العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقـسام الفـقـه الإسـلامي قسـم الفقه العـام
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : سلطنة عمان
المشاركات : 2,125
بمعدل : 0.41 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفقه العـام
افتراضي سؤال حول الإعدام الجماعي للحيوانات ، مثل قتل الخنازير
قديم بتاريخ : 02-04-2010 الساعة : 01:43 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله كل خير يا شيخنا الفاضل

عندي سؤال وهو ما موقف الشرع من الإعدام الجماعي للحيوانات بعذر الوقاية أو الوباء قتلا بمادة كيميائية أو بأي وسيلة قتل غير الذبح الشرعي (طبعا عدا النار لأنه حكمه حسب ما اطلعت من موقع سؤال وجواب أنه حرام) أو إذا دفن حيا ؟

أقصد تحديدا ما يحدث مثل من إبادة لمزارع الدواجن مثلا في بلد أصيبت بانفلونزا الطيور , أو الذي دعاني لكتابة هذا السؤال هو مسألة قتل الخنازير أجلكم الله كما يحدث في مصر حيث يتم إبادة الخنازير برشها بمادة كيميائية قاتلة ويتم قتل الصغار بالضرب على رؤوسها حتى تنزف وتموت , ثم تجميعها في حفرة ودفنها بمادة الجير الحي ثم التراب أو أحيانا حرقها بعد التأكد من موت جميع الحيوانات ...

حيث أن أعداء الإسلام وحتى بعض المسلمين يؤيد أن هذه العمليات همجية فأعداء الإسلام يقولون أن هذا من همجية الإسلام , وبعض المسلمين يفتون يمينا وشمالا أن هذا ليس من تعاليم الإسلام وهذه همجية ساعدت أعداء الإسلام على الاستهزاء بنا , وكأنهم بالأصل لم يجدوا إلا هذا ليواجهونا به , فأعداء الإسلام يأتون بالحق ويجادلون به وفي ظنهم أن هنالك نقاط ضعف ....

والذي يبكي يا شيخنا أنني أجد معارضات وأن هذه القضية ساخنة , حتى أن هنالك أفواه لم تتحرك بمجازر إخواننا في فلسطين , ولكن تحركت عندما "أحزنها" المنظر البشع في قتل الخنازير على حد وصفهم !

بارك الله فيكم




الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيرا

صَدَقْتَ وبَرَرْتَ فيما قُلتَ بارك الله فيك . تحرّكت المشاعر لِقتل الخنازير ! ولم تتحرّك لقتل مئات بل آلاف الأبرياء مِن المسلمين ! ولعل السبب في ذلك أن الأرواح جُنود مُجنّدة ما تعارَف منها ائتَلف ، وما تَناكَر منها اختَلف !

لقد قَتَل النصارى جُموع الْمُصَلِّين حَرْقًا في جُزر الملوك ؟ فهل سمعتم لهم حِسًّا في الإنكار ؟! وهل سمعتم هَمْسًا للغَرْب حول مجازر اليهود في فلسطين ؟! أو حَوْل مجازر الأمريكيين في العراق وفي أفغانستان ؟!

وأما القتل الجماعي للحيوانات الضارة أو المريضة مرضا فتّكا فَلَه أصل في شرعنا . فإن ربّ العِزّة سبحانه وتعالى يُهلِك الأمم مَهْلِكًا واحِدًا ، مثل ما حصل لقوم صالح وعاد وقوم لوط في الماضي ، ومثل الجيش الذي يغزو الكعبة - مُستقبَلاً - فيُهلكه الله جميعا .

ففي حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يغزو جيش الكعبة ، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يُخْسَف بأوّلهم وآخرهم . قالت : قلت : يا رسول الله كيف يخسف بأولهم وآخرهم ، وفيهم أسواقهم ومَن ليس منهم ؟ قال : يُخْسَف بأوّلهم وآخرهم ، ثم يبعثون على نياتهم . رواه البخاري ومسلم .

فإذا كان هذا في حقّ الناس ، فكيف بِغيرهم ممن استحقّ القتل ؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فالله تعالى أهلك الجيش الذي أراد أن ينتهك حرماته - الْمُكْرَه فيهم وغير الْمُكْرَه - مع قُدْرَته على التمييز بينهم ، مع أنه يبعثهم على نياتهم . اهـ .

وقال ابن القيم : مصائب الدنيا إذا وَرَدَت لا تَخُصّ الظالم وحده ، بل تُصيب الظالم وغيره ويبعثون على نياتهم وأعمالهم ، كما قال تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّة) ، وكالجيش الذى يُخْسَف بهم جميعهم وفيهم الْمُكْرَه والْمُسْتَبْصِر وغيره .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
وكذلك نُقيم الْحَدّ على مَن شرب النبيذ المختلف فيه ، وإن كانوا قوما صالحين ؛ فَتَدَبَّر كيف عُوقِب أقوام في الدنيا على ترك واجب أو فعل محرم بين في الدين أو الدنيا وإن كانوا معذورين فيه لدفع ضرر فعلهم في الدنيا ، كما يُقام الْحَدّ على من تاب بعد رفعه إلى الإمام ، وإن كان قد تاب توبة نصوحا ،

وكما يغزو هذا البيت جيش مِن الناس فبينما هم ببيداء من الأرض إذ خُسِف بهم ، وفيهم الْمُكْرَه فيُحْشَرون على نياتهم ، وكما يُقَاتَل جيوش الكفار وفيهم الْمُكْرَه ، كأهل بَدْر لَمَّا كان فيهم العباس وغيره ، وكما لو تَتَرَّس الكفار بمسلمين ولم يندفع ضرر الكفار إلاَّ بِقِتَالِهم ، فالعقوبات المشروعة والمقدورة قد تتناول في الدنيا من لا يستحقها في الآخرة ، وتكون في حَقِّه مِن جُمْلة المصائب ، كما قيل في بعضهم : القاتِل مجاهد والمقتول شهيد . اهـ .

وإذا أمكن قتل الحيوانات المريضة فهو أفضل ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إن الله كَتَب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح . رواه مسلم .

قال الصنعاني : قَوْلُهُ : " كَتَبَ الإِحْسَانَ " أَيْ : أَوْجَبَهُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ) ، وَهُوَ فِعْلُ الْحَسَنِ ضِدِّ الْقَبِيحِ ، فَيَتَنَاوَلُ الْحَسَنَ شَرْعًا وَالْحَسَنَ عُرْفًا ، وَذُكِرَ مِنْهُ مَا هُوَ أَبْعَدُ شَيْء عَنْ اعْتِبَارِ الإِحْسَانِ ، وَهُوَ الإِحْسَانُ فِي الْقَتْلِ لأَيِّ حَيَوَان مِنْ آدَمِيّ وَغَيْرِهِ ، فِي حَدّ وَغَيْرِهِ . اهـ .

ويجوز رشّ المواد الكيميائية على الحيوانات المريضة مرضًا فتاكًا ، كما تُرَشّ الحشرات الضارة من غير نَكير !

بل لو دُفِنَت وهي حيّة لَكان له وَجْه ، ففي الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : نَزَلَ نَبِيٌّ مِنْ الأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَة فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ ، فَأَمَرَ بِجِهَازِهِ فَأُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهَا ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَأُحْرِقَتْ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : فَهَلاّ نَمْلَةً وَاحِدَة ؟

وفي رواية للبخاري : ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار .

قال القاضي عياض : فيه دليل على جواز قتل النمل وكل مُؤذ . اهـ . وقال القرطبي في " الْمُفْهِم " : وقد كَرِه مالك قتل النمل إلاّ أن يَضرّ ، ولا يقدر على دفعه إلاّ بالقتل .

وقال الحافظ العراقي في شرح الحديث : وفيه أن الجنس المؤذِي يُقْتَل وإن لم يُؤذِ ، وتُقْتَل أولادها وإن لم تَبلغ الأذى ، على أحد القولين . اهـ .

وقال ابن حجر في شرح الحديث : ويقال إن لهذه القصة سَبَبًا، وهو أن [ذلك ] النبي مَرّ على قرية أهلكها الله تعالى بذنوب أهلها فَوَقَف مُتَعَجِّبًا ، فقال : يا رب قد كان فيهم صِبيان ودواب ومَن لم يَقْتَرِف ذَنْبًا ، ثم نَزَل تحت شجرة ، فجرت له هذه القصة ، فَنَبَّهَه الله جل وعلا على أن الجنس المؤذِي يُقْتَل وإن لم يُؤذِ ، وتُقْتَل أولاده وإن لم تبلغ الأذى انتهى .

وهذا هو الظاهر ، وإن ثبتت هذه القصة تعين المصير إليه . والحاصل أنه لم يُعَاتَب إنكارًا لِمَا فَعَل بل جَوَابًا له وإيضاحا لِحِكْمَة شمول الهلاك لجميع أهل تلك القرية، فَضُرِب له المثل بذلك ، أي : إذا اختلط مَن يَستحق الإهلاك بغيره وتَعيّن إهلاك الجميع طَرِيقًا إلى إهلاك المستحق جاز إهلاك الجميع ، ولهذا نظائر كتترس الكفار بالمسلمين وغير ذلك ، والله سبحانه أعلم . اهـ .

ومما جَرَى عليه العمل في الأزمنة الماضية أن الطاعون إذا دَخَل بيت أُغْلِق على أهل ذلك البيت ، ورُدِم عليهم الباب . كما ذكَر ابن القيم رحمه الله .

وفي أوربا هناك مُناداة بل وعَمَل بِما يُسمّ أنه بالقتل الرحيم ! وذلك في حقّ الآدميين ! فكيف يُنكرون قتل الخنازير ؟!

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الصيام الجماعي والدعاء الجماعي بدعوى النصرة لأخواننا المسلمين راجية العفو إرشــاد الـصــوم 0 12-09-2012 09:49 PM
هل موت الخنازير من علامات الساعة؟ ناصرة السنة قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 01-03-2010 04:15 PM
هل مَن توفي بانفلونزا الخنازير يُعتبر شهيدا ؟ راجية العفو قسـم الجـنـائـز 0 26-02-2010 05:52 PM
الذكر الجماعى بدعة فما حكم التكبير الجماعي فى العيدين فى الحرمين؟ ناصرة السنة قسـم البـدع والمـحدثـات 0 22-02-2010 12:30 AM
عدم الذهاب للعمرة لأن انفلونزا الخنازير قد انتشر عبق منتـدى الحـوار العـام 0 06-02-2010 11:34 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:27 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى