[نسمات الفجر]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين
عندي سؤال وله فروع يا فضيله الشيخ جزاك الله عنا وعن امة سيدنا محمد خير الجزاء وبارك الله فيك.
ان اعيش في اوروبا منذ زمن طويل ما يقارب 15 عاما ومتزوجا ولدي طفلين والحمد والمنة لله جل في علاه.
ولكني لا استطيع العمل منذ 15 عاما لاسباب كثيره ولا استطيع ان اترك زوجتي ان تعمل بسبب رعايتها للاطفال وهى ترفض ايضا العمل رغم حصولها على الماجستير في علم الكيمياء العضويه لانه يتحتم عليها ان تضع الاطفال في الحضانه بين ايادي من وجهة نظرنا ليست امينه.
ولاننا نسعى ان يتعلم الاطفال اللغة العربيه والدين الاسلامي دون ان تشوب افكارهم شائبه من ما يتعلموه في الحضانه وان تكون اللغة العربيه هى لغة الام لديهم قبل ام يتعلموا لغة الدوله التي نعيش فيها.
ولحمد والمنة لله الولد الكبير وعمره سنتين لا يفهم اي كلمة من لغة الدولة التي نعيش فيه وانما فقط العربي.
ونتلقى من الدوله (المساعده الاجتماعيه المعروفه) ولكنها مع الاسف لاتكفي الا لمصاريف الشهر.
اي لا نستطيع ان نوفر منها شيئا للقيام بمشروع او شئ من هذا القبيل في بلدنا او بناء بيت يسترنا اذا عدنا الى بلدنا ونعيش دون الاعتماد على احد.
وفي بلدنا لا يوجد لنا شئ يذكر ولا حتى صفيح من الزنك .
وبما اننا نعيش في قرية وكلنا اقارب ويعرف بعضنا البعض لو عدنا اليها في حالنا هذه لاصبحنا مثلا سيئاً لكل من يفشل في الحياة لو قدمنا الف الف دليل بان الله سبحانه بيده مفاتيح الرزق يرزق من يشاء ويقدر رزقه على من يشاء. ولن يؤمنوا لنا اننا قمنا بكل ما في وسعنا من اجل العمل ولكن الله يفعل ما يريد. لن يؤمنوا لنا وسوف نتهم بكل التهم والافترائات والتجني.
انا من قريه ولا تقول لي يا فضيلة الشيخ لا تسمع لما يقولنوه لانني اعرف من اي قرية انا واي قوم هم قومي.
ولن نسلم من القال والقيل ان قريتنا قرية صعبة الفكر.
فقمنا وقدمنا على قرض من البلديه التي نسكن بها وهو لا يعتبر قرضا وانما ان نأخذ المساعده الاجتماعيه مقدما لمدة 3 سنوات ونقوم بفتح شركة متواضعه نستطيع من خلال هذه الشركه وهذا العمل وتوفر المال ان شاء رب العالمين لتأمين شئ لنا في بلدنا.
على شرط ان تقوم هذه الشركه التي سوف نؤسسها وخلال 6 شهور باطعامنا ولاعتماد عليها في سبل عيشنا دون الاعتماد على المساعد الاجتماعيه, حتى يتم توقيف هذه المساعد من قبل البلديه.
وعندما عرض المشروع على مستشارين البلديه قالوا لنا ان هذا المشروع يكلف اكثر من القرض وانه يجب علينا ان ناخذ قرضا اضافيا من البنك بفائده ونحن نرفض ذالك رفضا قاطعا بسبب الربا المترتب على هذا القرض.
ولان المشروع باذن الله ناجح لم يعترض البنك في تقديم هذا القرض عندما سالته البلديه بتقديمه اذا طلبنا منه هذا القرض.
السؤال فضيلة الشيخ بارك الله فيك
اذا اصرت البلديه على هذا القرض لانهم يخافو ان نقوم بالمشروع ويخسر بسبب قلة المبلغ الذي يقدموه لنا والذي لا يحق لنا ان ناخذ اكثر من ذالك. بان ندعم المشروع بقرض من البنك هل يجوز لنا الاقتراض رغم اننا متوكلين على الله بان المبلغ الذي سيقدموه لنا كافي باذن الله تعالى ولكن هؤلاء القوم لا يقتنعوا بعون الله وقدرته وتيسره.
قال لي احد الاصدقاء ونصحني بان اخذ القرض ولا اعمل فيه وبعد فترة من الزمن اقوم برده للبنك دون فائدة بعد الحصول على القرض من البلديه والذي هو حقنا.
ولكن نخاف ان يزلنا الشيطان ويوسس لنا ونقوم باستثمار هذا القرض والذي يتراوح ما بين 10 و15 الفا مع المال الاخر.
وبسبب الحال الذين نعيشوه والضيق والخوف من الغد على الاولاد ومستقبلنا في هذه البلاد والتي يكاد العمر ان يضيع فيها دون نتيجه نخاف ان يزلنا الشيطان ويستغل حالنا ونسعى الى الربح السريع لهجرة هذه البلاد.

الفرع الثاني
هل اذا حصلنا على هذا القرض من البلديه للمشروع هل توجب زكاة هذا المال.
الفرع الثالث
البلديه تقول انها ربما ترفض اعطائنا المال في حال عدم اقتراض من البنك. وهناك احتمال بان ترفض البلديه اعطائنا المال لفتح المشروع دون سبب.لانهم الان يشعروا اننا ندخل الدين في امور حياتنا وان زوجتي لا تريد العمل بسبب اسباب دينيه.
هل اذا رفضت البلديه اقراضنا المال يجوز لنا ان نقترض من البنك بالفائده لفتح هذا المشروع لتوفير بعض المال للخروج من هذه البلاد لحماية اطفالنا وانفسنا.وكما ذكرت لك يا فضيلة الشيخ لا نستطيع ان نعود الى البلاد بهذه الحاله ونحن الان نعيش بين نارين.
لنا خمسة عشر عاما لم نر اهلنا وقد قمت بكل ما في استطاعتي للعمل في الحلال ولكن لم اوفق الى الان. واعمال الحرام تنهال على منذ 15 عشرا عاما ولكني ابيت وآثرت ان اكون على ما انا عليه الان على المال الحرام.
ولكن العمر بداء يمضي والخوف بداء يتسلل الى قلبي وخصوصا بعد الزواج والاطفال.
جزاكم الله خير الجزاء وبارك الله فيكم



الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
ووفَّقَك الله لِكُلّ خَيْر ، وصَبّ عليك الخير صبّا ..

لا يجوز أخذ القرض بِحال من ألأحوال ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حوصروا في الشِّعْب ثلاث سنوات ، أكلوا معها جُلود الميتة وأوراق الشَّجَر حتى تقرّحت أشداقهم ، أي : تجرّحت أفواههم من الداخل من شدّة الحال ، ومع ذلك لم يأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من ذلك ، فَدَلّ على أن الربا لا يجوز بِحال من الأحوال ، بِخلاف أكل الميتة ونحوه الذي يجوز عند الاضطرار .

فلا يجوز الاقتراض من البنك .

وما يُؤمِّن الإنسان أن يستزِلّه الشيطان فيأخذ القرض ثم يقع في الربا ؟
أو يأخذ القرض ثم يموت وهو في ذمّته ؟

وأما القرض الذي تُقدِّمه البلدية فليس فيه زكاة حتى يحول عليه الْحول ، أي : بعد مرور سنة على المال . وإذا تم عمل مشروع بذلك المال ففيه الزكاة بعد مرور عام على المشروع ، لأنه مِن عروض التجارة .

وقد تجد لك مخرجا في مسألة " الـتَّورّق " .
وسبق التفصيل فيها هنا :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2889

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد