العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام الدعوة والإنتـرنت والفتاوى العامة قسـم الفتـاوى العامـة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي هل من السنة أن يقوم الصغير أو يُقام من مكانه تقديرا للكبير ؟
قديم بتاريخ : 18-02-2010 الساعة : 03:46 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يَقوم الصغير عن مكانه تقديرا للكبير ؟
وهل من السنة أن يقوم الصغير أو يُقام من مكانه تقدير للكبير ؟

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ليس مِن السُّنّة أن يَقوم الصغير مِن مكانه لأجل أن يَجلِس الكبير ؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَجلس حيث انتَهى به المجلس ، ومَن هو في مَقَامه ، وفي نفوس أصحابه رضي الله عنهم ؟
قال أنس رضي الله عنه : لم يكن شخص أحبّ إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا إذا رأوه لم يَقُومُوا لِمَا يَعْلَمون مِن كَرَاهيته لذلك . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب الْمُفْرَد " والترمذي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وفي رواية لأحمد : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقْبِل وما على الأرض شخص أحبّ إلينا منه ، فما نَقُوم له لِمَا نَعْلَم مِن كَرَاهيته لذلك .
وفي حديث أنس أيضا قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج إلى المسجد فيه المهاجرون والأنصار ، وما مِنهم أحدٌ يَرفع رأسه مِن حَبْوَته إلاّ أبو بكر وعمر فيَتَبَسّم إليهما ويَتَبَسّمَان إليه . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وهو حديث حَسَن .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلِس حيث انتهى به المجلس ، وهكذا كان أصحابه رضي الله عنهم .
قال القاضي عياض في " الشفا بتعريف حقوق المصطفى " : وكان صلى الله عليه وسلم يرَكْبَ الْحِمَار ، ويُردِف خَلْفَه ، ويَعُود المسَاكِين ، ويُجالِس الفُقَراء ، ويُجِيب دَعوة العبد ، ويَجْلِس بين أصحابه مُخْتَلِطا بهم ، حيثما انتهى به الْمَجْلِس جَلَس . اهـ .

قال جابر بن سمرة رضي الله عنه : كُنّا إذا انْتَهْينَا إلى النبي صلى الله عليه وسلم جَلَس أحَدنا حيث يَنْتَهِي . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب الْمُفْرَد " وأبو داود والترمذي ، وحسّنه ، وصححه الألباني ، وحسّنه الأرنؤوط .


ورَوَى البيهقي في " شُعب الإيمان " مِن طَريق موسى بن طلحة ، قال : أتَيْتُ مَجْلِس قَومٍ أنا وأَبِي ، فأوْسَعُوا له مِن كُلّ نَاحِيَة ، فَدَعَوه إلى أن يَجْلِس في صَدْر الْمَجْلِس ، فَجَلَس في أدنَاه ، ثم قال لهم : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن التّوَاضُع لله عَزّ وَجَلّ الرّضَا بِالدُون مِن شَرَف الْمَجْلِس .

وهذا الحديث : رواه الطبراني ، ومِن طَرِيقِه : الحافظ الضياء في " المختارة " .

ورواه ابن أبي شيبة في " الأدب " مِن قول ابن مسعود رضي الله عنه ، وهو بِلَفْظ : إن مِن رأس التّواضُع أن تَرْضَى بِالدّون مِن الْمَجْلِس ، وأن تبدأ بِالسّلام مَن لَقِيت .

ومِن طريق ابن أبي شيبة : رواه عبد الله بن الإمام أحمد في " الزّهد " لأبيه .


ورواه هَنّاد في " الزّهد " .

قال الشيخ الألباني : وفي الحديث تَنْبِيه على أدب مِن آداب المجالس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، طالما أهْمَلَه الناس اليوم ، حتى أهل العِلْم ، وهو أن الرجل إذا دخل المجلس يجلس حيث ينتهي به المجلِس ، ولو عند عَتَبة الباب ، فإذا وَجَد مثله فَعَلَيه أن يجلس فيه ، ولا يَتَرَقّب أن يَقُوم له بعض أهل المجلِس مِن مَجْلِسه ، كما يفعل بعض الْمُتَكَبّرين مِن الرؤساء ، والْمُتَعَجْرِفِين مِن الْمُتَمَشْيِخِين ، فإن هذا مَنْهِيّ عنه صراحة في قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يُقيم الرَّجُلُ الرَّجُلَ مِن مَقْعَده ، ثم يجلس فيه ، ولكن تَفَسّحوا وتَوَسّعوا " . أخرجه مسلم ، وزاد في رواية : " وكان ابن عُمر إذا قام له رجل مِن مجلسه لم يجلس فيه " . اهـ .

وبوّب الإمام البخاري : باب مَن قَعَد حيث يَنْتَهِي به الْمَجْلِس ، ومَن رأى فُرْجة في الْحَلْقَة فجلس فيها .
ثم رَوَى بإسناده إلى أبي واقد الليثي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نَفَر ، فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد ، قال: فَوَقَفَا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأما أحدهما : فَرَأى فُرْجَة في الْحَلْقة فجَلس فيها ، وأما الآخر : فجلس خَلْفهم ، وأما الثالث : فأدْبَر ذاهِبا ، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ألا أُخْبِركم عن النّفَر الثلاثة ؟ أما أحدهم فأوَى إلى الله فآوَاه الله ، وأما الآخر فاستَحْيَا فاستَحْيَا الله منه ، وأما الآخَر فأعْرَض فأعْرَض الله عنه .

قال ابن حَجَر : وفي الحديث فَضْل مُلازَمة حِلَق العِلْم والذِّكْر ، وجُلُوس العَالِم والْمُذَكِّر في المسجد ، وفيه الثناء على الْمُسْتَحِي ، والجلوس حيث يَنْتَهِي به الْمَجْلِس . اهـ .

ومما يدلّ على أن الصبيّ لا يُقام لأجل أن يجلس الكبير مكانه : ما جاء في حديث سَهْل بن سعد رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِي بِشَرَاب ، فَشَرِب وعن يمينه غُلام وعن يساره الأشياخ ، فقال للغلام : إن أذِنْت لي أعطيت هؤلاء ، فقال : ما كنت لأُوثِر بِنَصِيبي منك يا رسول الله أحدا ، فَتَلّه في يَدِه . رواه البخاري ومسلم .
والشاهِد منه : أن الغلام كان عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يُقمه أحد ليجلس عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم ، بل أُقِرّ على جلوسه وعلى مكانه .

وفي حديث أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتِي بِلَبَن قد شِيب بماء ، وعن يمينه أعرابي وعن شماله أبو بكر ، فَشَرِب ثم أعطى الأعرابي ، وقال: الأيمن فالأيمن . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : فَشَرِب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له عمر - وأبو بكر عن شماله - : يا رسول الله، أعطِ أبا بكر ، فأعطاه أعْرَابِيًّا عن يمينه .

قال الحافظ ابن حَجَر : وفي الحديث مِن الفوائد : أن مَن سَبَق إلى مَجْلِس عِلْم أو مَجْلس رئيس لا يُنَحّى منه لِمَجِيء مَن هو أولى منه بالجلوس في الموضع المذكور ، بل يجلس الآتي حيث انتهى به المجلس ، لكن إن آثَره السَابق جَازَ ، وأنّ مَن استحق شيئا لم يُدْفَع عنه إلاّ بإذنه كبيرا كان أو صغيرا إذا كان ممن يجوز إذْنه . اهـ .

وأمّا أن يُقام الشخص – كبيرا أو صَغيرا – مِن مكانه الذي سَبَق إليه ، ليجلِس فيه غيره ؛ فهذا مَنْهيّ عنه نَهْي تَحريم .
رَوَى ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نَهَى أن يُقَام الرَّجُل مِن مَجْلِسه ويَجْلِس فيه آخر ، ولكن تَفَسّحُوا وتَوَسّعُوا . وكان ابن عمر يَكْرَه أن يَقُوم الرَّجُل مِن مَجْلِسه ثم يَجْلِس مكانه . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : لا يُقِيم الرَّجُل الرَّجُلَ مِن مَقْعَده ، ثم يجلس فيه ، ولكن تَفَسّحُوا وتَوَسّعُوا .
قال النووي : هذا النّهْي للتّحْرِيم . اهـ .

وممّا يترتّب على إقامة الجالس وقيامه : أن يكون الداخل ينتظر قيام الناس له وتَرْك المكان له ، وهذا دَاخِل في الوعيد الشديد الوارِد في قوله صلى الله عليه وسلم : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب الْمُفْرَد " وأبو داود والترمذي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

وامْتَثَل الصحابة رضي الله عنهم ذلك حتى كانوا يَنْهَون مَن يَقُوم لهم عن القيام .
لَمّا خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ وَابْنِ عَامِرٍ ، قَامَ ابْنُ عَامِرٍ وَجَلَسَ ابْنُ الزُّبَيْرِ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِابْنِ عَامِرٍ : اجْلِسْ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ .

قَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي مَعْنَى هَذَا : هُوَ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِذَلِكَ ، وَيُلْزِمَهُ إِيَّاهُمْ عَلَى مَذْهَبِ الْكِبْرِ وَالنَّخْوَةِ . وَقَوْلُهُ: " يَمْثُلَ "، مَعْنَاهُ : يَقُومُ وَيَنْتَصِبُ مَنْ بَيْنَ يَدَيْهِ . اهـ .

قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ : الْتَقَيْتُ مَعَ أَبِي عُثْمَانَ الْحِيرِيَّ يَوْمَ عِيدٍ فِي الْمُصَلَّى ، وَكَانَ مِنْ عَادَتِهِ إِذَا الْتَقَى بِوَاحِدٍ مِنَّا سَأَلَهُ بِحَضْرَةِ النَّاسِ عَنْ مَسَائِلَ فِقْهِيَّةٍ ، وَيُرِيدُ بِذَلِكَ إِجْلالَهُ وَزِيَادَةَ مَحِلِّهِ عِنْدَ الْعَوَّامِ ، فَسَأَلَنِي بِحَضْرَةِ النَّاسِ فِي مُصَلًّى الْعِيدِ عَنْ مَسَائِلَ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهَا قُلْتُ لَهُ : أَيُّهَا الأُسْتَاذُ فِي قَلْبِي شَيْءٌ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ مُنْذُ حِينٍ ، قَالَ: قُلْتُ : إِنِّي رَجُلٌ قَدْ دُفِعْتُ إِلَى صُحْبَةِ النَّاسِ ، وَحُضُورِ هَذِهِ الْمَحَافِلِ ، وَإِنِّي رُبَّمَا أَدْخُلُ مَجْلِسًا يَقُومُ لِي بَعْضُ الْحَاضِرِينَ، وَيَتَقَاعَدُ عَنِ الْقِيَامِ لِي بَعْضُهُمْ، فَأَجِدُنِي أَنْضَمُّ عَلَى الْمُتَقَاعِدِ حَتَّى لَوْ قَدَرْتُ عَلَى الإِسَاءَةِ إِلَيْهِ فَعَلْتُ ، قَالَ : فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ كَلامِي سَكَتَ أَبُو عُثْمَانَ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَلَمْ يُجِبْنِي بِشَيْءٍ ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَدْ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ سَكَتُّ ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ مِنَ الْمُصَلَّى ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ قَعَدْتُ وَأَذِنْتُ لِلنَّاسِ ، فَدَخَلَ عَلَيَّ عِنْدَ الْمَسَاءِ جَارٌ لِي قَلّ مَا كَانَ يَتَخَلَّفُ عَنْ مَجْلِسِ أَبِي عُثْمَانَ فَقُلْتُ لَهُ : مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ ؟ قَالَ : مِنْ مَجْلِسِ أَبِي عُثْمَانَ، قُلْتُ: وَفِيمَا ذَا كَانَ يَتَكَلَّمُ ؟ قَالَ : أَجْرَى الْمَجْلِسَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ فِي رَجُلٍ كَانَ ظَنُّهُ بِهِ أَجْمَلَ ظَنٍّ ، فَأُخْبِرَ عَنْ سِرِّهِ بِشَيْءٍ أَنْكَرَهُ أَبُو عُثْمَانَ وَتَغَيَّرَ لهُ بِهِ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَعَلِمْتُ أَنَّهُ حَدِيثِي، قُلْتُ : وَبِمَ خَتَمَ حَدِيثَ ذَلِكَ الرَّجُلِ ؟ قَالَ : قَالَ أَبُو عُثْمَانَ : أَظْهَرَ لِي مِنْ بَاطِنِهِ شَيْئًا لَمْ أَشُمَّ مِنْهُ رَائِحَةَ الإِيمَانِ ، وَيُشْبِهُ أَنَّهُ عَلَى الضَّلالِ مَا لَمْ يُظْهِرْ تَوْبَتَهُ مِنَ الَّذِي أَخْبَرَنِي بِهِ عَنْ نَفْسِهِ . قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ: فَوَقَعَ عَلَيَّ الْبُكَاءُ ، وَتُبْتُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِمَّا كُنْتُ عَلَيْهِ . رَوَاهُ البيهقيُّ في " شُعَبِ الإيمانِ" .

ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتميّز عن جُلسائه بِمكان ولا بِجلسَة . ولذلك لَمّا قَدِم ضِمَام بن ثَعْلَبة على النبي صلى الله عليه وسلم سأل القَوم : أيكم محمد؟ والنبي صلى الله عليه وسلم مُتّكِئ بَين ظَهْرَانَيهم ، فقالوا : هذا الرجل الأبيض الْمُتّكِئ . رواه البخاري .
وفي رواية : أَيُّكُمْ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِب؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِب . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه .

واسْتَثْنَى العلماء مِن ذلك : تأخير الصبيّ مِن الصف ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : لِيَلِنِي منكم أولو الأحلام والنُّهى ، ثم الذين يَلونهم ، ثم الذين يَلونهم . رواه مسلم.

ولِفِعل الصحابة رضي الله عنهم .

فقد رَوى ابن أبي شيبة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا رأى غلاما في الصف أخرجه.
ورَوى النسائي وابن خزيمة وابن حِبّان والحاكم وصححه عن قيس بن عُباد قال : بينما أنا بالمدينة في المسجد في الصف المقدم قائم أصلي ، فجَبَذَني رجلٌ مِن خلفي جَبْذَة فنحّاني ، وقام مقامي . قال : فوالله ما عَقلت صلاتي ، فلما انصرف فإذا هو أُبَيّ بن كعب . فقال : يا فتى لا يَسؤك الله ، إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم إلينا أن نَلِيَه . قال الذهبي - في التلخيص - : على شرط البخاري .
وصحح إسناده الألباني والأرناؤوط .

قال ابن قدامة : السُّنّة أن يَتقدم في الصفّ الأول أُولُو الفَضل والسِّنّ ، ويلي الإمام أكملهم وأفضلهم.
قال أحمد : يَلِي الإمام الشيوخ وأهل القرآن ، وتُؤخَّر الصبيان والغلمان ، ولا يَلُون الإمام ؛ لِمَا رَوى أبو مسعود الأنصاري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لِيَلِنِي منكم أولو الأحلام والنُّهى ، ثم الذين يَلونهم ، ثم الذين يَلونهم . رواه مسلم .
وعن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحِبّ أن يَلِيه المهاجرون والأنصار ؛ ليأخُذُوا عنه . اهـ.
وقال الجد ابن تيمية في " بُلغة السّاغِب " : ومَوقِف الصّبيان خَلْف الرِّجَال . اهـ .

وقال ابن رَجب في شرح الحديث السابق : " لا يُقِيم الرَّجُل الرَّجُلَ مِن مَقْعَده ، ثم يجلس فيه " : فإن كان السابق إلى الصف غلاما لم يَبْلغ الْحُلُم جَازَ تأخِيره . فَعَله أُبَيّ بن كعب بِقَيس بن عُباد ، وصَرّح به أصحابنا ، وهو ظاهر كلام الامام أحمد ، وقول سفيان . اهـ .
وقال : ولو قام الصبي في وَسَط الصف ، ثم جاء رجلٌ ، فَلَه أن يُؤخِّره ويَقُوم مَقَامه . نَصّ عليه ، وفَعَله أُبَيّ بن كعبٍ بقيسِ بن عُبادٍ ، ورُوي نحوه عن عمر أيضا . فهذا قَول الثوري وأحمد . اهـ .

وهذا لا يَتعارَض مع أحكام المجالِس ؛ فإن هذا
الفِعل وتأخير الصغير في المساجد والصلوات ، والأول في المجالس والعادات ، ونحن نسير مع النصّ ، ونَقِف معه ؛ امتثالاً لأمره صلى الله عليه وسلم ، وليس اتِّبَاعا للهوى .

وعلى الإنسان أن يَقبَل الْحقّ ممن جاء به ، ولا يَتَعَاظَم في نفسه .
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : الْحَقُّ ثَقِيلٌ مَرِيءٌ ، وَالْبَاطِلُ خَفِيفٌ وَبِيءٌ .

وقال رضي الله عنه : مَن جاءك بالحق فاقبل منه ، وإن كان بعيدا بَغيضا ، ومن جاءك بالباطل فارْدُدْه عليه ، وإن كان قريبا حَبيبا . (شرح السنة للبغوي)

وقال عُتبَة بن غَزْوان رضي الله عنه : أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا، وَعِنْدَ اللهِ صَغِيرًا . رواه مسلم .

وكان الأئمّة لا يَرَون لأنفسِهم فضلا .
قال الإمام الشافعي : أَرْفَعُ النَّاسِ قَدْرًا مَنْ لا يَرَى قَدْرَهُ ، وَأَكْثَرُهُمْ فَضْلا مَنْ لَا يَرَى فَضْلَهُ .

وقال المرّوذي عن الإمام أحمد : كان كثير التّواضع ، تَعلُوه السكينة والوَقار ، إذا جَلس في مجلسه بعد العصر للفُتيا لا يتكلم حتى يُسأل . وإذا خَرَج إلى المسجد لم يَتَصَدّر، يَقعد حيث انتهى به المجلس .


وقال المروزي : كان أبو عبد الله [ الإمام أحمد بن حنبل ] يَقوم خَلف الإمام ، فجاء يوما وقد تَجَافى الناس أن يُصَلِّي أحَدٌ في ذلك الموضع ، فاعتزل ، وقام في طَرَف الصّفّ ، وقال : قد نُهِي أن يَتَّخِذَ الرَّجُل مُصَلاَّه مثل مَرْبض البَعِير .

وسبق :
الأطفال والعبث واللعب في المساجد ، وأين يكون موقف الصبيان في المسجد ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=7717

حكم القيام للضيف من أجل السلام عليه ؟
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?t=37955

ما حُكم حَجز المكان في المسجد ؟ وهل للمؤذِّن حجز مكان خاص له ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13403



والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن بن عبد الله السحيم


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يطلب 10000 ريال لكى ينقل مكانى وأنقل مكانه فهل يعد هذا رشوة؟ ناصرة السنة إرشـاد المعامـلات 0 07-11-2012 09:26 PM
طواف الصبي الصغير وسعيه محب السلف إرشـاد الحـج والعمـرة 0 04-03-2010 09:33 PM
مَن يتكلم بعد الفجر أو ينتقِل مِن مكانه هل يفوته أجر الجلوس حتى الشروق ؟ عبق إرشـاد الأذكـار 0 22-02-2010 02:30 PM
ابني الصغير يتخيّل أنه يرى بعض الأشخاص نسمات الفجر قسـم الفتـاوى العامـة 0 10-02-2010 03:56 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:12 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى