العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام القـرآن والسنـة قسم القـرآن وعلـومه
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

*المتفائله*

مشرفة عامة


رقم العضوية : 17
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 706
بمعدل : 0.14 يوميا

*المتفائله* غير متواجد حالياً عرض البوم صور *المتفائله*


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم القـرآن وعلـومه
Lightbulb ما صحة هذا الموضوع : الفرق بين الزوجة والمرأة مما ذُكر في القرآن الكريم ؟
قديم بتاريخ : 27-09-2012 الساعة : 03:09 AM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً وأثابكم الفردوس الأعلى آمين
بعد إذنكم قرأت موضوعاً بعنوان الفرق بين الزوجة والمرأة مما ذُكر بالقرآن الكريم
وهذا رابطه
http://www.startimes2.com/f.aspx?t=22863986
وعند استقراء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظين ، نلحظ أن لفظ "زوج" يُطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامّة بينها وبين زوجها ، وكان التوافق والاقتران والانسجام تامّاً بينهما ، بدون اختلاف ديني أو نفسي أو جنسي . فإن لم يكن التوافق والانسجام كاملاً ، ولم تكن الزوجية متحقّقة بينهما ، فإن القرآن يطلق عليها "امرأة" وليست زوجاً ، كأن يكون اختلاف ديني عقدي أو جنسي بينهما
وسؤال هو : أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لم تنجب ومع ذلك سميت بلقب الزوج ؟ لماذا ؟ في حين أن امرأة نبي الله زكريا عليه السلام كانت عاقراً أطلق عليها القرآن كلمة "امرأة" ، قال تعالى على لسان نبيه زكريا عليه السلام : "وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا" . وعندما أخبره الله تعالى أنه استجاب دعاءه ، وأنه سيرزقه بغلام ، أعاد الكلام عن عقم امرأته ، فكيف تلد وهي عاقر ، قال تعالى : "قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء" وبعدما زال المانع من الحمل ، وأصلحها الله تعالى ، وولدت لزكريا ابنه يحيى عليهما السلام ، فإن القرآن لم يطلق عليها "امرأة" ، وإنما أطلق عليها كلمة "زوج" ، قال تعالى : "وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ" .
والخلاصة أن امرأة زكريا عليه السلام قبل ولادتها يحيى هي "امرأة" زكريا عليه السلام في القرآن ، لكنها بعد ولادتها يحيى هي "زوج" وليست مجرّد امرأته . فلماذا لقبت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالزوج ولم تُلقب بامرأة رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟
وبارك الله فيكم





الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

هذا غير دقيق ، فإن الزوجة يُطلَق عليها زوجة حتى بعد انتهاء الحياة الزوجية بِالموت ، كما قال تعالى : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا) ، وكما قال عزّ وجلّ : (وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ) الآية .
بل قال الله تبارك وتعالى : (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ) ، مع أن هذا في الطلاق !

وقد أثبت الله عزّ وجلّ الزوجية لأمهات المؤمنين ، كما قال تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) ، مع أن الزوجية لم تكن تامة مع سودة رضي الله عنها ، فإنها تنازلت عن ليلتها لِعائشة رضي الله عنها لكي تبقى مِن أمهات المؤمنين .

ولعل القائل إنما قال ذلك باعتبار أن عائشة رضي الله عنها أسقطت من النبي صلى الله عليه وسلم سِقْطًا ، وهذا غير صحيح .

قال ابن القيم رحمه الله : وقيل : إنها أسقطت من النبي صلى الله عليه وسلم سِقْطًا ، ولم يثبت . اهـ .

وهذا المذكور في السؤال قد أشار إليه ابن القيم ، حيث قال رحمه الله :
وَأما الأزْوَاج فَجمع زوج ، وَقد يُقَال زَوْجَة ، وَالأول أفْصح وَبهَا جَاءَ الْقُرْآن . قَالَ تَعَالَى : (يَا آدم اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) .
وَقَالَ تَعَالَى فِي حق زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلام : (وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَه) .
وَمن الثَّانِي : قَول ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا : إِنَّهَا زَوْجَة نَبِيكُم فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة .
وَقد يُجْمَع على زَوْجَات ، وَهَذَا إِنَّمَا هُوَ جمع زَوْجَة ، وَإِلاّ فَجمع زوج أَزوَاج . قَالَ تَعَالَى (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ)
وَقَالَ تَعَالَى : (أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ)
وَقد وَقع فِي الْقُرْآن الإِخْبَار عَن أهل الإِيمَان بِلَفْظ الزَّوْج مُفردا وجمعا كَمَا تقدم
وَقَالَ تَعَالَى : (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)
وَقَالَ تَعَالَى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِك)
والإخبار عَن أهل الشّرك بِلَفْظ الْمَرْأَة
قَالَ تَعَالَى : (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ) إِلَى قَوْله : (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ)
وَقَالَ تَعَالَى : (ضَرَبَ الله مثلا للَّذين كفرُوا امْرَأَة نوح وَامْرَأَة لوط) ، فَلَمَّا كَانَتَا مشركتين أوقع عَلَيْهِمَا اسْم الْمَرْأَة ، وَقَالَ فِي فِرْعَوْن : (وَضرب الله مثلا للَّذين آمنُوا امْرَأَة فِرْعَوْن) ، لَمّا كَانَ هُوَ الْمُشرك وَهِي مُؤمنَة لم يُسَمّهَا زوجا لَهُ
وَقَالَ فِي حق آدم : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)
وَقَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : (إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزوَاجك)
وَقَالَ فِي حق الْمُؤمنِينَ : (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ)
فَقَالَت طَائِفَة مِنْهُم السُّهيْلي وَغَيره : إِنَّمَا لم يقل فِي حق هَؤُلاءِ الأزْوَاج لأَنَّهُنَّ لسن بِأَزْوَاج لرجالهم فِي الآخِرَة ، وَلأَن التَّزْوِيج حلية شَرْعِيَّة ، وَهُوَ مِن أَمر الدّين فَجرّد الْكَافِرَة مِنْهُ ، كَمَا جرد مِنْهَا امْرَأَة نوح وَامْرَأَة لوط
ثمَّ أورد السُّهيْلي على نَفسه قَول زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلام : (وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً)
وَقَوله تَعَالَى عَن إِبْرَاهِيم : (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّة)
وَأجَاب بِأَن ذكر الْمَرْأَة أليق فِي هَذِه الْمَوَاضِع ؛ لأَنَّهُ فِي سِيَاق ذكر الْحمل والولادة فَذكر الْمَرْأَة أولى بِهِ ، لأَن الصّفة الَّتِي هِيَ الأُنُوثَة هِيَ الْمُقْتَضِيَة للْحَمْل والوضع لا من حَيْثُ كَانَت زوجا .
قلت : وَلَو قيل إِن السِّرّ فِي ذكر الْمُؤمنِينَ وَنِسَائِهِمْ بِلَفْظ الأزْوَاج أَن هَذَا اللَّفْظ مشْعر بالمشاكلة والمجانسة والاقتران ، كَمَا هُوَ الْمَفْهُوم من لَفظه ، فَإِن الزَّوْجَيْنِ هما الشيئان المتشابهان المتشاكلان أَو المتساويان ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ)
قَالَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ : أَزوَاجهم أشباههم ونظراؤهم
وَقَالَهُ الإِمَام أَحْمد أَيْضا .
وَمِنْه قَوْله تَعَالَى : (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) ، أَي : قُرِن بَين كل شكل وشكله فِي النَّعيم وَالْعَذَاب
قَالَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ فِي هَذِه الآيَة : الصَّالح مَعَ الصَّالح فِي الْجنَّة ، والفاجر مَعَ الْفَاجِر فِي النَّار .
وَقَالَهُ الْحسن وَقَتَادَة وَالأَكْثَرُونَ ...
وَلا ريب أَن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قطع المشابهة والمشاكلة بَين الْكَافِر وَالْمُؤمن
قَالَ تَعَالَى : (لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ)
وَقَالَ تَعَالَى فِي حق مؤمني أهل الْكتاب وكافرهم : (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أهل الْكتاب) الآيَة. وَقطع الْمُقَارنَة سُبْحَانَهُ بَينهمَا فِي أَحْكَام الدُّنْيَا فَلَا يتوارثان وَلَا يتناكحان وَلَا يتَوَلَّى أَحدهمَا صَاحبه فَكَمَا انْقَطَعت الوصلة بَينهمَا فِي الْمَعْنى انْقَطَعت فِي الِاسْم فأضاف فِيهَا الْمَرْأَة بِلَفْظ الْأُنُوثَة الْمُجَرّد دون لفظ المشاكلة والمشابهة
وَتَأمل هَذَا الْمَعْنى تَجدهُ أَشد مُطَابقَة لألفاظ الْقُرْآن ومعانيه وَلِهَذَا وَقع على الْمسلمَة امْرَأَة الْكَافِر وعَلى الْكَافِرَة امْرَأَة الْمُؤمن لفظ الْمَرْأَة دون الزَّوْجَة تَحْقِيقا لهَذَا الْمَعْنى وَالله أعلم
وَهَذَا أولى من قَول من قَالَ إِنَّمَا سمى صَاحِبَة أبي لَهب امْرَأَته وَلم يقل لَهَا زَوجته لِأَن أنكحة الْكفَّار لَا يثبت لَهَا حكم الصِّحَّة بِخِلَاف أنكحة أهل الإِسْلام فَإِن هَذَا بَاطِل بِإِطْلاقِهِ اسْم الْمَرْأَة على امْرَأَة نوح وَامْرَأَة لوط مَعَ صِحَة ذَلِك النِّكَاح .
وَتَأمل فِي هَذَا الْمَعْنى فِي آيَة الْمَوَارِيث وتعليقه سُبْحَانَهُ التَّوَارُث بِلَفْظ الزَّوْجَة دون الْمَرْأَة كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى : (وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أزواجكم) إِيذَانًا بِأَن هَذَا التَّوَارُث إِنَّمَا وَقع بِالزَّوْجِيَّةِ الْمُقْتَضِيَة للتشاكل والتناسب وَالْمُؤمن وَالْكَافِر لَا تشاكل بَينهمَا وَلَا تناسب فَلَا يَقع بَينهمَا التَّوَارُث
وأسرار مُفْرَدَات الْقُرْآن ومركباته فَوق عقول الْعَالمين .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل ضرب الزوجة في القرآن الكريم يعني المُباعدة والمُفارقة ؟ نسمات الفجر قسم القـرآن وعلـومه 0 07-01-2015 08:16 PM
هل يجوز قول ((بسم الله الكريم الرحمن)) فأنا أخشى أن يعد ذلك من التحريف في القرآن الكريم؟ ناصرة السنة قسم القـرآن وعلـومه 0 06-10-2012 01:32 AM
عند تعلم تفسير القرآن الكريم هل يكفي تعلم كلمات ومعاني القرآن بهامش القرآن ؟ راجية العفو قسم القـرآن وعلـومه 0 03-10-2012 04:36 PM
ما هي المدة التي لا يجوز لنا فيها أن نهجر القرآن الكريم ؟؟ وما هي عقوبة من يهجر القرآن ؟ ناصرة السنة قسم القـرآن وعلـومه 0 03-04-2010 01:50 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 02:48 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى