[*المتفائله*]

أعتذر عن الإطالة في سرد قصتي مع والدي
أنا قبل هذا أرسلت إلى مشكلتي على بريدك ولكن وصلتني رسالة إعتذار
مشكلتي يا شيخ هي مع والدي هداه الله إنه يكره الملتزمين كرها شديدا وليس هو فقط فقد سمعت كثير من الشباب يشتكون من آبائهم وقصتي مع أبي يا شيخ هي أني لما بدأت بالالتزام ورآني قد قصرت ثوبي وبدأت أُربي لحيتي وتركي النظر إلى التلفاز وغيرها مما يفعلوه الملتزمين , وكنت في يوم من الأيام شاورت والدتي لكي ألتحق بحلقة قرآن فسمع حديثي مع والدتي وبعدها حدثها وزجرها قال إني لا أريده أن يلتحق بحلقات القرآن ثم في اليوم التالي آتاني في الصباح الباكر وأخذني إلى الخارج لكي نتمشى على أقدام أنا وهو فأخذ يسألني عن مستقبلي (( أنا يا شيخ كنت قد استشرتك في دراستي وهذا هو الرابط

http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6839

ثم سألني قال أتدري لماذا منعتك بالالتحاق بحلقات القرآن؟؟ قلت لماذا؟؟ قال : لأنه بعض الذي يعلمون القرآن يؤثرون على الشباب فيصبحون متطرفين وأنا لا أريدك أن تصبح متطرف وإذ كنت تريد أن تلتحق بحلقة قرآن يجب أن نتأكد من الشيخ الذي يدرس القرآن لكي يكون مضمون.
المرة الثانية ( دعاني إلى أكل الفطور معه وكان هو يشاهد التلفاز فعندما رآني لا أشاهد التلفاز قال لماذا لا تشاهد التلفاز؟ قلت هناك أشياء لا ينبغي للمرء المسلم أن يشاهدها قال: إنك متطرف وبيننا الأيام سوف ترى حقيقة ما أقول وسوف تصبح مثل هؤلاء الذين يربطون أنفسهم بالمتفجرات ويفجرون أنفسهم وأخذ يذم الملتزمين والمظاهر التي يفعلونها وأنا صامت أسمع لكلامه وعندما انتهى أخذت نفسي وذهبت إلى غرفتي )

المرة الثالثة ( كنت قد فصلت ثوبا جديدا وهو لم يكن يعلم بذلك وكان الثوب قصيرا ثم بعد مدة قال متى فصلت هذا الثوب؟ قلت منذ مدة قال لماذا ؟ قلت هكذا فطرة الإسلام قال تقصير الثوب كان فقط في عهد النبي عليه الصلاة والسلام لأنهم كانوا يطيلون ثيابهم للكبر والخيلاء وأما نحن في عهدنا إطالة الثوب ليس من الكبر ولا خيلاء فلماذا قصرت ثوبك ؟ >>>أنا سكت ثم بعد ذلك ذهب)

المرة الرابعة: هذه المرة حصلت معي في الخميس الماضي ( كنا ذاهبين إلى استراحة في الصباح وأنا كنت آخر من خرج من البيت وكنت لابسا (بنطلون) قصير فعندما دخلت إلى السيارة قال لماذا قصرت (بنطلونك) قلت فطرة الإسلام فقال والله إذا رأيتك مقصرا ثوبك أو بنطلونك لا تعيش معي أبدا اذهب إلى المسجد والبس ( خيشه) مثل الصحابة قلت ذنبي عليك فحاول ضربي لإخافتي وكل هذا أمام والدتي وإخواني الصغار قال وبصوت عالي كل ثيابك التي قصرتها سوف ترميها في القمامة ولحيتك سوف تحلقها ولن تفعل شيء غير الصلاة والصيام شيء وإذا كان هذا الوضع لا يعجبك فلا تعيش معي إذهب إلى المسجد أو إلى أي مكان آخر أنا هذه المظاهر أكرهها ثم عندما وصلنا إلى الاستراحة جاء وقت صلاة العصر وكانوا قد وضعوا الطعام فدعوني فلم أذهب إليهم لأن صلاة العصر قد فاتتني ثم عندما صليتها كانوا قد انتهوا من الطعام فجلس هو على الزرع ودعاني فأخذ يردد نفس الكلام وقال أنا أريد مصلحتك وأنت يجب أنت تعتني بالداخل الذي هو قلبك ...... ولا تعتني بالمظاهر ( وقال كلام كثير لا أريد أن أطيل عليك) وقال إن هؤلاء الذي تقتدي بهم أكثرهم فاسقين ودجالين ومنافقين ومنهم من يأكل الربا ( وأخذ يذم الملتزمين ) وأنا ساكت وفي قلبي حقد عليه لأنه يسب أهل الخير
إن لم يكونوا هم أهل الخير فمن هم إذن أهل الخير؟؟!!!!!!! )

جزاك الله خيرا يا شيخ وهذه أسئلتي بارك الله فيك >>>>
1-هل يجوز لي أن أكره والدي في قلبي فقط و لا أُظهر كرهي له ؟
2-هل أسمع كلامه ؟ أم لا؟
3-هل أصبر على هذه الحالة؟
4-وما هو الحل مع والدي؟
5- أنا أصبحت أتجنب لقاء والدي لكي أُريح نفسي من المشاكل فهل يجوز لي فعل ذلك؟


الجواب :

أعانك الله

أخي الكريم

لو كان والدك - لا قدّر الله - يكره الإسلام

بل لو كان على الكفر والشرك وجب برّه وصلته وإكرامه لمكانة الوالد
ولو كان يدعوك للكفر بالله عز وجل
ولذا قال سبحانه وتعالى :
( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )

قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها : قدمت عليّ أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدهم ، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله قدِمت عليّ أمي وهى راغبة أفأصِل أمي ؟ قال : نعم صِلِي أمك . رواه البخاري ومسلم .

فلا يجوز لك أن تكره والدك بل تودّد إليه وادعُ الله له في ظهر الغيب

وعامله بالرفق

واصبر على شدّته وغلظته

فالعاقبة للمتقين

والصبر عاقبته محمودة

إلا أنه ينبغي أن يُعلم أنه لا تجوز طاعة مخلوق في معصية الخالق

وقد كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه من أبـرّ الناس بأمه ، ومع ذلك حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه ، ولا تأكل ولا تشرب . قالت : زعمت أن الله وصاك بوالديك وأنا أمك ، وأنا آمرك بهذا ! قال : فمكثت ثلاثا حتى غُشي عليها من الجهد ، فقام ابن لها يُقال له عمارة فسقاها ، فجعلت تدعو على سعد ، فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الآية : (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا) رواه مسلم .


وقد تأثر بعض الناس بما تبثه بعض وسائل الإعلام للتحذير من الدّين والمتدينين

كيف وفي هؤلاء العلماء والأخيار ؟

ونحن لا ندّعي لهم العِصمة

ولكن يجب ان يُقدّر الخطأ بقدره

وأن لا يُعمم الحُكم

خذ على سبيل المثال :

حلقات تحفيظ القرآن .. كم يدرس بها ؟

يدرس بها ما يزيد على مائة ألف

فهل هؤلاء جميعا على خطأ وغلو ؟!

إن الخطأ وارد ، ولكنه لا يُقرّ

وفرق بين الخطأ المقصود والخطأ غير المتعمّد

وأما أن يُجهز على الصحوة والتديّن والتمسّك به بحجة أن هناك من ينتسب لهذه الصحوة المباركة وقد أخطأ فهذا إجحاف

فالجميع عُرضة للخطأ

فهل إذا أخطأ رجل أمن يُجهز على جهود رجال الأمن - مثلاً - ؟

وأن تُلغى أجهزة الأمن ؟؟؟

لا يقول بهذا عاقل

قبل عدة أشهر تناقلت بعض وسائل الإعلام ما حدث من رجل أمن عندما أطلق النار على زوجته وأطفاله ثم قتل نفسه - نسأل الله السلامة والعافية - ثم اكتُشف أنه كان تحت تأثير المخدّرات

فهل يُمكن أن يُعمم الحُكم على جميع رجال الأمن ؟!

أو أن يُقال كل رجال الأمن على هذه الشاكلة ؟!

بمثل هذا الجواب يُردّ على من يتّهم القائمين على حلقات تحفيظ القرآن أو أئمة المساجد أو المستمسكين بدين رب العالمين


والله أسأل أن يُعينك وأن يُسددك

وأن يهدي والدك

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم