[ناصرة السنة]

السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة أبلغ الثانية والعشرون من العمر متزوجة منذ تسعة أشهر .. منذ بداية خطوبتي لم أشعر بأي نوع من الراحة وقبل الزفاف بأسبوع صليت استخارة إذا كان زواجي خير أو لا ولكني شعرت بالضيقة .. فأقنعت نفسي ربما بأنه خوف من الحياة الجديدة المقبلة عليها .. وبعد الزفاف بقيت مع زوجي لمدة أسبوع وخلال هذا الأسبوع كنت أشعر بالضيق طوال الوقت ..
وعند انتهاء هذا الأسبوع سافر زوجي لدورة لمدة ستة أشهر .. فرحت كثيرا وشعرت وكأنه هم وانزاح عن صدري ورجعت للسكن في بيت والدي خلال فترة سفره ..
وقد قمت بمصارحة والدتي بحقيقة شعوري وأخبرتها بأني لا أريد الاستمرار بهذا الزواج اعتقدت أمي بأن هذا دلع بنات , وبختني وقالت هل تريدين أن تفضحينا بين الناس ؟؟ وقالت لي بأن هذا شيء طبيعي وكل الفتيات يشعرن بهذه الأحاسيس في بداية الزواج .. المهم عاد زوجي من السفر وشعرت بضيق كبير واضطرت مكرهه العودة للسكن معه في بيت أهله ..المشكلة يا شيخ أني وزوجي غير متفاهمين أبدا وكلامنا محدود جدا .. أشعر بأنه يضع حدود وحواجز بيننا .. حاولت كثيرا التقرب منه بمختلف الطرق بالحديث معه عن شتى الأمور وهكذا .. ولكن لا أجد منه سوى الصدود .. ولكنه لا يحاول التقرب مني ولا يعطيني حقوقي كزوجة .. حتى أبسط حقوقي كالخروج مثلا أو الحديث أو تناول الطعام سويا ..لا أرى بأننا مثل أي زوجين تزوجوا حديثا .. والشيء الذي كثيرا ما يثير استغرابي .. عندما نكون مع أهلي أراه يتحدث بأريحية ويمزح .. أراه شخص مختلف تماما عن الشخص المتزوجة منه !! استغرب كثيرا كما أننا سافرنا كنوع من تغيير الجو .. اعتقدت بأننا سنتقرب من بعض أكثر .. ولكن كل ما كان يفعله هو إعطائي المال لشراء مستلزماتي فقط ..حتى أنه كان يتركني وحدي في الفندق ويخرج ليلا ولا يعود إلا صباحا ..للعلم أننا كنا في دولة أجنبية .. لا أشعر حتى بأنه يغار أو يخاف علي ..للعلم يا شيخ أنه لا يقصر بحقوق أصدقائه .. فهو يخرج معهم يوميا .. أما أنا فيتركني في المنزل .. وإن طلبت منه الخروج يقول حسنا .. ثم يخرج ويتركني وحيده .. يقول سأعود بعد قليل لكي نخرج .. ولكنه لا يعود سوى في وقت متأخر من الليل !! اتصل على هاتفه ولا يرد !! وعندما أساله عن السبب يقول لم أسمع الهاتف !! أخذت عهد على نفسي بأن أحاول تغييره والتقرب منه .. كي لا أظلمه أو أظلم نفسي حتى .. ولكن كيف أستطيع تغيير شخص لا تجد منه أي ردت فعل تجاه ما تفعله؟؟ و غير بار بوالديه حتى !! فهو لا يلبي طلبات والده الكبير بالسن !! حتى أنني صارحته إحدى المرات عن حياتنا كزوجين في بداية حياتهما .. ولكنه اكتفى بالسكوت ولم يعلق على الموضوع !! ومن الجدير بالذكر أني مازلت بكر .. ومضى على زواجنا 9 أشهر أي قرابة السنة .. شككت بأنه مريض .. فقد وجدت عسل ومقويات أخرى .. وعندما سألته قال بأنها لا تخصه وأنها لصديق له حدثت والدتي أكثر من مرة في هذا الموضوع .. وقامت هي بدورها بالتحدث معه .. ولكنه لم يأخذ الموضوع بجدية .. وكان يقلبه دائما إلى مزاح .. هذا الموضوع أصبح يؤرقني كثيرا .. وأثر على حياتي كثيرا .. فقد أصبحت منطوية وأشعر بالنقص .. تدهورت حالتي النفسية كثيرا ..
والكل لاحظ هذا الشيء .. صبرت كثيرا ولا أستطيع أن أصبر أكثر!! هل أطلب الطلاق أم ماذا أفعل ؟؟ أريد نصيحتك شيخنا الكريم .. هل أطلب الطلاق ؟ فحياتي معه مستحيلة .. فهو لا يتحدث معي ؟ لا يحاول التقرب مني؟ حتى أنه يكذب علي في كثير من الأشياء ؟ وإذا كان مريض وهو على علم بذلك ..أليس من المفترض بأن يخبرني بهذا الشيء ؟ ألا يعتبر هذا تدليس لعدم مصارحته لي بمرضه ؟وإن كان مريض .. هل من المفترض أن يؤثر مرضه على إعطائه لباقي حقوقي الزوجية كالخروج معا والحديث وما إلى ذلك ؟ لا تبخل علي بالنصيحة ورأيك يا شيخ
وشكرا




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله . وجَعَل لك مِن كُل هَمّ فَرَجًا ، ومِن كل ضيق مَخْرَجًا .

إذا كان الأمر كما ذكرتِ ، فطلب الطلاق هو الحلّ ؛ لأن منِ الناس من يكون كريما حسن الْخُلُق ، ولو كان مريضا .

وإذا كان كما ذكرتِ ، فإخفاء مرضه وعجزه من البداية غشّ وتدليس .
وإذا طلبتِ الطلاق بسبب هذا العيب فليس له شيء مِن المهر ؛ لأن العيب فيه ؛ ولأنه لم يُفصِح عن العيب قبل الزواج .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد