[راجية العفو]

السؤال
يا شيخ جزاك الله
أنا الحمد لله محافظة على الصلاة لكن يا شيخ أحس إني ما أخشع إلا إذا غمضت عيوني فهل يجوز لي أن أغمض عيني عشان أخشع في الصلاة ؟

الجواب :

وجزاك الله خيرا .

إذا كان هذا بسبب عارِض ، مثل : وُجود شيء في قِبْلَة الْمُصلِّي ، أو وُجود نقوش تشغله في الأرض ، أو على السجاد ، ونحو ذلك ؛ فيجوز له فِعل ذلك .
أما هكذا على الدوام ، فلا يُشرع فِعْله .

قال النووي : قَالَ أَصْحَابُنَا : يُسْتَحَبُّ لَهُ النَّظَرُ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ وَلَا يَتَجَاوَزُهُ . قَالَ بَعْضُهُمْ : يُكْرَهُ تَغْمِيضُ عَيْنَيْهِ . وَعِنْدِي : لَا يُكْرَهُ إِلَّا أَنْ يَخَافَ ضَرَرًا . اهـ .

وقال ابن القيم : ولم يكن مِن هديه صلى الله عليه وسلم تَغميض عينيه في الصلاة ، وقد تقدم أنه كان في التشهد يُومىء ببصره إلى أصبعه في الدعاء، ولا تجَاوِزُ بَصرهُ إشارتَه . اهـ .

ثم قال :
وقد اختلف الفقهاء في كراهته ، فَكَرِهه الإِمامُ أحمد وغيرُه ، وقالوا : هو فعلُ اليهود ، وأباحه جماعة ولم يَكرهوه ، وقالوا : قد يَكون أقربَ إلى تحصيل الخشوع الذي هو رُوحُ الصلاة وَسِرُّها ومقصودها .
والصواب أن يُقال : إن كان تَفتيح العين لا يُخِلُ بالخشوع ، فهو أفضل ، وإن كان يحول بينه وبين الخشوع لِمَا في قبلته مِن الزخرفة والتزويق أو غيره مما يُشوش عليه قلبه ، فهنالك لا يُكره التغميضُ قطعا ، والقولُ باستحبابه في هذا الحال أقربُ إلى أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة ، والله أعلم . اهـ .

وسُئل علماؤنا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
هل يجوز للمصلي أن يغمض عينيه في حال القيام والركوع والسجود بقصد تمام الخشوع وعدم اللهو بعينيه ؟
فأجابت اللجنة :
الخشوع في الصلاة مَطلوب مِن الْمُصَلِّي ، بل هو صِفة مِن صِفات المؤمنين التي مَدحهم الله بها فأثنى عليهم سبحانه بأنهم في صلاتهم خاشعون ، وينبغي أن يَضَع المصَلِّي بَصَرَه في موضع سجوده إلاَّ في حالة التشهد فينظر موضع إشارته ، وأما التغميض فغير مشروع في الصلاة بل مَكروه . اهـ .

وهنا :
هل يجوز أن أغمض عيني في موضوع السجود ؟ وما حكم نقصان الخشوع في الصلاة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12892

حُكم تغميض العينين في الصلاة من أجل الخشوع
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9280

ما حكم تغميض العيون في الصلاة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=192

شرح عمدة الأحكام : الحديث 134 في اجْتِنَاب ما يشغل الْمُصلِّي
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8276

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم