ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.62 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم العقـيدة والـتوحيد
افتراضي كيف نَرُدّ على الروافض الذين يقولون إن الخلفاء الثلاثة ارتدوا ولا يشملهم مدح الله للصحابة؟
قديم بتاريخ : 20-11-2012 الساعة : 08:33 PM


السؤال
السلام عليكم شيخنا الفاضل
شيخي الفاضل عبد الرحمن السحيم
من الروافض من يقول أن الآيات التي نزلت في مدح الصحابة وأن الله رضي عنهم يقول قد نزلت فيهم ثم ارتدوا بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم .وأهل السنة والجماعة يُقرُّون بأن مِن الصحابة مَن ارتد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فإذاً هؤلاء الذين تُقِرُّون أنهم ارتدوا هم مَن نزلت عليهم آيات المدح وأن الله رضي عنهم فإذًا يدخل ضمنهم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فإذًا لا يأخذون بالآيات التي فيها مدح للصحابة لأنهم ارتدوا بعد ذلك حسب علمي
فكيف نرد عليهم ؟




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أقوال الرافضة ساقِطة ؛ لأن الرفض إنما نَشَأ بعد انقضاء قَرْن الصحابة ، وشهادة الرافضة مردودة!
وأما زعمهم رِدّة الصحابة فهذا باطِل ؛ لأن مَن ارتدّ مِن الصحابة لم يُتْرَك ، بل إما أن يُقتَل وإما أن يُراجِع دينه ويتوب ، وهذا ما فعله أبو بكر رضي الله عنه حينما حارَب الْمُرتدّين ، وعُرِفت تلك الحروب في " التاريخ " باسم حُروب الرِّدّة .

ومَن زَعَم أن الصحابة ارتدّوا – خاصة الخلفاء الثلاثة – فليبحث له عن قرآن آخر غير القرآن الذي جَمَعه الخلفاء الثلاثة !
وقد قال جَمْع غفير مِن علماء الرافضة ، بل هو السواد الأعظم منهم – إن القرآن مُحرَّف ! وهؤلاء اطّردوا مع أنفسهم ، في حين قال عدد قليل بِعدم التحريف ، ولعلهم قالوه تَقِيَّة !

والمسلم يَلْزَمه القول بإمامة الخلفاء الذين جَمَعوا القرآن ، وهم أبو بكر وعمر وعثمان ، حيث جَمعه عثمان الْجَمْع الأخير ؛ فقد جَمَع الناس على مُحصف واحد ، وهو الذي يُعْرَف إلى اليوم ب " المصحف العثماني " ويُعْرَف رَسْمه وطريقة كتابته ب " الرّسْم العثماني " نسبة إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وهو زوج ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم .

فَمن أقَرّ بالقرآن وآمَن به ، وأنه مِن عند الله ، وأنه كِتاب (عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) ، وأن الله قد تكفَّل بِحِفظِه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ، فإنه يَعلَم عِلْم يقين أن هذا المصحف هو الذي جَمَعه الصحابة .
أما مَن ردّ خلافة وإمامة وعدالة وأمانة وصِدق الخلفاء الثلاثة فقد ردّ هذا القرآن ؛ إذ كيف يَقْبَل بِقُرْآن قد جمعه أناس غير أمناء ، بل ومُرْتَدّون ؟! ( حسب زعمهم ) !

وكيف تَقْبَل الأمة جمعاء – بما فيهم آل البيت – بِخلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ؟ ثم تُزْعَم رِدّتهم ؟!
ونحن نعلم أن عليًّا رضي الله عنه قد بايَع الخلفاء الثلاثة ، وقد قَبِل عليّ رضي الله عنه أحكام أبي بَكر وأجْرَاها على نَفسه ، فإن أم محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما مِن سَبي بني حنيفة، وهي : خولة بنت جعفر بن قيس ، مِن بني حنيفة ، سَبَاها خالد أيام الصِّدِّيق أيام الرِّدة مِن بني حنيفة ، ولذا يُقال له : محمد ابن الحنفية .
فلو كان عَلِيًّا رضي الله عنه لا يَرى خلافة أبي بكر أكان يأخذ سَبيّة مِن سَبايا حَرب سيّرها وأمَر بها الصدِّيق رضي الله عنه ؟!

ومَن قال بِردّة الخلفاء الثلاثة ( أبي بكر وعمر وعثمان ) فقد أساء إلى آل البيت قبل غيرهم !
قال الإمام جعفر لصادق : أوْلَدَنِي أبو بكر مرتين .
وسبب قوله : أوْلَدَنِي أبو بكر مرتين ، أن أمَّه هي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وجدته هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر .
فهو يفتخر في جّدِّه ثم يأتي مَن يَدَّعي اتِّباعه ويلعن جدَّ إمامه ! إن هذا لشيء عُجاب !

قال جعفر الصادق لسالم بن أبي حفصة وقد سأله عن أبي بكر وعمر ، فقال : يا سالم تَولَّهُما ، وابْرأ مِن عدوهما ، فإنهما كانا إمامي هُدى ، ثم قال جعفر : يا سالم أيسُبُّ الرجل جَدّه ؟ أبو بكر جدي ، لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبْرأ مِن عدوهما .

ومَن قال بِردّة الخلفاء الثلاثة ( أبي بكر وعمر وعثمان ) فقد خَالَف آل البيت .

جاء رجل فسأل زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ رضي الله عنهم : كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأشار بيده إلى القبر ثم قال : لمنْزِلتهما مِنه الساعة .
قال ابن حجر في " الإصابة " : وأخرج البغوي بِسَنَدٍ جَيِّد عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال : وَلِينا أبو بكر فَخَير خليفة ؛ أرحم بنا ، وأحْنَاهُ علينا .

بل إن القول بِرِدّة الصحابة رضي الله عنهم إزراء بالإسلام وبِنَبِيّ الإسلام .
بل هو طَعْن في ذات الله عَزّ وَجَلّ ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
فإن مِن لازِم ذلك القول أن يُقال : هؤلاء مَدَحهم الله وأثنى عليهم ، هل ( بدَا ) لله عَزّ وَجَلّ خِلاف ما قال فيهم ؟!
( عقيدة البَداء عقيدة رافضية تلقّوها مِن اليهود ، وفيها نِسبة الجهل إلى الله )

هل أثنى الله عَزّ وَجَلّ على أصحاب نبيِّه صلى الله عليه وسلم مع عِلمِه عَزّ وَجَلّ السابق أنهم سوف يرتدّون ؟
وقد يقول قائل : لماذا لا يكون فيهم عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ؟ ( حسب زعْم الرافضي ) أنهم ارتدّوا .
لأنه قد يأتي ناصِبيّ ( غير سُنِّي ) ويقول : إن عليًّا رضي الله عنه ممن ارْتَدّ .
فالجواب الذي يُجاب به عن عليّ رضي الله عنه يُجاب به عن سائر الصحابة ، خاصة الخلفاء الثلاثة الذين سَبَقوا عليًّا رضي الله عنه في الخلافة .

ويُذَكّرني هذا القول بِما رُوي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله .
فقد كان عمر بن عبد العزيز يختلف إلى عبيد الله بن عبد الله يَسْمَع منه العِلم ، فبلغ عبيد الله أن عُمر ينتقص عَلِيا ، فأقبل عليه فقال :
متى بلغك أن الله تعالى سَخِط على أهل بَدْر بعد أن رَضي عنهم ؟
فعرف ما أراد ، فقال : مَعْذِرَة إلى الله وإليك ، لا أعُود . فما سُمِع عُمر بعدها ذاكِرًا عَلِيًّا رضي الله عنه إلاَّ بخير .

فإلى مَن يَقع في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو يتنقّص أحدا منهم : متى بلغك أن الله تعالى سخِط على أصحاب نبيِّه صلى الله عليه وسلم بعد أن رضي عنهم ؟

أما مَن كان في قلبه حِقد وبغضاء لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فهذا حُكمه أنه كافِر بِنصّ القرآن .
قال تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) .

قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله : من أصبح وفي قلبه غيظ على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية .
وقال القرطبي رحمه الله : لقد أحسن مَالِكٌ في مقالته ، وأصاب في تأويله ، فمن نقص واحدًا منهم أو طعن عليه في روايته فقد ردّ على الله رب العالمين ، وأبطل شرائع المسلمين . اه .

أتدري لِماذا يطعن الرافضة في الصحابة ؟

يُجيبك إمام دار الهجرة - الإمام مالك بن أنس - قبل أكثر من ألف سنة بقوله عن الرافضة :
قومٌ أرادوا الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يُمكنهم ذلك ، فطعنوا في الصحابة ، ليقول القائل : رَجُل سُوء كان له أصحاب سُوء ، ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صَالِحِين .

ويُجيبك أبو زرعة الرازي قبل أكثر من ألف سنة بقوله :
إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعْلم أنه زِنديق ، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق ، وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة . اه .

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن الصحابة رضي الله عنهم : فإن القدح في خير القرون الذين صحِبُوا الرسول صلى الله عليه وسلم قَدْحٌ في الرسول عليه الصلاة والسلام ... فهؤلاء الذين نَقَلُوا القرآن والإسلام وشرائع النبي صلى الله عليه وسلم . اه .


والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد



إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما صحة قصة الدعاة الثلاثة الذين مروا على عبدة النار فسألهم الكاهن حتى أسلم ؟ نسمات الفجر إرشـاد القـصــص 0 13-09-2012 01:30 AM
ما حكم العمل مع مجموعة مع الشباب الذين يقومون بنشر الدعوة الإسلامية مع عدم رضا الوالدين ؟ راجية العفو قسم الأسرة المسلمة 0 18-03-2010 12:03 AM
هل مَن انتكس عن الحق ينطبق عليه قوله تعالى (إن الذين ارتدوا على أدبارهم ) ؟ محب السلف إرشـاد الشـبـاب 0 13-03-2010 10:01 PM
عند احتضار الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم عبق قسـم السنـة النبويـة 0 21-02-2010 08:48 PM
هل يجوز تشبيه الروافض بما شبه الله به اليهود والنصارى؟ ناصرة السنة قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 16-02-2010 07:09 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:56 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى