|  | 
| 
|   
     
 
 
 | المنتدى : 
قسـم الجـنـائـز 
 هل من السُّنة التكبير ورفع الصوت بالتكبير أثناء المشي مع الجنازة ؟  بتاريخ : 19-04-2020 الساعة : 01:49 AM 
 هل مِن السُّنّة التكبير ورفع الصوت بالتكبير أثناء المشي مع الجنازة ؟
 _____________________________________
 
 الجواب :
 
 السُّنّة : الصّمْت أثناء تشييع الجنازة ؛ لأنه مَوضِع تذكّر وتَفكّر : تذكّر للمَوت ، وتفكّر في عاقِبة الإنسان ونهاية دُنياه .
 
 رَوَى أيوب عن أبي قِلابة ، قال : كُنّا في جنازة ، فَرَفع ناسٌ مِن القُصّاص أصْوَاتهم فقال أبو قِلابة : كانوا يُعَظّمون الميت بِالسّكِينة . رواه الإمام أحمد في " الزهد " وابن أبي شيبة .
 
 وروَى الْحَسَن عن قَيس بن عُبَاد ، قال : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يَستَحِبّون خَفْض الصّوت عند ثلاث : عند القِتال ، وعند القُرآن ، وعند الجنائز . رواه ابن أبي شيبة .
 
 قال الغزالي : اعلم أن الجنائز عِبرة للبَصير ، وفيها تَنْبِيه وتَذكِير لأهْل الغَفْلة ، فإنها لا تَزيدهم مُشاهدتها إلاّ قسَاوة ، لأنهم يظنون أنهم أبدا إلى جنازة غيرهم يَنظُرون ، ولا يَحسبون أنهم لا مَحالة على الجنائز يُحمَلون أو يَحسِبون ذلك ..
 وكان مكحول الدمشقي إذا رأى جنازة قال : اغْدُوا فإنا رائحُون . موعظة بليغة ، وغفلة سريعة ، يذهب الأول ، والآخِر لا عَقل له.
 وقال أسيد بن حضير : ما شهدت جنازة فحدّثتني نفسي بشيء سِوى ما هو مَفعول به ، وما هو صائر إليه ؟
 ولما مات أخو مالك بن دينار ، خرج مالك في جنازته يبكي ويقول : والله لا تقرّ عيني حتى أعلم إلى ماذا صِرتَ إليه ، ولا أعلم ما دُمتُ حَيّا .
 وقال الأعمش : كنا نشهد الجنائز فلا ندري مَن نُعزّى لِحُزن الجميع .
 وقال ثابت البناني : كنا نشهد الجنائز فلا نرى إلاّ مُتَقَنّعا بَاكِيا .
 فهكذا كان خوفهم مِن الموت .
 
 والآن لا ننظر إلى جماعة يحضرون جنازة إلاّ وأكثرهم يَضحكون ويَلْهون ، ولا يتكلمون إلاّ في ميراثه وما خَلّفه لِوَرثته .. ولا يتفكّر واحد منهم - إلاّ ما شاء الله - في جنازة نفسه ، وفي حاله إذا حُمِل عليها . ولا سبب لهذه الغفلة إلاّ قسوة القلوب بِكثرة المعاصي والذنوب ، حتى نسينا الله تعالى واليوم الآخر والأهوال التي بين أيدينا . فصرنا نلهو ونغفل ونشتغل بما لا يعنينا .
 فنسأل الله تعالى اليقظة من هذه الغفلة ، فإن أحسن أحوال الحاضرين على الجنائز بكاؤهم على الميت ، ولو عَقَلوا لبَكَوا على أنفسهم لا على الميت .
 
 وقال : وآداب تشييع الجنازة : لُزُوم الخشوع ، وترك الحديث ، وملاحظة الميت ، والتفكّر في الموت والاستعداد له . اهـ .
 
 وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية : عن رَفع الصّوت في الجنازة ؟
 فأجاب رحمه الله :
 لا يُستحب رَفع الصّوت مع الجنازة لا بِقِرَاءة ولا ذِكر ولا غير ذلك . هذا مذهب الأئمة الأربعة ، وهو المأثور عن السّلَف مِن الصحابة والتابعين .
 ولا أعلم فيه مُخَالِفا ؛ بل قد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نَهَى أن يُتبَع بِصَوت أو نَار . رواه أبو داود .
 وقال قيس بن عباد - وهو من أكابر التابعين مِن أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه - : كانوا يَستَحِبّون خَفْض الصّوت عند الجنائز وعند الذِّكر وعند القتال .
 وقد اتفق أهل العلم بالحديث والآثار أن هذا لم يَكُن على عَهْد القُرون الثلاثة الْمُفَضّلَة . اهـ .
 
 وسُئل علماؤنا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
 ما حكم رفع الصوت بالتهليل الجماعي أثناء الخروج بالجنازة والمشي بها إلى المقبرة ؟
 فأجابوا :
 هَدْي الرسول صلى الله عليه وسلم إذا تَبِع الجنازة أنه لا يُسْمَع له صَوت بِالتهليل أو القراءة أو نحو ذلك ، ولم يأمُر بِالتّهليل الْجَمَاعي فيما نَعْلم ، بل قد رُوي عنه صلى الله عليه وسلم أنه نَهَى أن يُتْبَع الميت بِصَوت أو نار . رواه أبو داود .
 
 وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
 رَفع الصّوت بِالتّهليل والأذكار عند تَشْيِيع الْمَيت إلى الْمَقْبَرة بِدْعَة مُنْكَرَة ، ولا أصل له . اهـ .
 
 وسبق :
 شرح أحاديث عمدة الأحكام
 الحديث 170 في الإسراع بالجنازة
 http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/166.htm
 
 هل يجوز تأخير دَفْن الميت حتى يجتمع الأهل والأقارب ؟
 http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18866
 
 والله تعالى أعلم .
 
 
 
 المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
 
 
 |  |  |  |   |  | 
 |