العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقـسام الفـقـه الإسـلامي قسـم الفقه العـام
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

عبق
عضو مميز
رقم العضوية : 8
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في أرض الله الواسعة
المشاركات : 1,788
بمعدل : 0.34 يوميا

عبق غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبق


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفقه العـام
افتراضي ما الرد على مَن يطلب عدم إفتاء الناس بالرّاجِح ، وأن يُترك لهم حرية الاختيار مِن الأحكام ؟
قديم بتاريخ : 08-02-2010 الساعة : 08:09 PM


كَتَب أحد الإخوة :
أخي الفاضل أسد الصمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أغبطك على هذا الجهد الكبير الذي تبذله في هذا الموضوع وفي موضوعاتك المتميزة الأخرى لا يبتغى سوى مرضاة الله والدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة والمساهمة في نشر العلم على المسلمين ينتفعون بأكله ويعملون به . أسأل الله أن يقبل منك صالح الأعمال .أما ما آخذه علي ما تفضلت بطرحه من الجانب الخاص فهوالموضوع نفسه، وهو عن إمكانية الإنسان أن يرى الملائكة من عدمه. ولست أرى أن لهذه المواضيع العقائدية في الدين لها أهمية في شحذ همم المسلمين والإسلام الآن يتعرض لحرب ضروس من العالم كله تكالبت عليه فيها قوى الكفر والشر والعدوان وراحت تسفك الدم المسلم الطاهر جهاراً نهاراً صبحاً ومساء وليلاً.
نحن ياأخي لنا دور كبير في تعضيد المسلمين قي كافة أنحاء العالم ولو بالقلم والكتابة.
علينا أخي أن نكتب في الجهاد والشهادة والصبر والثبات على الدين.
نزل القرآن أول ما نزل على رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بسور وآيات العقيدة لمناسبة ذلك للزمان والمكان وعندما استتب الأمر بعد الهجرة بدأت السور والآيات في الشريعة والمعاملات تضع القواعد لدولة الإسلام مواكبة للمكان والزمان .
وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام كانت كذلك تواكب ما يتعرض له المسلمون من أحداث.
ليس علينا يا أخي أن نشغل المسلمين الذين يحاول الكفار أن يفتنوهم عن دينهم في هذا الزمان ، ليس علينا أن نشغلهم بالرأي في إمكانية رؤية الملائكة من عدمه فذلك ييرجم عدم مواكبتنا لأحداث المسلمين. ولا أطيل في هذا الصدد لكي أنتقل إلى الجانب العام.وذلك يا أخي الكريم هو مصادر الفتوى التي تفضلت بغرضها هنا وهي لعلماء أجلاء أفنوا حياتهم في خدمة الدين ولهم ما لهم من قدر وقيمة ، ولكني وجدت أنهم يمثلون رأي مدرسة واحدة من مدارس الإسلام الفقهية ، وتمنيت أن يشمل بحثك آراء المدارس الفقهية الكبرى الأخرى حتى نعرض على المسلم المتلقي الآراء المختلفة لكبار الفقهاء فيتبع من يقتنع به ولا نلزمه برأي مدرسة واحدة اقتنع بها أم لا .
يقول لنا تاريخ الإسلام أن تشايع المسلمون فرقاً وأتباعاً لمدارس فقهية مختلفة قد فرق شمل المسلمين وفتت من عضدهم ونمت بينهم العداوة والبغضاء كما هو كائن بين الفرق المسيحية من كاثوليكية وأنجليكية وأرثوذكسية وغيرها.
ولعلك ترى في زمننا الحديث ما يحدث في العراق مثلاً دليل على ذلك .
هل لنا أن نلم شمل المسلمين على كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا نتشايع بالتفاصيل .
كان الأزهر على مدى ألف سنة وحتى الآن يدرس المدراس الفقهية المعتدلة جميعاً من شافعية وحنبلية ومالكية وحنفية لأن كلها تصب في الإسلام ولم يفرض على المسلمين مدرسة بعينها ولهم هم الخيار ، وترى المسلم يأخذ ما يقتنع به من هنا وهناك، خليط من أفكار الآمة بمذاهبهم المختلفة فهو أولا وأخيراً الذي سيحاسب أمام ربه ولن يستطيع الاحتجاج بأن أخذ بآراء فلان أو غيره فقد خلق الله له عقلاً مثلما خلق لغيره فلم لم يعمله وليس في الإسلام واسطة بين العبد وربه كالمسيحية وغيرها ، ودراسة الفقه الإسلام واجب على كل مسلم لكي يترسخ داخله يقينه بالإسلام ويكون إيمانه صحيحاً قوياً ولا يكون من هؤلاء الذين لا يعرفون عن دينهم شيئاً وهم مسلمون بمنطق هذا ما آلينا عليه آباءنا .
أول كلمة نزلت في القرآن هي اقرأ ، وذلك واجب لاشك فيه على كل مسلم حق.لا أطيل أكثر من هذا أخي الكريم ، إنما هي مداخلة لست أرجو منها سوى وجه الله عز وجل وأن أرى المسلمين يوماً على قلب رجل واحد ينبذون الخلاف بينهم ولا يتشايعوا ولا يتطرفون لمذهب دون غيره بكل ما فيه فليس هناك عالماً مهما بلغ شأنه إلا وأخطأ في بعض رأيه والكمال لله وحده والله وهو مولانا ونعم النصير.تقبل تحياتي يا أخي وأضف عليها محبتي واحترامي

ثم ردّ الأخ ( أسد الصمت ) بقوله :
أطلب من إدارة المنتدى إحالة الموضوع إلى الشيخ عبد الرحمن السحيم .



الجواب :

وجزاك الله خيرا
وبارك الله فيك .

وشكرا لك أخي أسد الصمت ..

لِمَّا قَرأتُ ما تَفضَّل به أخي ممدوح تَذَكرتُ ما جَاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مِن أنه أتاه أعرابيٌّ عليه جبة من طيالسة مكفوفة بديباج أو مزرورة بديباج ، فقال عليه الصلاة والسلام : إن صاحبكم هذا يريد أن يَرْفَع كُلّ رَاعٍ ابن رَاعٍ ، ويَضَع كُلّ فَارس ابن فارس . رواه الإمام أحمد ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .

ولن أُناقِش أصل المسألة التي دار حولها الْخِلاف .
وإنما سوف أُناقِش الفِكرة التي يُنادِي بها الأخ ممدوح

وهي أن تُعرَض الآراء الفقهية على الناس ، ويُتَرك الاختيار للناس !
إذ يقول الأخ الفاضل : [وتمنيت أن يشمل بحثك آراء المدارس الفقهية الكبرى الأخرى حتى نعرض على المسلم المتلقي الآراء المختلفة لكبار الفقهاء فيتبع من يقتنع به ولا نلزمه برأي مدرسة واحدة اقتنع بها أم لا
ويمضي الأخ قائلا : [يستطيع الاحتجاج بأن أخذ بآراء فلان أو غيره فقد خلق الله له عقلاً مثلما خلق لغيره فلم لم يعمله وليس في الإسلام واسطة بين العبد وربه كالمسيحية وغيرها]

فأقول : هذا ليس صحيحا مِن وُجوه عديدة :

أولها : أنَّ مِن شأن هذا أن يَكون الناس كلهم علماء !
وأن يُرفَع شأن الجاهل ويُجَعل كَشَأن العَالِم .. وهذا ما جاءت الإشارة إليه في الحديث السابق :
إن صاحبكم هذا يريد أن يَرْفَع كُلّ رَاعٍ ابن رَاعٍ ، ويَضَع كُلّ فَارس ابن فارس .
وقد قال الله تبارك وتعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) ؟

ثانيها : أن يُهمَّش ويُلغَى دَور العلماء .. وقد رَفَع الله شأن العلماء ، وأعْلى قَدْرَهم ، فقال تعالى : (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) .

ثالثها : أنّ يُسأل الْجَاهِل ، لأن هذا القول مآله أن يَكون الناس كلهم فقهاء علماء !
وقد أمَر الله بِسؤال أهل العِلْم والصَّدُور عنهم .
قال تعالى : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) .

رابعها : أن العِلْم حِمْل ثقيل ، وليس بالأمر اليسير .
ولذا فإن علماء الأمة قليل إذا ما قُورِنوا بمجموع الأمة .

خامسها : أنه لا يجوز الكلام في الكِتاب والسنة إلاَّ عَن عِلْم .
قال الإمام الشاطبي :
" فإن القرآن والسنة لما كان عربيين لم يكن لينظر فيهما إلا عربي ، كما أن من لم يعرف مقاصدهما لم يَحِلّ له أن يتكلم فيهما ، إذ لا يصح له نظر حتى يكون عالما بهما ، فإنه إذا كان كذلك لم يختلف عليه شيء من الشريعة " .

سادسها : أن العلماء أعلم بِدِين الله وأعْرَف ، وقد اسْتَشْهَد الله بهم على أعظم مَشْهود ، وهو تَوحيده سبحانه وتعالى ، وقَرَن شَهادته بِشهادتهم ، فقال تبارك وتعالى : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) .
قال الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)
فأمَرَ تَعَالى بِـرَدّ الْمُتَنَازَع فيه إلى كتاب الله وسُنة نَبِـيِّه صلى الله عليه وسلم ، وليس لغير العلماء مَعرفة كَيفية الرَّدّ إلى الكتاب والسُّـنة ، ويدل هذا على صحة كَون سؤال العلماء وَاجِبًا ، وامْتثال فَتْوَاهم لازِماً.
قال سهل بن عبد الله رحمه الله : لايَزال الناس بِخير ما عَظَّمُوا السلطان والعلماء ، فإذا عظموا هَذين أصلح الله دنياهم وأخراهم ، وإذا اسْتَخَفُّوا بِهَذين أفْسَد دنياهم وأخراهم .

وفي تفسير قوله تعالى: ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا) .
قال القرطبي رحمه الله: ( لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) أي : يَسْتَخْرِجُونه ، أي : لَعَلِمُوا ما يَنْبَغِي أن يُفْشَى منه ، وما يَنْبَغِي أن يُكْتَم . اهـ .

سابعها : أن الناس اليوم إذا نَزَلتْ بهم نازلة ، أو حَصَلَتْ لهم مشكلة بادروا بسؤال العلماء ، ولو كان ذلك في جوف الليل !
فالذي يقع في مشكلة طلاق يُبادِر بالاتصال بأهل العلم ، يسألهم ويستفتيهم .
ولا يذهب يستفتي جاره أو صاحبه ، ولا يسأل طبيبا أو مهندسا عن مسألة شرعية !
وكَما لا يذهب المريض إلى النَّجار طلبًا للعِلاج ، ولا يذهب للخبّاز رغبة في إصلاح سيارته ! كذلك لا يَجوز أن يُستفتَى من ليس أهلاً لذلك .

ثامنها : أن مِن شأن هذا الصنيع أن يُجَعَل الْمُسْتَفْتِي في حيرة !
فلو سأل سائل مثلا عن مسألة فقهية ، ثم سُقنا له الآراء الفقهية المتباينة ، بين قول يَقول بالوجوب ، وقول يَقول بالاستحباب وقول ثالث يَقول بالْمَنْع والْحظْر ، ثم تَركْنَاه هكذا ، لأصبح في حيرة مِن أمْرِه .
وبعض المسائل يَكون في المذهب الواحد فيها أكثر مِن قَول ..
فمثلا : بعض الأقوال في بعض المذاهب تترَدَّد بين القول بالجواز والقول بالتَّحْرِيم !
وقد يَكون في المذهب الفقهي الواحد أربعة أقوال !
فبأيّ قَول يأخذ الْمُسْتَفْتِي ؟!
والْمُسْتَفْتِي عادة ليس عنده مِن الفقه ما يُؤهِّله للترجيح بين الأقوال ، ولا عَرْض الأدلة ونقد الضعيف ، ومعرفة القواعد والأشباه والنظائر ، وغير ذلك مِن وجُوه الاستدلال والترجيح ..
فإذا لم يَتِمّ الترجيح له مِن قِبَل مُخْتَصّ لم يَتَبيَّن له وَجْه الصواب !
ولا أقصد بذلك من كان طالبا للعِلْم وعنده زاد من الفقه يُؤهِّله لذلك ..
بل أقصد عامة الناس ، وهم الأكثر ، وهم السواد الأعظم في الأمة .

وبعض المسائل الفقهية قد تصل الأقوال فيها إلى عشرين قولا !
خذ على سبيل المثال : تعيين الصلاة الوسطى ، فيها ما يَقرب من عشرين قولا !
و الْمُسْتَفْتِي يسأل عن الصلاة الوسطى .. فهل نَسُوق له العشرين قَولاً ، ثم نَدَع له الاخْتِيار ؟!

وهل مَن أمْضى عُمُره في طَلب العِلْم والبحث والتفتيش عن مسائله كالذي لَم يُمضِ فيه سِوى ساعات قليلة مِن يوم أو مِن بعض يوم ؟!

وقال الأخ : [علينا أخي أن نكتب في الجهاد والشهادة والصبر والثبات على الدين]
أقول : هذا ليس بِجَيِّد مِن وُجوه :
الأول : أن حَصْر الكِتابات على هذا مِن شأنه إيجاد أجيال جاهلة بِدينها ، بل بِفرائض دِينها .
وقد حدّثني أستاذ جامعي في دولة عربية أن بعض الْمُتَقَدِّمِين للكليات الشرعية لا يَعرف كم عدد أركان الإسلام !
وهذا واقع لا يُنْكَر ! وبِقدر ما هو مُضْحِك إلاَّ أنه مؤلِم ..
الثاني : أن دِين الله كامل – كما تقدّم – ويجب الأخْذ بِه كله ، لا أن يُجزَّأ ..
الثالث : أن أوّل ما نَزَل ( اقرأ ) كما قال الأخ .. ومِن أوّل ما نَزل ( الْمُدّثِّر ) .. وفيها البراءة مِن الأوثان والأصنام وأهلها .. وفيها الحث على الصبر على الدعوة ..
الرابع : أنّ ذلك التدريج كان في زمن نُزول الوحي ، أما الآن فالدِّين كامل ، وليس فيه تَدرّج في التشريع ..
ولا أقصد أن لا يُكتَب في هذه المجالات ، بل هي مجالات سامية عالية ، ولكن كيف يثبت على دِين الله ، ويَطلب الشهادة من انْغَمس في ملذَّات الدُّنيا ؟!
كيف يَنتصر على العدو مَن لَم ينتصر على الشيطان في المعركة الأولى ؟!

نعم .. هذه مجالات مطلوبة .. ولكنها لَبِنَة في بُنيان لا بُدّ من تكامله وقيامه ..

وأما قول الأخ [كان الأزهر على مدى ألف سنة وحتى الآن يدرس المدارس الفقهية المعتدلة جميعاً من شافعية وحنبلية ومالكية وحنفية لأن كلها تصب في الإسلام ولم يفرض على المسلمين مدرسة بعينها]
فأقول : هذا غير صحيح !
ألا ترى أن الأزهر فَرَض على الأمَّـة تَـيَّارَين :
الأول : تيَّار التَّصَوُّف !
والثاني : تيَّار التَّمَشْعُر ( مذهب الأشاعرة في العقيدة )

وشَهِد شاهِد مِن أهلها ، وهو الشيخ عبد الرحمن الوكيل
في كِتَابه (صوفيات : خطاب مفتوح إلى حضرة السماحة شيخ مشايخ الطرق الصوفية)
وهو هنا :
www.saaid.net/book/open.php?cat=89&book=2108

والدولة العثمانية حَمَلْت الناس في الفقه والْمحاكم على المذهب الحنفي .

بل لم يقتصر الأمر على الدول الْمُتأخِّرة ، فقد كان هذا في الزمن السابق .. إذ كان الناس يُحمَلُون في القرن الْمُفضَّلة على اسْتِفْتَاء عالِم بِعينه !
وكان عَطاء بن أبي رَباح مِن الْمَوالِي – كان مملوكا - ، وكان يُقال لأمّة الإسلام في زَمانه : لا يُفتي الناس إلاَّ عطاء بن أبي رباح .
قال إبراهيم بن عمر بن كيسان : أذْكُرْهم في زمان بني أمية يأمُرون في الحج مُنادِيا يَصيح : لا يُفْتي الناس إلاَّ عطاء بن أبي رباح !
وقال أبو حازم الاعرج : فَاقَ عَطاء أهل مكة في الفتوى .

وقال ابن وهب : حججت سنة ثمان وأربعين ومئة وصائح يصيح : لا يُفْتِي الناس إلاَّ مَالك وعبد العزيز بن أبي سلمة .

إلى غير ذلك من الأمثلة التي تُبين أهمية الفتوى ، وعِظَم شأنها ، وأنها لَم تُجْعَل إلى كل عالِم ، فضلا عن أن تُجْعَل إلى آحاد الناس !

ولستُ أدعو هنا إلى تفريق الأمة وإلى تمزيقها ، ولا إلى تهميش بعض القضايا على حساب بعض ، فدينُنا دِين كامل .. قد امْتَنّ الله على الأمة بإكمال الدِّين ، وإتْمَام الـنِّعْمَـة ..
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا) ..
وليس في دِيننا قُشور ولُـبّ – كما يَدَّعي ذلك من لا فَهْم له – !
وإن كانت قضايا العِلْم الشرعي والعِبَادات مُتفاوتة ، و( قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) .
إلاَّ أنه مع ذلك لا يَجوز الاستهانة بشيء مِن قضايا العِلْم ، ولا بشيء من العبادات .

وللفائدة :
كيف نردّ على مَن يقول أنه يحقّ لكلِّ أحد أن يفهَم النُّصوص دون التقيّد بفَهم السَّلف ؟
http://saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/255.htm

ما الرد على شبهة تقول : (الفقه الإسلامي بحاجة إلى تجديد لأحكامه التي تعفَّنت) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1924

والله تعالى أعلم .

وأعتذر عن تأخّر الرّد لبعض الانشغال .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن السحيم


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما الضابط في إقامة الحد على من يسب الله ورسوله ولماذا يُترك المتطاولون من الروافض ؟ نسمات الفجر قسـم الفقه العـام 0 12-07-2015 08:18 AM
هل الاستخارة تكون عند الحيرة بين أمرين أم بعد الاختيار ؟ راجية العفو إرشــاد الـصــلاة 0 01-11-2014 02:57 PM
ما صحة حديث: "ألا أدلّكم على أكسل الناس ، وأسرق الناس ، وأبخل الناس ، وأجفى الناس" ؟ نسمات الفجر قسـم السنـة النبويـة 0 20-11-2013 06:57 PM
ما حكم الألعاب التي يشترك فيها ( الذكور والإناث ) في المنتديات راجية العفو قسـم الأنترنـت 0 30-12-2012 06:52 PM
ما الرد على من يزعم أن نار جهنم أسفل الأرض ؟ وحدد درجة حرارتها ؟ نبض الدعوة قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 03-10-2012 02:09 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى