العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقـسام الفـقـه الإسـلامي قسـم الفقه العـام
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

عبق
عضو مميز
رقم العضوية : 8
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في أرض الله الواسعة
المشاركات : 1,788
بمعدل : 0.34 يوميا

عبق غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبق


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفقه العـام
افتراضي إذا كان الستر على المسلم يسبب ضررا على غيره ، فهل يكون واجبا ؟
قديم بتاريخ : 21-02-2010 الساعة : 08:29 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كلنا يعلم حديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه:
(من ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والأخرة)
ولكن إذا كان ستر المسلم على أخيه المسلم يوجب له الضرر من سوء ظن الناس به ورميهم بالسوء عنه وهو مع ذالك لا يود ان يفضح أخاه فتكون هلكته ..
فكيف يعمل ؟؟
هل يخبر الناس بالحقيقة ام يصبر على أذاهم و يستر على أخيه لينال رضى الله ؟؟
وهل يلام إن أخبر الناس بالحقيقة


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الستر له ضوابط ، فليس الستر كما يفهم بعض الناس من أنه سِتر على كل أحد ، وفي كل حال
فالستر إنما يكون على مَن وَقَعت مِن الهفوة وليس مِن عادته الجرأة على المعصية ، أو على الإجرام ، لقوله عليه الصلاة والسلام : أقيلوا ذوي الهيئات عَثَرَاتهم إلاّ الحدود . رواه الإمام أحمد وغيره .

قال ابن رجب رحمه الله :
واعلم أنَّ النَّاس على ضربين :
أحدهما : من كان مستوراً لا يُعرف بشيء مِنَ المعاصي ، فإذا وقعت منه هفوةٌ ، أو زلَّةٌ ، فإنَّه لا يجوزُ كشفها ، ولا هتكُها ، ولا التَّحدُّث بها ، لأنَّ ذلك غيبةٌ محرَّمة ، وهذا هو الذي وردت فيه النُّصوصُ ، وفي ذلك قد قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) ، والمراد : إشاعةُ الفَاحِشَةِ على المؤمن المستتِر فيما وقع منه ، أو اتُّهِمَ به وهو بريء منه ، كما في قصَّة الإفك . قال بعض الوزراء الصالحين لبعض من يأمرُ بالمعروف : اجتهد أن تستُرَ العُصَاةَ ، فإنَّ ظهورَ معاصيهم عيبٌ في أهل الإسلام ، وأولى الأمور ستر العيوب، ومثل هذا لو جاء تائباً نادماً ، وأقرَّ بحدّ ، ولم يفسِّرْهُ ، لم يُستفسر ، بل يُؤمَر بأنْ يرجع ويستُر نفسه ، كما أمر النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ماعزاً والغامدية ...
والثاني : من كان مشتهراً بالمعاصي ، معلناً بها لا يُبالي بما ارتكبَ منها ، ولا بما قيل له فهذا هو الفاجرُ المُعلِنُ ، وليس له غيبة ، كما نصَّ على ذلك الحسنُ البصريُّ وغيره ، ومثلُ هذا لا بأس بالبحث عن أمره ، لِتُقامَ عليه الحدودُ . صرَّح بذلك بعضُ أصحابنا ، واستدلَّ بقولِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : واغدُ يا أُنيس على امرأةِ هذا ، فإنِ اعترفت ، فارجُمها .
ومثلُ هذا لا يُشفَعُ له إذا أُخِذَ ، ولو لم يبلغِ السُّلطان ، بل يُترك حتّى يُقامَ عليه الحدُّ لينكفَّ شرُّه ، ويرتدعَ به أمثالُه . قال مالك : من لم يُعْرَفْ منه أذى للناس ، وإنَّما كانت منه زلَّةٌ ، فلا بأس أنْ يُشْْفَع له ما لم يبلغ الإمام ، وأمَّا من عُرِفَ بشرّ أو فساد ، فلا أحبُّ أنْ يشفعَ له أحدٌ ، ولكن يترك حتى يُقام عليه الحدُّ ، حكاه ابن المنذر وغيره . اهـ .

فإن كان ذلك الشخص من أهل التهتّك وارتكاب المعاصي ، فلا يُستر عليه ، بل يقول الشخص الذي يناله الأذى بالسكوت ما يعرفه من حقيقة الأمر .
وقبل ذلك لا بُدّ من أن يكون الْمُتحدِّث على بيِّـنَة .
أما إذا لم تكن له عادة فعليه أن يستر على أخيه .

ومِن الضَّرَر ما يُحْتَمَل مِن أجل سَتر المسلم على أخيه .

قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ : كَانَ سَبَبُ حَبْسِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ أَنَّ الْحَجَّاجَ طَلَبَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ ، فَجَاءَ الَّذِي طَلَبَهُ فَقَالَ : أُرِيدُ إِبْرَاهِيمَ ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ : أَنَا إِبْرَاهِيمُ فَأَخَذَهُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يُرِيدُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ فَلَمْ يَسْتَحِلَّ أَنْ يَدُلَّهُ عَلَيْهِ فَأَتَى بِهِ الْحَجَّاجَ فَأَمَرَ بِحَبْسِهِ فِي الدِّيمَاسِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ ظِلٌّ مِنَ الشَّمْسِ وَلا كِنٌّ مِنَ الْبَرْدِ , وَكَانَ كُلُّ اثْنَيْنِ فِي سِلْسِلَةٍ , فَتَغَيَّرَ إِبْرَاهِيمُ فَجَاءَتْهُ أُمُّهُ فِي الْحَبْسِ فَلَمْ تَعْرِفْهُ حَتَّى كَلَّمَهَا ، فَمَاتَ فِي السِّجْنِ ، فَرَأَى الْحَجَّاجُ فِي مَنَامِهِ قَائِلا يَقُولُ: مَاتَ فِي هَذِهِ الْبَلْدَةِ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: هَلْ مَاتَ اللَّيْلَةَ أَحَدٌ بِوَاسِطَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ مَاتَ فِي السِّجْنِ ، فَقَالَ : حُلْمٌ , نَزْغَةٌ مِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ ، وَأَمَرَ بِهِ فَأُلْقِيَ عَلَى الْكُنَاسَةِ . رواه ابن سعد في الطبقات .

ومَن احتسب الأجر في ستر مسلم ؛ فهو مأجور ؛ لأنه داخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام : مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . رواه البخاري ومسلم .
وفي الحديث الآخر : مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ . رواه مسلم .

وفي الحديث الثالث : مَنْ رأى عوْرَةً فسَتَرها كَمَن أحيَا مَوءُودَة . رواه الإمام أحمد و البخاري في " الأدب المفْرَد " وأبو داود والنسائي في " الكُبرى "
وفي رواية : مَن سَتَر على مسلم خَرِبة عَمِلها في الدنيا سَتَرَه الله يوم القيامة .

وسبق الجواب عن :
عَلِم في ليلة الدخلة أن زوجته ليست بكرا ، وقد رضي بذلك واحتسب الأجر عند الله . فما حكم ذلك ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8689

كان لي علاقات محرّمة وقد تبت ، فهل يجب إخبار الخاطِب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12210

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل يجوز أن يكون العم أو الخال غير المسلم ولي أمر للمسلمة في الزواج ؟ نسمات الفجر قسم الأسرة المسلمة 0 17-05-2017 03:43 AM
هل فرض على المسلم الخروج في سبيل الله ؟ وأن يكون داعياً ؟ رولينا قسم أراشيف الفتاوى المكررة 1 20-03-2010 06:57 PM
هل فرض على المسلم الخروج في سبيل الله ؟ وأن يكون داعياً ؟ نسمات الفجر قسم أراشيف الفتاوى المكررة 1 28-02-2010 11:20 PM
ذكر المسلم أخاه المسلم في غيابه بما لا يكره هل يعتبر ذلك غيبة ؟ ولماذا عبق قسـم المحرمـات والمنهيات 0 21-02-2010 09:33 PM
ما هى سورة الصبر؟ ناصرة السنة قسم القـرآن وعلـومه 0 16-02-2010 11:38 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 11:06 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى