العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام العقيـدة والتوحيـد قسـم العقـيدة والـتوحيد
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم العقـيدة والـتوحيد
افتراضي كيف أعرف أني من الطائفة المسلمة التي ستدخل الجنة ، ومَن هي الطوائف التي ستدخل الجنة ؟
قديم بتاريخ : 18-09-2016 الساعة : 06:23 PM

شيخي العزيز : من هي الطائفة المسيحية التي تدخل الجنة وكذلك اليهودية حسب نص حديث تنقسم أمتي .

وأيضا كيف أعرف أني من الطائفة المسلمة التي ستدخل الجنة فقط
وعندما يقال أنت وهابي وإلا سلفي وإلا شافعي وإلا أهل سنة وجماعة أنا عارف أن التسميات هذي نفس المنهج ؟ بس هذا التقسيم صحيح ؟

الجواب :

الذين يدخلون الجنة هُم مَن اتّبعوا أنبياءهم ولم يُغيِّروا ولم يُبدِّلوا ، وآمَنوا بالأنبياء جميعا ، ولم يُفرّقوا بين أحد منهم ، كما قال الله عزَ وَجَل : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا) .
ولَمّا أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم عن الفِرقة الناجِية قال : ما أنا عليه وأصحابي .
فهؤلاء هم أتباع الأنبياء عليهم السلام .

وأما أهل التحريف والتبديل والتغيير والابتداع ، فإنهم لا يدخلون في وصْف الفرقة الناجية ؛ لأن ما عليه نَبِيّنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه هو الدِّين الواضح الذي لم يدخله تغيير ولا تحريف ولا تبديل ، ولم تُلوّثه الفلسلفات ، والأفهام السقيمة ، والتأويلات الباطلة ، والأقوال الْمُحْدَثَة . ولذلك فإنه لا يُعرَف في الصحابة رضيَ اللّهُ عنهم مُبْتَدِع .

وكُلّ مَن كان صادِقا في اتِّبَاع نَبِيّ مِن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، فإن اتِّبَاعه الصادِق سيقوده إلى الإيمان بِكُلّ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
فاليهودي الذي يُؤمِن بِموسَى عليه الصلاة والسلام حقًّا ، سيُؤمِن بِعيسى عليه الصلاة والسلام ، ثم يُؤمِن بِمحمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه يَجِد ذلك كلّه في كِتابه .

وكذلك مَن آمَن بِعيسى عليه الصلاة والسلام حقًّا ، فإن ذلك سيَحمِله على الإيمان بِمحمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه يَجِد ذلك كلّه في كِتابه .
ومِصْدَاق ذلك في كتاب الله عزَّ وَجَلّ : (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) .
وقال عزَّ وَجَلّ على لسان عيسى عليه الصلاة والسلام : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) .

وأهل الكتاب ( اليهود والنصارى ) ما تفرّقوا إلاّ مِن بعد ما جاءتهم البينة .
قال القرطبي في تفسيره : قَوْلُهُ تَعَالَى : (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) أَيْ : مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى . وخَصَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بِالتَّفْرِيقِ دُونَ غَيْرِهِمْ ، وَإِنْ كَانُوا مَجْمُوعِينَ مَعَ الْكَافِرِينَ ، لأَنَّهُمْ مَظْنُونٌ بِهِمْ عِلْمٌ ، فَإِذَا تَفَرَّقُوا كَانَ غَيْرُهُمْ مِمَّنْ لا كِتَابَ لَهُ أَدْخَلُ فِي هَذَا الْوَصْفِ . (إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) أَيْ : أَتَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ الْوَاضِحَةُ . وَالْمَعْنِيُّ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ : الْقُرْآنُ مُوَافِقًا لِمَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنَ الْكِتَابِ بِنَعْتِهِ وَصِفَتِهِ . وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ عَلَى نُبُوَّتِهِ ، فَلَمَّا بُعِثَ جَحَدُوا نُبُوَّتَهُ وَتَفَرَّقُوا ؛ فَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ بَغْيًا وَحَسَدًا ، وَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ). اهـ .

واليهود الذين عاصَروا نَبِينا صلى الله عليه وسلم يَعلمون أنه رسول الله حقًّا ، لكنهم كانوا يَظنّون أنه سيكون منهم ، فلَمّا لم يكن منهم حَسَدُوه ! كما قال الله عزَّ وَجَلّ : (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) .
والنصارى يَعْلَمون أنه رَسول الله حقًّا ، ولذلك آمَن به مَن آمَن ، وصَدَّقه مَن لم يُؤمِن به أيضا ، كما كان مِن هرقل وغيره .

وأما مَن خالفوا أنبياءهم ، فأشْرَكوا وغيّروا وبَدَّلُوا ، فإنهم كُفّار ، وهُم في النار .
فاليهود زَعَمْت أن عُزيرًا ابن الله ، والنصارى زَعَمْت أن عيسى ابن مريم ابن الله .. تعالى الله عما يقولون. وجَعَلُوا أحبارهم ورُهبانهم أرْبَابًا مِن دُون الله تعالى .
كما أخبر الله عنهم بِقَولِه : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) .

وكذلك مَن سَمِع بِنبينا صلى الله عليه وسلم ولم يُؤمِن به ، فهو مِن أهل النار ، كما قال عليه الصلاة والسلام : والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرْسِلْتُ به إلاَّ كان من أصحاب النار . رواه مسلم .
ويُستثنى مِن ذلك مَن لم تبلغه دعوة الإسلام ، مثل : سُكّان الْجُزُر النائية ، ونحوهم .

وأما الانتساب إلى المذاهب ، فإنه لا يُراد به خِلاف السنة ، وإنما هو انتساب إلى مذهب إمام مُتّبَع في التفقه على طريقته وأصول مَذْهَبه .
وأما مَن يتعصّب في الانتساب إلى مذهب مُعيَّن ، فهو مذموم ، والتعصُّب يَحِمل صاحبه على ترك شيء من السنة ، والأخذ بِخلاف ما جاءت به السنة في بعض الأحوال ، وهو خِلاف ما أوصَى به الأئمة أصحاب المذاهب .

وأصحاب المذاهب المتبوعة ، كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل ، هُم مِن أئمة أهل السنة والجماعة .
وكذلك مَن جاء مِن بَعدهم ولم يُغيِّر ولم يُبدِّل مِن العلماء ، هم مِن أهل السنة والجماعة ، مثل : ابن تيمية وابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب ومَن سار على نهجهم ، هُم مِن أئمة أهل السنة والجماعة .
ولا يوجد أحَدٌ ينتسب إليهم دُون النسبة إلى السنة والجماعة ، فلا تجد أحدا يقول : أنا وهّابي ، وإنما هذه نِسبَة ألصقها أعداء السنة بأتْبَاع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، لِـيُنفِّروا الناس مِن اتِّبَاع الـسُّـنَّة .
بينما أصحاب الملل والنِّحَل والمنتسبين للطوائف البِدْعِيّة تَجِدهم ينتسِبون إليها ، مثل : الانتساب إلى فِرَق الصوفية ، ومثل المنتسبين إلى الرافضة ، والمنتسبين إلى الخوارج ، والمنتسبين إلى الْمُعْتَزِلَة ، وغيرها .. تَجِد أنهم ينتسِبون إليها ، بل ويُتعَصّبون لها !

وأما أهل السُّـنَّة فليس لهم نِسبَة إلاّ إلى السُّـنَّة .
سأل رجل الإمامَ مالك : مَن أهل السنة يا أبا عبد الله ؟ فقال : الذين ليس لهم لَقب يُعرَفون به ، لا جهمي ولا رافضي ولا قدري .
وقال مُطرِّف : سمعت مالِكا إذا ذُكر عنده فلان مِن أهل الزيغ والأهواء يقول : قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى : سَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ووُلاة الأمر بعده سُننا الأخذ بها إتّباع لكتاب الله ، واستكمال لِطاعة الله ، وقُوّة على دِين الله ، ليس لأحدٍ بعد هؤلاء تبديلها ولا النظر في شيء خالَفَها .
مَن اهتدى بها استنصر ، ومَن انتصر بها فهو منصور ، ومَن تركها اتبع غير سبيل المؤمنين وولاّه الله ما تَوَلَّى وأصلاه جهنم وساءت مصيرا .
وكان مالك إذا حدَّث بهذا ارتجّ سرورا ! (ترتيب المدارِك) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : الْمُتَمَسِّكُونَ بِالإِسْلامِ الْمَحْضِ الْخَالِصِ عَنْ الشَّوْبِ : هُمْ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ . اهـ .

قال ابنُ القيمِ في ذِكْرِ علاماتِ أهْلِ السّنّةِ :
* وَمِنْهَا : أنّهُم لا يَنْتَسِبُونَ إِلَى مَقَالَةٍ مُعَيَّنَةٍ وَلا إلى شَخْصٍ مُعَيَّنٍ غَيْرِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم ، فَلَيْسَ لَهُم لَقَبٌ يُعْرَفُون بِه ، وَلا نِسْبَةٌ يَنْتَسِبُونَ إلَيْها إذا انْتَسَبَ سِوَاهُم إلى الْمَقَالاتِ الْمُحْدَثَةِ وَأَرْبَابِهَا ، كَمَا قَالَ بَعْضُ أَئِمَّةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَقَدْ سُئِلَ عَنْهَا فَقَال : السُّنَّةُ مَا لا اسْمَ لَهُ سِوَى السُّنَّةِ ...
*ومِنْهَا : أنّ أَهْلَ السُّنَّةِ يَعْرِفُونَ الْحَقَّ ، وَيَرْحَمُونَ الْخَلْقَ ، فَلَهُمْ نَصِيبٌ وَافِرٌ مِنَ الْعِلْمِ وَالرَّحْمَةِ ، وَرَبُّهُمْ تَعَالَى وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ..
* وَمِنْهَا : أنّ أَهْلَ السُّنَّة إِنَّمَا يُوَالُونَ وَيُعَادُونَ عَلَى سُنَّةِ نَبِيِّهِم صلى الله عليه وسلم وَأَهْلَ الْبِدَعِ يُوَالُونَ وَيُعَادُونَ عَلَى أَقْوَالٍ ابْتَدَعُوهَا .
*وَمِنْهَا : أنّ أَهْلَ السُّنَّةِ لَمْ يُؤَصِّلُوا أُصُولاً حَكَّمُوهَا وَحَاكَمُوا خُصُومَهُمْ إلَيْهَا ، وَحَكَمُوا عَلَى مَن خَالَفَهَا بِالْفِسْقِ وَالتَّكْفِير ، بَل عِنْدَهُمُ الأُصُولُ : كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا كَانَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ .
*وَمِنْهَا : أنّ أهْلَ السُّنَّة إذا قِيل لَهُم : قَال اللَّهُ وَقَال رَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم ، وَقَفَتْ قُلُوبُهُمْ عِنْد ذَلِك ، وَلَم تَعْدُهُ إِلَى أَحَدٍ سِوَاه ، وَلَمْ تَلْتَفِتْ إلى مَاذا قال فُلانٌ وَفُلانٌ ، وَأَهْلَ الْبِدَعِ بِخِلافِ ذَلِكَ ...
*وَمِنْهَا : أن أَهْل السُّنَّةِ إِذَا صَحَّتْ لَهُمُ السُّنَّةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَتَوَقَّفُوا عَنِ الْعَمَلِ بِهَا وَاعْتِقَادِ مُوجِبِهَا عَلَى أَنْ يُوَافِقَهَا مُوَافِقٌ ، بَلْ يُبَادِرُونَ إِلَى الْعَمَلِ بِهَا مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إِلَى مَن وَافَقَهَا أَو خَالَفَهَا ... بَلِ الْوَاجِبُ عَلَى مَن بَلَغَتْه السُّنَّةُ الصَّحِيحَةُ أن يَقْبَلَهَا ، وَأن يُعَامِلَهَا بِمَا كَانَ يُعَامِلُهَا بِه الصَّحَابَةُ حِينَ يَسْمَعُونَهَا مِن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .
(مختصر الصواعق المرسلة)

وأهل السُّنّة يُعظِّمون النصوصَ ، ويَقِفُون مَعها ؛ فالنّصوصُ عندَهُم تَحكُمُ على العقولِ ، وليستِ العقولُ هي التي تُحكَّمُ في النصوصِ .
قال الإمامُ الأَوْزَاعِيُّ رحمه اللهُ : اصْبِرْ نَفْسَكَ عَلَى السُّنَّةِ ، وَقِفْ حَيْثُ وَقَفَ الْقَوْمُ ، وَقُلْ فِيمَا قَالُوا ، وَكُفْ عَمَّا كَفُّوا ، وَاسْلُكْ سَبِيلَ سَلَفِكَ الصَّالِح ، فَإِنَّهُ يَسَعكَ مَا يَسَعَهُم . رواه الْهَرَوِيُّ في " ذمِّ الكلامِ وأهلِه " .

ومِن علاماتِ أهلِ السنةِ :
أنّها لا تَتَجَارَى بِهم الأهواءُ .
وأنّهم مُستَمسِكون بالسُّنّةِ قَوْلاً وعَمَلاً .
ولَدَيْنا مِيزَانٌ دَقِيقٌ في صِدْقِ هذه الدّعْوى ، وهي ما جاء في حديثِ الافتِراقِ .
قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ستَفْتَرِق أُمّتِي على ثلاثٍ وسَبْعين مِلّةً ، كُلُّهم في النارِ إلاَّ مِلّةً واحِدة . قالوا : ومَن هي يا رسولُ الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي . رواه الترمذي . وقال الألباني : حسن .
وفي الحديثِ الآخَرِ : كُلُّهَا فِي النَّارِ إلاّ وَاحِدَةً وَهِي : الْجَمَاعَةُ . رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وَصحّحه الألباني والأرنؤوط .

ولذلك : لا يُعرَفُ وصْفُ الْجَمَاعَةِ إلاّ لأهْلِ السّنّةِ ، فإنَّهم يُقَالُ لهم : أهلُ السّنّةِ والجماعةِ ؛ لأنَّ الاجتماعَ على السّنّةِ ، وفي البِدَعِ اختلافٌ وافتراقٌ .

واتِّبَاعُ هَدْيِ السلفِ يَقتَضِي التَّمَسّكَ بِالسُّنّةِ ، وليست مُجرّد دعوى .
قال الإمامُ الزهريُّ : كان مَن مَضى مِن عُلمائِنا يقولون : الاعتصامُ بِالسُّنَّةِ نَجَاةٌ .
وقال الإمامُ مالكٌ : مَثَلُ السُّنَّةِ مَثَلُ سَفِينةِ نُوحٍ ؛ مَن رَكِبها نَجا ، ومَن تَخَلّفَ عنها غَرِقَ .
فالفِرقةُ الناجيةُ هي مَن تتمسّكُ بما كان عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، وما كانَ الصحابةُ رضي اللهُ عنهم ، بِنصِّ هذا الحديثِ : " ما أنا عليه وأصحابِي " .

ومع اعتِرافِ أهلِ السُّنّةِ بِفَضْلِ الصحابةِ رضي الله عنهم ، ومعرفتِهم لِقَدْرِ ومكانَةِ الخلفاءِ الأربَعَةِ رضي الله عنه ، إلاّ أنَّ أهْلَ السُّنّةِ لم ينتسِبوا إلى أحدِ الصحابةِ رضي الله عنهم ، بل انتسبُوا إلى السُّنّةِ ؛ لأنَّها سُنّةُ المعصومِ ، الذي لا ينطقُ عنِ الهوى ï·؛ .

أما غيرُ أهْلِ السنةِ ؛ فانتسبوا إلى أفعالٍ وإلى رِجالٍ !
الانتسابُ إلى الأفعال : الخروج – الاعتزال – الرّفْض - التّصوّفُ ...
الانتسابُ إلى الرِّجالِ : الأشعريّ – ابن كلاّب – ابن كَرّام – ابن إباض ...

قال أبو عبد الله الْحُمَيْدِيّ :
كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَوْلِي ... وَمَا صَحَّتْ بِهِ الآثَارُ دِيْنِي
وَمَا اتَّفَقَ الجَمِيْعُ عَلَيْهِ بَدْءًا ... وَعَوْدًا فَهُوَ عَنْ حَقٍّ مُبِيْنِ
فَدَعْ مَا صَدَّ عَنْ هذِي وَخُذْهَا ... تَكُنْ مِنْهَا عَلَى عَيْنِ اليَقِيْنِ
(سِيَر أعلام النبلاء، للذهبي)

تنبيه : لا يُقال " مسيحي " ، وإنما يُقال : نصراني . هذه التسمية التي جاءت في القرآن وفي السُّنّة ، وفي كلام أهل العِلم .

وسبق :
كيف نَرُدّ على مَن يقول : إنه يَحِقّ لكلِّ أحد أن يَفهَم النُّصوص دون التقيّد بِفَهم السَّلف ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8895

ما حكم مَن كان على مذهب وعمل شيء من مذهب آخر ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7323

أنا طالِب عِلم فهل آخذ بالقول الرَّاجِح حتى لو كان خلاف مذهبي أم ألتزِم بالمذهب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11043

ما الرد على شبهة تقول (الفقه الإسلامي بحاجة إلى تجديد لأحكامه التي تعفَّنت) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1924

هل اتّبع المذهب المالكي أم اتّبع ما يَقوله الشيخ ابن باز ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=963

يقول أنَّ التسمِّي بالسَّلَفيِّة بِدْعة .. فكيف يُردّ عليه ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8188

كيف نعرف أن مذهب أهل السنة هو المذهب الحق ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16538

حديث افتراق الأمة على (73) فرقة . كيف نعرف الفرقة الناجية ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1838

هل كل النصارى كفار ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=155

هل النصراني يُخلَّد في النَّار ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11044

يَهُود يَشهدون بِنُبُوّة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6723

وللفائدة :
كلمات وألفاظ في الميزان ...
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4455

والله تعالى أعلم .

ربيع الآخر 1433 هـ


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حكم التسمى بالاسماء التى فيها نسب للجنة كـ"زعفران الجنة وغيرها" ناصرة السنة قسـم الأنترنـت 0 22-03-2010 02:48 PM
يا شيخنا الفاضل إعطائي الأعمال التي يمكنني بها أضمن الجنة إن شاء الله راجية العفو قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس 0 28-02-2010 12:01 AM
ما صحة حديث المرأة التى مات أبوها ولم تره فأدخلته الجنة ؟ ناصرة السنة قسـم السنـة النبويـة 0 20-02-2010 05:10 PM
المرأة التي لاتحب زوجها في الدنيا ودخلا الجنة هل تكون لزوجها في الجنة عبق قسـم الفقه العـام 0 13-02-2010 05:08 PM
هل المرأة التى لم تتزوج فى الدنيا لا تتزوج فى الآخرة أي فى الجنة ؟ عبق إرشـاد المـرأة 0 12-02-2010 12:12 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 11:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى