راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.86 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشــاد الـصــلاة
افتراضي في بلادنا يُؤذَّن لصلاة الفجر قبل طلوع الفجر .. فهل أصلي بعد الأذان ؟
قديم بتاريخ : 27-02-2010 الساعة : 11:52 PM

فى بلادنا يؤذن للفجر قبل ظهور الفجر فهل صحيح الا اصلى حتى ارى بعينى انتشار نور الفجر فى السماء و هل بالتالى اقوم الليل حتى هذا الميعاد حتى و لو اذن المؤذن ؟

الجواب :

يرى بعض علمائنا أن بين التقويم وطلوع الفجر الصادق أحيانا ما يزيد على عشرين دقيقة ، وقد سمعت ذلك من شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .

وأما الشيخ الألباني رحمه الله فقد أوصل الوقت بين التقويم وطلوع الفجر الصادق إلى نصف ساعة !

قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
الفجر : من طلوع الفجر الثاني - وهو البياض المعترض في الأفق - إلى أن تطلع الشمس . وهنا أنبه ! فأقول : أن التقويم تقويم أم القرى فيه تقديم خمس دقائق في أذان الفجر على مدار السنة ، فالذي يصلي أول ما يؤذن يعتبر أنه صلى قبل الوقت وهذا شئ اختبرناه في الحساب الفلكي واختبرناه أيضاً في الرؤية . فلذلك لا يعتمد هذا بالنسبة لأذان الفجر ، لأنه مقدم وهذه مسألة خطرة جدا . لو تكبر للإحرام فقط قبل أن يدخل الوقت ما صحت صلاتك فريضة . وقد حدثني أناس كثيرون ممن يعيشون في البر وليس حولهم أنوار أنهم لا يشاهدون الفجر إلا بعد هذا التقويم بثلث ساعة ، أي عشرون دقيقة ، أو ربع ساعة أحياناً ، ولكن التقاويم الأخرى الفلكية التي بالحساب بينها وبين هذا التقويم خمس دقائق . على كل حال وقت صلاة الفجر من طلوع الفجر الثاني إلى طلوع الشمس . اهـ . (شرح رياض الصالحين)

وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
وقد رأيت ذلك بنفسي مرارا مِن دَاري في جبل هملان - جنوب شرق عمَّان - ومكنني ذلك من التأكد من صحة ما ذكره بعض الغيورين على تصحيح عبادة المسلمين ، أن أذان الفجر في بعض البلاد العربية يُرفع قبل الفجر الصادق بزمن يتراوح بين العشرين والثلاثين دقيقة ، أي قبل الفجر الكاذب أيضاً ! وكثيراً ما سمعت إقامة صلاة الفجر من بعض المساجد مع طلوع الفجر الصادق ، وهم يؤذنون قبلها بنحو نصف ساعة ، وعلى ذلك فقد صلوا سنة الفجر قبل وقتها ، وقد يستعجلون بأداء الفريضة أيضاً قبل وقتها في شهر رمضان ، كما سمعته من إذاعة دمشق وأنا أتسحر رمضان الماضي (1406) ، وفي ذلك تضييق على الناس بالتعجيل بالإمساك عن الطعام ، وتعريض لصلاة الفجر للبطلان ، وما ذلك إلى بسبب اعتمادهم على التوقيت الفلكي ، وإعراضهم عن التوقيت الشرعي . اهـ .

وأخبرني أبي رحمه الله أن الشيخ عمر بن سِليم رحمه الله بات ليلة في قرية مِن قُرى غرب بريدة ، فتأخّر في الحضور لصلاة الفجر ، فلما حضر صّلى تحية المسجد ، فلما فرَغ منها أراد المؤذِّن أن يُقيم الصلاة ، فقال له الشيخ عمر : انتظِر .. وبعد قليل هَمّ المؤذِّن أن يَقوم ليُقيم الصلاة ، فقال له الشيخ عمر : انتظِر .. فانزَعج المؤذِّن وقال : أنا أعرف الصُّبح .. لست دجاجة !! فقال الشيخ عمر : الصبح تعرفه الدجاجة !
فلما مضى وقت ، قال الشيخ عمر : قوموا الآن فَصَلّوا راتبة الفجر ، فلما صلّوها ، قال للمؤذِّن : أقِم الصلاة .
وهذا يدلّ على أن التبكير في أذان الفجر ووجود وقت بين الأذان وطُلوع الفجر الصادق - كان قديما .

والتأذِين لصلاة الفجر قبل الوقت قَديم ، ولَه أصل في السُّنّة ، ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : إن بِلالاً يُؤذِّن بِلَيل ، فَكُلُوا واشْرَبوا حتى يُؤذِّن ابن مَكْتوم . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يمنعن أحدا منكم أذان بلال - أو قال : نداء بلال - مِن سحوره فإنه يُؤذِّن - أو قال يُنادِي بِلَيل - لِيَرْجِع قائمَكم ، ويوقظ نائمَكم . رواه البخاري ومسلم .
قال الإمام النووي :
فلفظة " قائمَكم " مَنصوبة مفعول " يَرجِع " ، ومعناه : أنه إنما يُؤذِّن بِلَيل ليُعْلِمكم بِأنّ الفجر ليس ببعيد ، فَيَرُدّ القائم المتهجّد إلى راحته ليَنام غَفْوة ليُصبح نشيطا ، أو يُوتِر إن لم يكن أوْتَر ، أو يَتَأهّب للصُّبْح إن احتاج إلى طهارة أخرى ، أو نحو ذلك مِن مَصَالِحه الْمُتَرَتّبة على عِلْمه بِقُرب الصُّبْح .
وقوله صلى الله عليه وسلم : " ويُوقِظ نائمكم " أي : لِيتأهّب للصُّبح أيضا بِفْعل ما أراد مِن تَهجّد قليل ، أو إيتَار إن لم يكن أوْتَر ، أو سَحور إن أراد الصّوم ، أو اغتسال أو وضوء أو غير ذلك مما يحتاج إليه قبل الفجر . اهـ .

قال الْخِرقيّ : وإن أذّن لِغير الفَجر قبل دخول الوقت أعاد إذا دَخل الوقت .
قال ابن قدامة : الكلام في هذه المسألة في فَصْلَين :
أحدهما : في أنّ الأذان قبل الوقت في غير الفَجر لا يُجزئ.
وهذا لا نعلم فيه خلافا ، قال ابن المنذر : أجْمَع أهَل العِلم على أنّ مِن السُّنّة أن يُؤذَّن للصلوات بعد دخول وقتها إلاّ الفجر .
الفصل الثاني : أنه يُشْرَع الأذان للفَجْر قَبل وَقتها .
وهو قول مالك ، والأوزاعي ، والشافعي ، وإسحاق . اهـ .

وقال ابن بطّال في شرح البخاري : واختلف العلماء في جواز الأذان للصبح قبل طلوع الفجر ؛ فأجاز ذلك طائفة ، وهو قول مالك ، والأوزاعي ، وأبى يوسف ، والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق .
وقال ابن حبيب : يُؤذِّن للصُّبح وَحدها قبل الفجر ، وذلك واسِع مِن نِصف الليل ، وذلك آخر أوقات العشاء إلى ما بعد ذلك .
وقال ابن وَهْب : لا يُؤذَّن لها قبل السُّدس الآخر مِن الليل ، وقاله سحنون .
وقالت طائفة : لا يجوز الأذان لها إلاّ بعد الفجر ، وهو قول الثوري ، وأبى حنيفة ، ومحمد ، واحتَجُّوا بِحَديث ابن مسعود رضي الله عنه . اهـ .

وقال القرطبي في تفسيره : أجْمَع أهل العِلم على أن مِن السُّنّة ألاّ يُؤذَّن للصلاة إلاّ بعد دخول وَقْتها إلاّ الفَجر، فإنه يُؤذَّن لها قبل طلوع الفجر في قول مالك والشافعي وأحمد وإسحاق وأبي ثور، وحُجّتهم قَول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن بِلالا يُؤذِّن بِلَيل ؛ فَكُلُوا واشْرَبوا حتى يُنادِي ابن أم مَكتوم . اهـ .

فأنت تَرى أن الكلام في المسألة قديم ، وليس مِن تشكيك بعض المعاصِرين ، كما يُقال ، وأنه لا إشكال في التّأذِين لصلاة الفجر قبل الوقت ، وإنما الإشكال الدخول في الصلاة قبل الوقت ، خاصة ما يَقع مِن بعض الأئمة في رمضان ، والعشر الأواخِر على وجه أخصّ ، وما يَقع مِن بعض النساء في البيوت .

وبناء عليه فإنه يجب على المسلم أن يحتاط لِدِينِه ، فلا يُصلي الفجر حتى يطلع الفجر الصادق ، وليس كل أحد يعرف الفجر الصادق ، كما أنه لا يُمكن رؤيته في المدن من أجل الإضاءة .
ويكفي في ذلك تيقّن طلوع الفجر ، فإن لم يُمكن فيحتاط لنفسه .
والأصل بقاء الليل حتى يطلع الفجر الصادق ، ومن تيقّن الليل فله أن يُصلي صلاة الليل ، وله أن يأكُل إلاّ أنه يحتاط لنفسه في صيامه ؛ فيُمسك حسب التقويم ؛ لأنه أبرأ لِذمّته ، وليس هذا تناقضا ، بل هو الخروج مِن عُهْدَة الواجِب بِيقين ؛ فيُمسك عن الأكل والشُّرب في صيامه حسب التقويم ، ولا يُصلّي حتى يتيقّن طلوع الفجر .

وسبق :
مَن نام عن الوتر كيف يقضيه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=5177

والله تعالى أعلى وأعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم

التعديل الأخير تم بواسطة ناصرة السنة ; 06-11-2012 الساعة 09:10 PM.

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إذا اختلف الناس في تحديد وقت طلوع الفجر في بلدنا فمتى أصلي ؟ مسلمة عربية إرشــاد الـصــلاة 1 17-04-2016 03:24 PM
صلينا الفجر قبل الأذان جهلا منا بموعِد الفجر فهل تجب علينا الإعادة ؟ راجية العفو إرشــاد الـصــلاة 0 29-06-2015 01:09 AM
ما حُكم قول (اللهم استودعتك صلاتي الفجر في وقتها) ليقوم المسلم لصلاة الفجر ؟ راجية العفو إرشــاد الـصــلاة 0 21-10-2012 03:38 PM
إذاكان يؤذن لصلاة الفجر قبل الوقت هل يصلى مع الجماعة أم ينتظر حتى ياتى الفجر راجية العفو إرشــاد الـصــلاة 0 21-09-2012 09:32 PM
هل صحيح:إذا قمت لصلاة الفجر والنور قد طلع أنها تسقط عني سنة الفجر راجية العفو إرشــاد الـصــلاة 0 28-02-2010 03:41 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى