بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،
فضيلة الشيخ / عبدالرحمن السحيم
جرى نقاش بيني وبين والدي بخصوص موضوع تركيب الدش من ناحية يجوز أو لا يجوز فوالدي يقول أنه حرام ولا يجوز إدخاله في البيت لأي سبب من الأسباب .
ورأيي في ذلك أن الدش فيه الخير وفيه الشر وأخبرت والدي أنني أستطيع أن أسيطر على نفسي في استخدامه بتشفير القنوات السيئة المنافية للدين و الأخلاق .
وسؤالي هو : هل يجوز إدخال الدش في البيت وفي غرفتي الخاصة بالتحديد بالضوابط التي ذكرت أعلاه وخصوصاً أن والدي يرفض إدخاله البيت إلا بوجود فتوى بذلك الأمر .
( أرجوا منكم فضيلة الشيخ كتابة الجواب وجزاكم الله خيراً )
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك
القنوات الفضائية عموما شرّها أكثر من خيرها ، وضررها أكبر من نفعها
وإذا كان كذلك فإنه لا يجوز إدخالها للبيوت
والخير الذي فيها موجود في غيرها
وقواعد الشريعة تنصّ على منع مثل ذلك ، فمن ذلك :
أن درء المفاسد مُقدّم على جلب المصالح
وأنه لا ضرر ولا ضِرار
وأن باب الذرائع يجب أن يُسدّ
ومن الذي يقول إنه يملك نفسه أمام الفتن ؟
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجّال : من سمع بالدجال فلينأ عنه ، فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
ومعنى ( ينأ ) أي يبتعد عنه .
وكم من الناس زيّن لهم الشيطان في البداية الأطباق الفضائية الجالبة للقنوات الفضائحية بحجة أن فيها خيراً ، وأنه سوف يُتابع الأخبار من خلالها .
ثم ما لبث الشيطان أن سار به إلى الخطوة الثانية ثم الثالثة ثم أدمن مشاهدة الفسق والفجور .
وقد يقول الشخص عن نفسه - ابتداء - : لا . أنا لن أصل إلى هذه المرحلة !
فأقول إن المسألة خطوات ، وقد حذّرنا ربنا من خطوات الشيطان فقال : ( وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ )
وإن كنت عازما على القنوات وكان لديك من الأوقات ما تقضيه أمامها فعليك بالقنوات المحافِظة ؛ فهي سالمة من الإثم والفجور
وفيها خير كثير
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض