| 
	 | 
 
		
				
						
			
				عضو مميز 
				
				
 |  
|
  
| 
 |  
| 
 |  
الدولة : في أرض  الله الواسعة
 
  |  
| 
 |  
| 
 |  
| 
      
 |  
| 
 |  
				
		
   
					 
 
			
			
			
			
  
 
 | 
	
	
		
		
		
المنتدى : 
إرشـاد الأدعـيــة
 
هل من التعدّي في الدعاء قول : اللهم اجعلني معصوما ؟ 
			
			 
			
				بتاريخ : 05-03-2010 الساعة : 06:11 PM
			
			
			
		
		
 
بسم الله الرحمن الرحيم 
إلى الشيخ الكريم عبدالرحمن السحيم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  
أسأل الله لي ولك التوفيق والسداد  
وأسأله سبحانه في هذه الساعة - ساعة السحر - أن يوفقني وإياك للإخلاص في القول والعمل  
سؤالي يا شيخنا الكريم هو : 
كنت أقرأ في تفسير قوله تعالى : (ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين ) الأعراف :55 
فعلمت أن من فوائدها : تحريم الإعتداء في الدعاء ؛ 
ووجدت في بعض الكتب أن من صور التعدي في الدعاء : طلب ما لا يمكن قدراً أو شرعاً  
ومن أمثلة ذلك الدعاء بالعصمة ؛ كأن يقول الداعي : اللهم اجعلني معصوماً ، أو : اللهم اعصمني من الزلل .  
مع أن العصمة لا تكون لغير الأنبياء . 
فهل هذا فعلاً من التعدي المذموم ؟ وهل الدعاء الذي نسمعه كثيراً من الأئمة وغيرهم : واجعل تفرقنا تفرقاً معصوماً جائزٌ شرعاً ؟ 
وفقك الله لما يحبه ويرضاه .  
الجواب : 
 
  عليكم السلام ورحمة الله وبركاته  
آمين آمين آمين  
ولك بمثل ما دعوت 
 
هذا الدعاء ليس مِن التعدّي في الدعاء إلاّ إن أراد مثل عِصْمة الأنبياء . 
  
ألاَ تَرَى – حفظك الله – أن المُصلي إذا خرج من المسجد قال : اللهم اعصِمْني مِن الشيطان الرجيم . كما عند  النسائي في "الكبرى" وابن ماجه . 
 
وهو لا يُريد العصمة الكاملة أو المُطلقة أو عِصمة كعصمة الأنبياء ، إنما يسأل الله أن يُعصم مِن الزّلل . 
 
فإذا قال القائل : اللهم اعصمني من الشيطان أو قال في مجلس : اللهم اجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما 
فالذي يظهر أن المقصود بالعصمة هو الحفظ . 
 
ومنه الدعاء المعروف : اللهم أصلح لي ديني الذي هو عِصْمة أمْري . رواه مسلم . 
ومنه قوله عليه الصلاة والسلام : مَن حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصِم مِن الدجال . رواه مسلم .   
 
 ولا شك أن الاعتداء في الدعاء مَنْهِيّ عنه ، وله صُور ، منها :    
 
1 - التكلف والمبالغة في رفع الصوت ، وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأصحابه : يا أيّهـا الناسُ ، ارْبَعوا على أنفُسكم ، فإنكم لا تَـدْعونَ أصـمَّ ولا غائباً ، إنهُ معكم إنهُ سميعُ قَريب ، تَبارَكَ اسمـهُ ، وتَعالى جَـدُّه  . متفق عليه . 
قال ابن مفلح : يُكره رفـع الصوت بالدعـاء مطلقـاً . قال المروذي : سمعت أبا عبد الله يقول : ينبغي أن يُسرَّ دعائه لقوله تعالى : ( وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا ) [الإسراء:110] قال في المستوعب : يُكره رفع الصوت بالدعاء ، وينبغي أن يُخفي ذلك لأن الله تعالى قال : ( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ) [الأعراف:55] فَأَمَـرَ بذلك  .  
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : والسُّـنّة في الدّعاء كلِّه المخافـتة ، إلاّ أن يكون هناك سبب يُشرع له الجهر . اهـ . 
 
1 – ذكر التفاصيل في الدعاء ، ولذا لما سمع سعد بن أبي وقاص ابناً لـه يُصلي فكـأن يقول في دعـائه : اللهم إني أسألك الجنة ، وأسألك من نعيمها ، وبـهجتها ، ومن كذا ، ومن كذا ، ومن كذا ومن كذا ، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالـها ، ومن كذا ، ومن كذا . قال : فسكت عنه سعد ، فلما صلى قال لـه سعد : تعوّذت من شر عظيم ، وسألت نعيماً عظيماً – أو قال : طويلاً ، شعبة شك – قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء ، وقرأ : ( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) [ الأعراف : 55 ] قال شعبة : لا أدري قوله : ( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَة) هذا من قول سعد أو قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم . وقال لـه سعد : قل : اللهم أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل  . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه وغيرهم . 
لما سمع عبد اللّهِ بْن مُغَفّلٍ ابْنَهُ يَقُول : اللّهُمّ إِنّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنّةِ إِذَا دَخَلْتُهَـا . فَقَالَ : أَيْ بُنَيّ سَلِ اللّهَ الْجَنّةَ ، وَعُـذْ بِهِ مِنَ النّارِ ، فَإِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يَقُول : سَيَكُونُ قوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدّعَاءِ . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه وغيرهم . 
 
3 – تكلف السجع ، حتى ينصرف الذهن إلى تركيب الكلمات 
أخرج البخاري عنِ ابن عباسٍ – رضي الله عنهما – أنه قال : فانظر السجعَ من الدعـاء فاجتنِبْه ، فإِني عهدتُ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابَـهُ لا يفعلون إلا ذلك . يعني لا يفعلون إلا ذلك الاجتِناب  .  
أي أنهم يجتنبون السجع في الدعاء . 
وأخرج الإمام أحمد عن عائشة – رضي الله عنها – أنـها قالت لابن أبي السائب : واجتنب السجع في الدعاء ، فإني عهدت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه يكرهون ذلك  
وفي رواية ابن أبي شيبة قالت : اجتنب السجع في الدعاء ، فإني عهدت رسـول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابـه وهم لا يفعلون ذلك . 
 
قال  شيخ الإسلام ابن تيميّة : قال بعض السلف : إذا جاء الإعراب ذهب الخشوع  وهذا كما يَكره تكلف السجع في الدعاء ، فإذا وقع بغير تكلف فلا بأس به ،  فإن أصل الدعاء مِن القَلب ، واللسان تابِع للقَلب ، ومَن جَعل هِمَّته في  الدعاء تقويم لسانه أضعف تَوَجّه قلبه ، ولهذا يدعو المضطر بِقَلْبه دُعاء  يُفْتَح عليه لا يَحضره قبل ذلك ، وهذا أمْر يجده كل مؤمن في قَلبه . اهـ .   
ومن صور الاعتداء في الدعاء : 
4 - دعاء اللهِ سبحانه بغير الأسماء الثابتة في الكتاب والسُّنة  
قال سبحانه وتعالى : (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) [ الأعراف : 180 ] . 
قال الشوكاني : والإلحادُ في أسمائه سبحانه يكون على ثلاثة أوجُـه : 
1 - إما بالتغيير ؛ كما فعله المشركون ، فإنـهم أخذوا اسم اللات من الله ، والعُـزّى من العزيز ، ومناة من المنان .  
2 - أو بالزيادة عليها ؛ بأن يخترعوا أسماء من عندِهم لم يأذنِ الله بـها . 
3 - أو بالنقصان منها ؛ بأن يدعوه ببعضها دون بعض . 
 
فهذه صور الاعتداء في الدعاء ، ويلحق بها أن يسأل الإنسان ما ليس له . 
 
أو يسأل ما لا يُمكن وقوعه أو تحققه بالنسبة له . 
 
ولذلك : ذَكَر العلماء أن مِن الدعاء ما يَكون كُفرا ، كما ذَكَره القرافي رحمه الله . 
 
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله : الدعاء ليس كلّه جائزا ، بل فيه عدوان مُحَرَّم ، والمشروع لا عدوان فيه ، وأن العدوان يكون تارة في كثرة الألفاظ ، وتارة في المعاني . اهـ . 
 
وسبق : 
 ندعو على مَن ظَلَمنا ، ولكن لا نرى أثرا لِدعائنا 
  https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13692 
 
  هل يجوز الترحّم على من توفي واختلف حول اعتناقه للإسلام أو عدم اعتناقه ؟ 
  https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4635 
 
 ما الرد على مَن يقول إنه لا ولاء ولا براء في الكرة ، ويستشهد بمشاهدة عائشة للعب الأحباش؟ 
  http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14361 
 
 
والله تعالى أعلم . 
  
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم 
 
  
 
		
 |  | 
		
		
		
                
		
		
	
	
 | 
 
 
 | 
		
 |   
 |