[محب السلف]

...

أنا فتاة في الثالثة والعشرين من عمري .لم يكن في بالى موضوع الزواج مبكرا حتى حدث وجاءني شاب يتقدم لخطبتي (صديق أخي الأكبر) وكان ذلك منذ سنتين وثلاث شهور تقريبا..وكان يعمل في إحدى الدول العربية المجاورة

ونزل أجازه ليتقدم بالخطبة لي...وكنت أنا لا أعرف عنه شيء إلا أنه كان صديق أخي وكنت أراه معه بعض الأحيان....فعندما تقدم قال لي أبي وأمي وإخوتي أنه شاب جيد ومحترم ورشحوه لي ليكون زوجي...فوافقت على الخطبة على أساس ما ذكر عنه من أهلي وقلت لنفسي أن كل هذا سيظهر صحته من عدمه خلال فترة الخطوبة ...

.مر أسبوع على خطبتي من هذا الشاب ولم أره خلالها إلا (ست مرات فقط) ثم سافر إلى عمله في الخارج بحجة أنه مشغول ...وعمل توكيل لوالده بعد السفر ليقوم بكتب الكتاب (عقد الزواج)فقلت لنفسي عادي ونظرا لظروف عمله يريد أن يطمئن على أنني زوجته وأكيد سيأتي الوقت لأعرف فيه هذا الشاب جيدا بعد عودته من السفر.

مر على سفره شهر تقريبا وعاد...وهنا كانت المشكلة فبعد ما عاد من عمله في الخارج وجدته يقول أنتِ زوجتي الآن وأريد أن أحدد ميعاد الدخلة لأسافر بك مره أخرى إلى عملي في الخارج وقد أتفق هو وأهلي على الميعاد بعد عودته بخمسة أيام فقط..وأنا أشعر أنني أعامل مثل الحيوانات فجلست مع أهلي لأقول لهم أنا لا أعرف هذا الشاب جيدا ولا أستطيع زواجه بهذه السرعة أو على الأقل الدخلة تكون بهذه السرعة وفوجئت بأهلي يقولون هو خلاص بقى زوجك.

فأحسست أنى أرمي بنفسي في أحضان رجل غريب لا أعرفه...فتمردت وقلت لأهلي لن يدخل بي هذا الرجل بهذه الطريقة فهذا حرام ولكنهم لم يستجيبوا..فامتنعت عن الأكل والشرب وتدهورت حالتي النفسية حتى قاموا بنقلي إلى المستشفى وقال لهم الطبيب حاولوا تريحوها عشان حالتها متدهورة جدا ويمكن أن تخسروها تماما....

فقام أبى بالتوجه إلي قائلا أنتِ عايزة تنفصلي عنه فقلت له نعم أنا لا أريد الزواج نهائي من أي أحد لو كان الزواج بهذه الطريقة...فقال لي أبي أنني طلقت منه وأن كل شيء بيني وبينه انتهى وقد سافر إلى محل عمله بالخارج وأهم شيء أن أقوم أنا بالسلامة....وخرجت من المستشفى وتابعت حياتي على هذا الأساس أنني فتاة غير متزوجة..فكنت أدرس في إحدى الكليات وكان لي عمل أعمل فيه على سبيل التسلية وادخار بعض الأموال لحاجاتي الشخصية...وفضلت على هذا الحال لمدة سنتين...حتى قابلت شاب جيد ومحترم وكنت معجبة به وهو كان يحبني جدا...

فطلب منى رقم والدي ليقوم بالتقدم لي ففرحت كثيرا لأنني كنت أحبه أيضا وفورا فاتحت أهلي بموضوع هذا الشاب..فقال لي عمي هاتي رقم تليفونه لأتكلم معه وأحدد معه ميعاد ليأتي فيه ونتعرف عليه...وبعد يومين وجدت هذا الشاب لم يظهر حتى عندما رأيته وجدت أسلوبه متغير معي..وبعد إلحاح شديد منى قلت له ماذا قال عمي لك فصدمني عندما قال لي (عمك طلب مني أن أبعد عنك لأنك متزوجة وتوسل إليّ ألا أقول لك هذا ولكني قلت له حرام أزاي تكون متجوزة وهى ما تعرفش؟ ذنبها إيه تكسروا قلبها كده) قابلت كلمات هذا الشاب الذي أحبه وشعرت أنني في يوم من الأيام سأكون سعيد معه كالطعنات....

فواجهت أهل بهذا الكلام قالوا لي أنني فعلا لا زلت على ذمته ومعندناش بنات بتطلق ولكني لم أيأس وفضلت أحاول معهم على أساس أني لا أحبه وقد أقلمت حياتي بدونه ولكنهم أهانوني بجميع أنواع الإهانة والضرب ولم يعيروا كلامي أي اهتمام وقالوا لي أنتِ صغيرة ومش عارفة مصلحتك فين..ولم أيأس بعد كل هذا وقررت أن أبحث عن هذا الرجل الذين يقولون عنه أنه زوجي وأنا بالكاد أذكر شكله...

حتى استطعت أن أصل إلى بريده الالكتروني وراسلته وقلت له أنا لا أريد منك شيء سوى أن ننفصل بكل احترام فأنا لن أجد الراحة معك إذا تزوجنا..فإذا به يقرر النزول إلى مصر ليقابل أهلي...وبعد وصوله وجلوسه مع أهلي ومعي قال لي أنتِ زوجتي الآن ومفيش طلاق ومش بعد ما أنا عملت كل ده واستنيت كل ده أطلق!! وقال لي لو عايزة تطلقي يبقى نتكلم في الموضوع ده بعد الدخلة!!

أرجوكم يا أهل العلم أفيدوني أنا لا أعرف ماذا أفعل وأهلي متسلطين جدا ولا يقفون في صفي..
فقد فكرت في آخر الحلول أن أرفع دعوى خلع ولكنى لا أعرف هل أنا وضعي شرعي وصحيح أم لا؟



الجواب :

أعانك الله .

لا يجوز إكراه المرأة على زوج لا تُريده ولا ترضاه ؛ لأنها هي التي سوف تعيش معه وتُعاشره .وقد ردّ النبي صلى الله عليه وسلم النكاح الذي أُكرِهت عليه المرأة ، وجَعَل الأمر لها .

فقد روى البخاري عن خنساء بنت خذام الأنصارية أن أباها زوجها وهي ثيّب ، فكرهت ذلك ، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فَرَدّ نكاحها .

وروى البخاري أيضا أن امرأة من ولد جعفر تخوّفت أن يزوجها وليها وهي كارهة ، فأرسلت إلى شيخين من الأنصار ( عبد الرحمن ومجمع ابني جارية ) قالا : فلا تخشين ، فإن خنساء بنت خذام أنكحها أبوها وهي كارهة فَرَدّ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك .

وعن عائشة رضي الله عنها أن فتاة دَخَلَتْ عليها ، فقالت : إن أبي زوّجني ابن أخيه ، ليرفع بي خسيسته ! وأنا كارهة . قالت : اجلسي حتى يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فأرسل إلى أبيها فَدَعَاه ، فَجَعَلَ الأمر إليها ، فقالت : يا رسول الله قد أجَزْتُ ما صَنَع أبي ، ولكن أردت أن أُعْلِم أللنساء من الأمر شيء . رواه الإمام أحمد والنسائي .
وفي رواية لأحمد : ولكن أرَدْتُ أن تَعْلَم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء !

وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن جارية بِكرًا أتت النبي صلى الله عليه وسلم فَذَكرت أن أباها زوجها وهي كارهة ، فخيّرها النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه .

وإذا أصرّ أهلك على زواج لا ترتضينه ، فإن لك رفع أمرك إلى القضاء الشرعي ، والمطالبة بِفسخ النكاح ، ولا يُعتبر ذلك من العقوق لوالديك .

وهنا :
هل يجوز للفتاة التي يعضلها والدها أن تتزوج بدون موافقة أبيها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8609

فتاة تقدم لها خاطب وهو متزوج وهي تريده وأهلها يرفضون؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=393

هل يجوز للفتاة أن ترفض تزويج أهلها لها من ابن عمّها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6688

أهلي يريدون أن يغصبوني على الزواج فماذا أفعل ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11235

أهلها يرفضون تزويجها . هل تلجا إلى المحكمة ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=860

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم