الله ماءهم يخرج مِن حَجر يُحْمَل معهم على دابة ، له أربعة وجوه ، إذا ضَرَبَه موسى بِعَصاه يَخرُج مِن كل وَجه ثلاثة أعين ، لكل سِبْط عَين ، ثم يَضْرِبه فيُقْلِع .

وقَتْل كل مَن عَبَدَ العِجل منهم ثم أحياهم الله تعالى .

وقِصة البَقرة ، إلى غير ذلك مِن الآيات الباهرات .

🔅 وأمّا العَصا ؛ فقال شيخنا العلامة ابن الزّمْلَكاني : وأما حَيَاة عَصَا موسى ؛ فقد سَبّح الْحَصَا في كَفّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جَمَاد ، والحديث في ذلك صحيح ... وفيه : أنهن سَبّحن في كَفّ أبي بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، كما سَبّحن في كَفّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " هذه خلافة النبوة " .

🔸 وأصحّ من هذا كله وأصرح حديث البخاري عن ابن مسعود قال : كُنّا نَسْمَع تَسبيح الطعام وهو يُؤكَل .

🔹 قال شيخنا : وكذلك قد سَلّمت عليه الأحجار .
قلت : وهذا قد رواه مسلم عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأعرف حجرا كان يسلم عليّ بمكة قبل أن أُبْعَث ، إني لأعرفه الآن " . قال بعضهم : هو الحجر الأسود .

🔘 قال : وأما حَنين الْجِذع الذي كان يَخطب إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فعُمِل له المنبر ، فلمّا رَقِيَ عليه وخطب ، حَنّ الجذع إليه حَنِين العِشَار ، والناس يسمعون صوته بمشهد الْخَلْق يوم الجمعة ، ولم يَزل يَئِنّ ويَحِنّ حتى نَزَل إليه النبي صلى الله عليه وسلم فاعتنقه وسَكّنه .. فهو حديث مشهور معروف ، قد رواه من الصحابة عدد كثير متواتر ، وكان بحضور الخلائق .

🔅 قال شيخنا : فهذه جمادات ونباتات ، وقد حَنَّتْ وتَكلّمتْ ، وفي ذلك ما يُقابل انقلابَ العصَا حَيّة .

قال ابن كثير :
قال شيخنا : وأما أن الله كَلّم موسى تكليما ، فقد تقدم حصول الكلام للنبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء فيَشْهَد له : " فنُودِيت : أن يا محمد ، قد كَمّلت فَرِيضَتي ، وخَفّفتُ عن عبادي " . وسياق بَقية القصة يُرشِد إلى ذلك ، وقد حَكَى بعض العلماء الإجماع على ذلك ، لكن رأيت في كلام القاضي عياض نَقْل خلاف فيه ، والله أعلم .

وقال ابن حامد : قال الله تعالى لموسى : (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) . وقال لِمُحمّد : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .

🔅 وأما اليَد التي جَعلها الله بُرهانا وحُجّة لموسى على فرعون وقومه ، كما قال تعالى بعد ذكر صَيْرُورة العَصَا حَيّة : (اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ)

🔸 فقد أعطى الله محمدا انشقاق القَمر بإشارته إليه فِرقَتين ، فِرقة مِن وراء جَبل حِراء ، وأخرى أمامه ، كمَا تقدّم بيان ذلك بالأحاديث المتواترة مع قوله تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) ، ولا شك أن هذا أجل وأعظم وأبْهَر في المعجزات ، وأعَمّ وأظهر وأبلَغ مِن ذلك .

قال ابن كثير :
⏺ وقد ذَكَرنا في السيرة عند إسلام الطُّفيل بن عَمرو الدوسي أنه طَلَب مِن النبي صلى الله عليه وسلم آية تكون له عَونًا على إسلام قومه ، فدعا له وذهب إلى قومه ، فلمّا أشرف على قومه مِن ثَنِيّة هناك ، فَسَطَع نُور بَين عَينَيه كالمصباح ، فقال : اللهم في غير هذا الموضع ؛ فإنهم يَظنّونه مُثْلَة ، فَتَحَوّل النور إلى طَرَف سَوطِه ، فجعلوا ينظرون إليه كالمصباح ، فهداهم الله على يديه بَبَرَكة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدعائه لهم في قوله : اللهم اهدِ دَوْسًا ، وأتِ بهم ، وكان يُقال للطفيل : ذو النور لِذلك .

◀️ وذكرنا أيضا حديث أُسيد بن حُضير وعبّاد بن بِشر في خروجهما من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مُظلمة فأضَاء لهما طَرَف عَصا أحدهما ، فلما افتَرقا أضاء لكل واحد منهما طَرَف عصاه ، وذلك في صحيح البخاري وغيره .

وأما دعاؤه عليه السلام بِالطُّوفَان ، وهو الموت الذريع في قول ، وما بعده من الآيات والقَحط والْجَدْب ؛ فإنما كان ذلك لعلهم يرجعون إلى مُتَابَعَته ، ويُقلِعون عن مُخَالَفته ، فما زادهم إلاّ طغيانا كبيرا . قال الله تعالى : (وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ)

🔹 وقد دَعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قريش حين تَمادوا على مُخالفته ِبسَبع كَسَبع يوسف ، فقُحِطوا حتى أَكَلُوا كُلّ شيء ، وكان أحدهم يَرى بينه وبين السماء مثل الدّخان مِن الجوع .

وأما فَلْق البحر لموسى عليه السلام حين أمَره الله تعالى - حين تَراءى الجمْعَان - أن يَضرب البَحر بِعَصَاه فانْفَلَق فكان كل فِرق كالطّود العظيم ، فإنه معجزة عظيمة بَاهِرة ، وحُجّة قاطِعة قاهِرة .

🔅 وفي إشارته صلى الله عليه وسلم بيده الكريمة إلى قَمَر السماء ، فانْشقّ فِلْقَتين وَفق ما سَألَته قريش وهُم معه جُلوس ، في ليلة البَدْر ، أعظم آية ، وأيْمَن دلالة ، وأوضح حُجّة ، وأبْهَر بُرهان على نبوته ووَجَاهته عند الله تعالى ، ولم ينُقْلَ معجزة عن نَبيّ مِن الأنبياء مِن الآيات الحسيات أعظم مِن هذا .

وهذا أعظم مِن حَبْس الشمس قليلا لِيوشع بن نُون حتى تمكّن من الفتح ليلة السبت .

🔅 وقد تقدّم مِن مَسِير العلاء بن الحضرمي ، وأبي عبيد الثقفي ، وأبي مسلم الخولاني ، وسائر الجيوش التي كانت معهم على تيّار الماء ، ومنها دِجلة وهي جارِية عجّاجة تَقذِف بالخشَب مِن شِدّة جَرْيها ، وتقدم تقرير أن هذا أعجب مِن فَلْق البحر لموسى مِن هذه الوجوه ، والله أعلم .

🔘 وأما تَظْلِيله بالغَمَام في التِّيه ، فقد تقدّم ذِكر حديث الغمَامة التي رآها بَحِيرى تُظلّه مِن بين أصحابه ، وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، صُحبَة عمِّه أبي طالب ، وهو قاصِد الشام في تجارة ، وهذا أبْهَر مِن جِهة أنه كان وهو قَبل أن يُوحَى إليه ، وكانت الغَمَامة تُظلّه وَحده مِن بين أصحابه ، فهذا أشدّ في الاعتناء ، وأظهر مِن غَمام يُظِلّ بني إسرائيل وغيرهم . وأيضا فإن المقصود مِن تظليل الغَمام إنما كان لاحتِيَاجِهم إليه مِن شِدّة الحرّ ، وقد ذكرنا في الدلائل حين سئل النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم لِيُسْقَوا لِمَا هم فيه مِن الجوع والجهد والقحط ، فرفع يديه وقال : " اللهم اسقنا ، اللهم اسقنا " . قال أنس : ولا والله ما نَرى في السماء مِن سَحاب ولا قَزَعة ، وما بيننا وبين سَلْع مِن بيت ولا دار ، فأنشأت مِن وَرائه سَحَابة مثل التُّرْس ، فلمّا تَوسّطت السماء انتَشرت ثم أمْطَرَت . قال أنس : فلا والله ما رأينا الشمس سَبْتًا . ولَمّا سَألوه أن يَسْتَصْحِي لهم ، رَفَع يَدَه وقال : " اللهم حَوَالَينا ولا عَلينا " . فمَا جَعل يشير بيديه إلى ناحية إلاّ اْنجَاب السَّحَاب ، حتى صارت المدينة مثل الإكْلِيل، يُمْطَر ما حولها ولا تُمْطَر . فهذا تظليل غَمَام محتاج إليه آكَد مِن الحاجة إلى ذلك ، وهو أنفع منه ، والتصَرّف فيه وهو يَشير أبلغ في المعجِز ، وأظهر في الاعتناء ، والله أعلم .

🔸 وأما إنْزَال الْمِنّ والسَّلْوى عليهم فقد كَثّر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطعام والشراب في غير ما مَوْطن ، كما تقدم بيانه في دلائل النبوة مِن إطعامه الجم الغفير مِن الشيء اليسير ، كما أطعم يوم الخندق مِن شُوَيْهَة جابر بن عبد الله وصاعِه الشعير أزيدَ مِن ألفِ نفس جائعة ، صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين . وأطعَم مِن جَفْنة فِئامًا مِن الناس ، وكانت تُمَدّ مِن السماء ، إلى غير ذلك مِن هذا القَبيل مما يَطول ذِكْره .

🔅 وقد ذَكر أبو نعيم وابن حامد أيضا ها هنا أن المراد بِالْمَنّ والسَّلوى إنما هو رِزْق رُزِقُوه مِن غير كَدّ منهم ولا تَعَب ، ثم أورد في مُقَابَلته حديث تحليل المغانِم ولم تُحلّ لأحدٍ قَبْلَنا ، وحديث جابر في سَرِيّة أبي عبيدة وجُوعهم حتى أكلوا الْخَبَط ، فَحَسَر البحر لهم عن دابة تُسمّى العَنْبَر ، فأكَلُوا منها ثلاثين مِن بين يوم وليلة حتى سَمِنُوا وتَكَسّرت عُكَن بُطونهم . والحديث في " الصحيح " .

وأما قوله تعالى : (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ) .

🔸 وقد ذكرنا الأحاديث الواردة في وَضْع النبي صلى الله عليه وسلم يَدَه في ذلك الإناء الصغير الذي لم يَتّسع لبَسْطها فيه ، فجَعل الماء يَنبع مِن بين أصابعه أمثال العيون ، وكذلك كثر الماء في غير ما مَوْطِن ، كَمَزَادَتي تلك المرأة ، ويوم الحديبية ، وغير ذلك ، وقد استسقى الله لأصحابه في المدينة وغيرها ، فأُجِيب طِبق السؤال وَوفق الحاجة لا أزيد ولا أنقص، وهذا أبْلَغ في الْمُعْجِز . ونبع الماء من بين أصابعه من نفس يده - على قول طائفة كثيرة من العلماء - أعظم مِن نَبع الماء مِن الحجر ، فإنه مَحلّ لذلك .

رد مع اقتباس
 

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أنا أدفع القرض و الشركة تدفع الفوائد فهل هذا جائز ؟ ناصرة السنة إرشـاد المعامـلات 0 08-01-2013 04:53 PM
هل هذه الفوائد في قول لا حول ولا قوة إلا بالله صحيحة؟ ناصرة السنة إرشـاد الأذكـار 0 20-09-2012 12:22 AM
الفوائد العلمية فى صيام الثلاثة ايام البيض: عائشة قسـم الأراشيـف والمتابعـة 1 31-03-2010 08:44 AM
هل يجوز اخذ الفوائد لسد الديون عبق إرشـاد المعامـلات 0 20-02-2010 01:14 AM
التائب من الفوائد الربوية هل يرجعها إلى البنك محب السلف إرشـاد المعامـلات 0 11-02-2010 03:06 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 10:47 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى