روى عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : أكانت الحائض تُؤمَر أن تتوضأ عند وقت كل صلاة ، ثم تجلس فَتُكَبِّر وتَذْكُر الله ساعة ؟ قال : لم يبلغني في ذلك شئ ، وإن ذلك لَحَسَن ، قال معمر : وبلغني أن الحائض كانت تُؤمَر بذلك عند وقت كل صلاة .
قال ابن عبد البر : من السلف مَن كان يَرَى للحائض ويأمرها أن تتوضأ عند وقت الصلاة ، وتذكر الله ، وتستقبل القبلة ذَاكِرَة لله جالسة .
وروى خالد عن عقبة بن عامر ومكحول قال مكحول : كان ذلك من هدي نساء المسلمين في أيام حيضهن .
ثم قال ابن عبد البر : هو أمْر مَتْرُوك عند جماعة الفقهاء ، بل يكرهونه .
وذَكَر الإمام لنووي الخلاف في وضوء الْجُنُب والْحِكْمَة مِنه ، ثم قال : قال المازري : ويَجْري هذا الخلاف فى وضوء الحائض قبل أن تنام ؛ فمن عَلّل بِالْمَبِيت على طهارة اسْتَحَبّه لها ، هذا كلام المازري . وأما أصحابنا فانهم مُتَّفِقُون على أنه لا يُسْتَحَب الوضوء للحائض والنفساء ؛ لأن الوضوء لا يُؤثِّر في حَدَثهما ، فإن كانت الحائض قد انقطعت حيضتها صارت كَالْجُنُب ، والله أعلم . اهـ .
وقال ابن حجر عن وضوء الْجُنبُ : وقال ابن دقيق العيد : نص الشافعي رحمه الله على أن ذلك ليس على الحائض ؛ لأنها لو اغتسلت لم يرتفع حدثها بخلاف الْجُنب ، لكن إذا انقطع دمها استُحبّ لها ذلك . اهـ .
ورَوى ابن أبي شيبة مِن طريق جابر عن أبي جعفر ، قال : إنا لنأمُر نساءنا في الْحَيض أن يتوضَّأن في وقت كل صلاة ، ثم يَجلسن ويُسبحن ويَذكرن الله .
وروى مِن طريق يزيد بن إبراهيم عن الحسن ، قال : سمعته يقول في الحائض : توضأ عند كل صلاة وتذكر الله .
قال الحكم بن عتيبة : كان يُعجبهم في المرأة الحائض ان تتوضأ وضوءها للصلاة ثم تُسبِّح الله وتُكبِّره في وقت الصلاة . رواه الدارمي .
وقال عطاء في المرأة الحائض : توضأ عند كل صلاة ثم تستقبل القبلة وتُسبّح وتُكبّر وتدعو الله . رواه الدارمي .
وقال مكحول : تؤمر الحائض تتوضأ عند مواقيت الصلاة وتستقبل القبلة وتذكر الله . رواه الدارمي .
ما حكم وضوء الحائض قبل النوم أو بأي وقت ؟
العرض العادي
