منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم العقـيدة والـتوحيد (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=5)
-   -   مِمَ احترز شيخ الإسلام بهذا القول (عين المسمى وللمسمى) ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4386)

نسمات الفجر 24-02-2010 09:40 PM

مِمَ احترز شيخ الإسلام بهذا القول (عين المسمى وللمسمى) ؟
 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد
في مسألة أسماء الله وصفاته ذهب الحافظ أبو بكر البيهقي رحمه الله ، إلى أن الاسم هو عين المسمى ، وهو رأي لبعض السلف ، بينما اختار شيخ الإسلام رحمه الله التفصيل ، وأن ذلك لا يلجأ إليه إلا عند الاستفسار عن الاسم هل هو عين المسمى أم غيره ، وإلا فالإطلاق الصحيح الموافق للأدلة الشرعية هو القول بأن الاسم للمسمى . فما الفرق بين العبارتين ، (عين المسمى وللمسمى) ، وما المعنى الموهم في عبارة البيهقي رحمه الله ، الذي احترز منه شيخ الإسلام رحمه الله .

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب:

بارك الله فيك

الذي رجّحه جمع من أهل العلم : السكوت عما سُكِت عنه ، وعدم الخوض فيه ، إلا أنه عند السؤال .
وهذا مثل لفظ ( الْجِهة ) فإنها لا تُنفى ولا تُثبت ، إلا عند الاستفصال والسؤال .
لأنه قد يُراد بها حق ، وقد يُراد بها باطل .
ولذا كان العلماء يُسألون من نَفَى الجهة بقولهم : ماذا تقصد بذلك ؟
وقد نقل ذلك وبسطه ابن أبي العز في شرح الطحاوية .

والذي احترز منه شيخ الإسلام ابن تيمية هنا هو إطلاق الاسم على المسمى ، وهو لفظ مُحدَث ، ومن يُطلقه قد يُريد به معنى آخر ، وهو الفرار من إثبات الأسماء أو من إثبات الصفات ، فيقول الاسم هو المسمى .

والصحيح كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية أن الاسم للمسمى .
فإذا قلنا : الله هو الرحيم الرحمن .. أثبتنا ثلاثة أسماء ، بمقتضى أن الاسم للمسمى .
بينما إذا قيل : الاسم هو المسمى .. فالْمُثْبَتَ اسم واحد .

قال الإمام ابن جرير الطبري : وأما القول في الإسم أهو المسمى أم غير المسمى ، فإنه من الحماقات الحادثة التي لا أثر فيها فيُتَّبَع ، ولا قول من إمام فيُسْتَمَع ؛ فالخوض فيه شين ، والصمت عنه زين .

وذَكَر الإمام اللالكائي عن الأصمعي وعن أبي عبيدة معمرة بن المثني : إذا رأيت الرجل يقول الاسم غير المسمى فأشْهَد عليه بالزندقة .


قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية :
وكذلك قولهم : الاسم عين المسمى أو غيره . وطالما غلط كثير من الناس في ذلك وجهلوا الصواب فيه ، فالاسم يُراد به المسمى تارة و يراد به اللفظ الدال عليه أخرى ، فإذا قلت : قال الله كذا ، أو سمع الله لمن حمده ، ونحو ذلك فهذا المراد به المسمى نفسه ، وإذا قلت : الله اسم عربي ، والرحمن اسم عربي ، والرحيم من أسماء الله تعالى ، ونحو ذلك ، فالاسم ها هنا هو المراد لا المسمى ، ولا يُقال غيره لما في لفظ الغير من الإجمال ، فإن أُرِيد بالمغايرة أن اللفظ غير المعنى فَحَقّ ، وإن أُريد أن الله سبحانه كان ولا اسم له حتى خلق لنفسه أسماء ، أو حتى سماه خَلْقه بأسماء من صنعهم ، فهذا من أعظم الضلال والإلحاد في أسماء الله تعالى . اهـ .

وهنا :
استفسارات ونقاش حول صفات الله تعالى ومنهج السلف فيها وهل هي معلومة المعنى ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6109

تفويض المعنى ، هل هو مذهب أهل السنة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3719

أريد أن أعرف معنى التفويض فى الأسماء والصفات
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1135

هل الصفات هي عين الذات ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3898

معنى الوَجه في قول النبي صلى الله عليه وسلم "...تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ ..."
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3538

ما معنى شِرْك التشبيه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=10327

والله أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


الساعة الآن 10:06 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى