[ناصرة السنة]

والدي مقاطعين إخوتهم و أخواتهم ...بعضهم من مدة لدرجة أني لا أعرف عماتي و هن 4 و لا أعرفالكثير من أعمامي ....
و سبب المقاطعة ليس من جهة والدي بل من الإخوة و الأخوات الذين أضروا بأسرتنا أشد الضرر و كانوا يحاولون التفريق بين أمي و أبي وغيرها من اضرار مادية و معنوية ( هكذا روت لي القصة أختي و أيضا والدي ... يذكران أنهما رأيا الويل من اخوتهم و أن أيضا أتذكر بعض الأمور عندما كنت صغيرة...) و هناك علاقة رحم بين أسرة أمي و أسرة والدي أيضا ...

المهم ... بعدما كبرت و تعلمت (أنا الصغرى في اخوتي) قيمة صلة الرحم في ديننا ... أخذت أنصح والدي بصلة رحميهما ... و حاولت بطرق شتى غير أنها دائما يذكران لي الضرر الذي أصابهم...
و أعمامي و عماتي و أخوالي و خالاتي المقاطعين (هناك من لم يقاطعهم الوالدان) أظنهم دائما كانوا يتصرفون بداعي الغيرة و الحسد لأن أمي كانت قائقة الجمال و كانت موفقة جدا في خدمة بيتها و تربية أولادها ...و سأروي بعض ما بدر منهم ... فمثلا أحد أعمامي ذهب لوالدي قائلا له ذهبت لبيتك في اليوم كذا و لم أجد زوجتك ، إلى أين تخرج ؟... و أحدث هذا مشاكل حتى أظهر الله الحق بأن كانت بعض القريبات في بيتنا فشهدن على كذب عمي... و يوما جاء اثنان من أعمامي في الليل طالبين والدي أن يطلق أمي بسبب أنهما رأياها ... ووالدي لم يصدقهما لأنها كانت حينها تربي 3 أطفال سنهم 4، 2 و سنة
و أحد أعمامي احتال على والدي و أخذ منه ملكية بيت له ....
و أصيب أبي في العام الذي ولدت فيه بنوبة عصبية من اخوته اسدعت سفره للخارج للعلاج و أمي أصيبت منذ عشر سنوات بجنون سببه السحر و الحمد لله برأت بعد الرقية الشرعية.... إلى غيره من الأمور

و كدت مرة أقنع والدي بالأمر غير أن زوجة عمي توفيت و لم يخبرنا أحد بابالأمر فعندما سمع والدي الأمر من أحد أصدقائه الذي قرا اسم عائلتنا في الجريدة و قال له من فلانة التي توفيت من عائلتك ... انتابه غضب و حزن في آن واحد و ما زاد الطين بلة هو أن أحد القريبات أوصوها بالاتصال بنا و هي يا شيخنا الفاضل أقسم لك أنها لم تفعل و كنت في البيت طوال تلك الأيام التي تلت موت زوجة عمي ... و أخبرت هذه القريبة أقرباءنا أنها اتصلت و أننا حتما لم نرد الذهاب لتعزية عمي...
فزاد كرههم لنا .. و عم الخبر كل الأسرة.. و ذهبت مرة لزيارة ابنة عمي(غير الذي توفيت زوجته) التي كانت في المستشفى فجاءت بنتا المتوفاة ... واحدة لم ترد النظر في وجهي حتى و التسليم غير أنها سلمت علي بعد أختها و أنا سألتهن عن عمي و عن كل اخوتهن و هن لم يسألنني عن أبي و أمي و كان الموقف ....لا إله إلا الله

هل والدي آثمان (تقريبا أعرف جواب هذا الشطر و لكن أفضل الجواب من حظرتكم)؟
و هل أنا آثمة ’؟ علما بأني لو ذهبت لمقاطعين ربما لن يستقبلوني و إن استقبلوني سيشمتون في و سيصل الخبر لوالدي فسيغضبان علي و هناك من لا أعرفهم حتى و لا أجد لهم طريقا...
و عندما أحدث والدي عن أسرتهما يغضبان فهل أنا آثمة بغضبهما ؟ هل هذا نوع من العقوق؟

آسفة على الاطالة و جزاكم الله خيرا


الجواب




1- من حيث الإثم لا يأثم والدك والحالة هذه ، لكنه لو قابَل الإساءة بالإحسان لكان أفضل وأبلغ في الرد عليهم .

ولذا لما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ ، فقال : لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفّهم الملّ ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك . رواه مسلم .
والمـلّ هو الرماد الحار .

وفي حال التقاطع خير المتقاطِعَين الذي يبدأ صاحبه بالسلام .
لقوله عليه الصلاة والسلام : لا يحلّ لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ، يلتقيان فيُعرض هذا ويُعرض هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام . رواه البخاري ومسلم .

2 – لا تعتبرين آثمة في ظل هذا الوضع الذي وصفتيه ، ولكن حاولي أن لا تكون قطيعة تامة ، فيكون هناك تواصل ولو عن طريق الهاتف بأعمامك .

3 – وأما تحديثك لوالدك عن إخوانه وكونه يُثير غضبه ، فلا يُعدّ منك عقوقاً بل هو من النصيحة ، ومع ذلك فالنصيحة يُمكن أن لا تكون مُباشِرة ، ولكن بالتذكير بفضل صلة القرابة وتحريم القطيعة ، كأن يُذكّر مثلا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قُطِعت رَحِمه وصلها . رواه البخاري .
وهذا يعني أن الذي يُعتبر واصلاً لِرَحِمه ليس هو الذي يرد الزيارة بزيارة ولا الصِّلة بِصِلَة ، ولكنه الذي يصل من قطعوه ، ويُعطي مَن حرموه .

وعليك الإحسان إلى والديك والتلطّف معهم والوصول إلى قلوبهم لأن هذا مفتاح الإصلاح لما فسد من ذات البين .

وأسأل الله لك التوفيق والإعانة .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد