محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : سلطنة عمان
المشاركات : 2,125
بمعدل : 0.41 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد الشـبـاب
افتراضي والدي يأمرني بحلق اللحية فكيف أتصرف ؟
قديم بتاريخ : 22-02-2010 الساعة : 10:41 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا وزادك من العلم والتقوى والثبات على الإيمان جرت مجادلة بيني وبين أبي لأنه يريد مني حلق اللحية وكانت من شبهاته : إن الله جميل يحب الجمال . ويقول لي إن لحيتك غير مكتملة وغير متناسقة فيجب عليك حلقها من أجل أن تكبر بصورة طبيعية
والشبهة الثانية : يقول لي : أنا والدك ويجب عليك طاعتي إذن احلقها بماكينة الكهرباء على درجة لا تظهر من ذلك الشعر إلا لونه ويقول وبذلك تم الوفاق فقد حلقتها وأيضا لم تحلقها
والشبهة الثالثة : فهو ينكر أن الصحابة كانوا يعفون لحاهم رغم ما قلته له من أحاديث محتجا بأناس درسوا في الأزهر وهم يحلقون لحاهم ويقول إن البلد بأكملها علمائها حالقين لحاهم . فكيف يكون الصواب إعفاء اللحية ؟
والشبهة الرابعة : فإنه يحكي لي قصص عن أناس كانت الشرطة تأخذهم لأنهم معفون لحاهم. ويقول : إن نظام البلد سيئ أي أنه يخاف من يأخذني الشرطة رغم أنني ولله الحمد أعيش في أمان منهم .
فأرجو توضيح ضوابط الضرورة . وجزاكم الله خيرا لو أبسطت القول في ذلك وذكرت شبه مجيز حلق اللحية والرد عليها، وأدلة إعفاءها من الكتاب والسنة ومن أقوال العلماء وما هو الأخذ من اللحية وما هي حدوده ؟ أم أنه لم يرد عن النبي شيء من ذلك ؟
كما أنني أرجوا أن تحيل كل قول إلى مصدره وموقعه لتكون لي حجة .



الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيراً

وأعانك على فِعل الخير

أولاً : قول والدك - هداه الله لمرضاته - : (إن الله جميل يحب الجمال) . أقول : الذي قال : " إن الله جميل يحب الجمال " هو الذي أمر بإعفاء اللحية ، فلا تعارُض بينهما ، بل إن اللحى زِينة الرِّجَال ، ولذلك قال غير واحد من المفسِّرين في تفسير قوله تعالى : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ) قالوا : أكرَم الرجال باللحى ، والنساء بالذوائب .

وجاء تعظيم اللحية في الإسلام بحيث لو اعتدى شخص على آخر فأتلف لحيته بِنتف أو غيره ، أن فيها الدية كاملة ! قال ابن قدامة في المغْنِي : وإن أبقى من لحيته ما لا جَمَال فيه ، أو من الشعور ؛ ففيه وجهان :

أحدهما : يؤخذ بالقسط .

والثاني : تجب الدية كاملة ؛ لأنه أذهب المقصود كله ، فأشبه ما لو أذهب ضوء العينين . اهـ .


كما نصّ العلماء على أن إتلاف اللحية لا يجوز القصاص فيه ، تعظيما لها . قال البهوتي : " ويَحْرُم التعزير بِحَلْقِ لحيته لما فيه من الْمُثْـلـة " . اهـ . أي لما فيه من تشويه الصورة .

فاللحية جَمَال وليست تشويهاً .

ثانياً : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَعتني بِلحيَتِه ، فيُسرِّحها بالمشط . قال سهل بن سعد رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه ، ويُسَرِّح لحيته بالماء .

ثالثاً : لم يكن حلق اللحى معروفا عند العرب ، وإنما كان عند أمم الكُفر ، كالمجوس وغيرهم . ولذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مشابهة المجوس والمشركين .

رابعاً : لم يُنقَل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قصّر لِحيته ، ولا أنه أخذ منها ، ولا أخذ شعرة واحدة . وكان عليه الصلاة والسلام يُعفي لحيته ، حتى كان الصحابة رضي الله عنهم يَعرفون قراءته باضطراب لحيته . قيل لِخَبّاب رضي الله عنه : أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر ؟ قال : نعم . قيل : بِمَ كنتم تعرفون ذاك ؟ قال : باضطراب لحيته . رواه البخاري .

خامساً : كون اللحية لم يكتمل طلوعها ، أو لم تتناسق ليس عُذراً تُحلَق معه اللحية . ولذا لما جاءه والد أبي بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم لحيته بيضاء ، أمر بتغيير الشيب ، وان يُجنّب السواد ، كما في مسند الإمام أحمد وصحيح مُسلم .

روى الإمام أحمد والإمام مسلم عن جابر رضي الله عنه قال : أُتِيَ بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بَياضاً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : غَيِّروا هذا بشيء ، واجتنبوا السَّوَاد . ولم يأمرهم عليه الصلاة والسلام بأخذ شعرة واحدة من لحيته رغم كِبَر سِـنِّـه .

سادساً : قوله: (أنا والدك ويجب عليك طاعتي)

الجواب عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن طاعة المخلوق في معصية الخالِق . لا طاعة في معصية الله ، إنما الطاعة في المعروف . رواه البخاري ومسلم . وقال عليه الصلاة والسلام : على المرء والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يُؤمَر بمعصية ، فإن أُمِرَ بمعصية فلا سمع ولا طاعة . رواه البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنه ، ومسلم من حديث عليّ رضي الله عنه .

وقوله : احلقها بآلة كهربائية . نقول له : هذه الآلة تُسمّى " حلاّقة " ! والفِعل يُسمّى " حِلاقة " ولو حَلَق بها رجل مُحرِم بحج أو عُمرة لزمته الفِدية ، لأنها حِلاقة ، سواء كانت بالموس أو بالآلة الكهربائية . ثم إن هذا من التحايل على شرع الله ، وقد جاء التحذير عن مشابهة اليهود الذين يستحلّ,ن محارِم الله بأدنى الْحِيَل .

سابعاً : أما الصحابة فلم يُنقَل عن واحد منهم أنه كان يَحلِق لِحيَته ، ولا أنه كان يُحِفّ لِحيته ، كما نُقِل عن بعضهم أنه كان يُحفِي شارِبه . تخفيف الشارِب وحفّه وَرَد عن غير واحد من الصحابة ، ولم يَرِد عن واحد منهم أنه حفّ لحيته .

والذي وَرَد عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يُعفِي لحيته ، فإذا حجّ أو اعتمر قبض على لحيته فأخذ ما زاد عن القبضة . وهذا يَعني أنه كان يُعفي لحيته طيلة العام ، ولا يأخذ منها شيئا ، إلا في حج أو عُمرة ، فإنه يأخذ ما زاد عن قبضة الكفّ .

وهذا يَعني أنه لا يأخذ ما كان أقلّ من القبضة . والذي يبقى بعد القبضة حوالي ( 10 سم ) ، فأين هذا ممن لا تكاد تُرى لحاهم من أثر التخفيف ؟!

ثامناً : احتجاجه بعلماء البلد ، هذه حجة داحضة ، فإن الحجة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، لا في عمل الناس ..فالناس قد يَعتريهم النقص ، وقد يُصابُون بالضعف ، وبحظوظ الأنفس ، أما الكتاب والسنة فلا يعتريهما شيء من ذلك .

ثم إن الحيّ لا تُؤمَن عليه الفتنة .

قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : من كان مُسْتَنا فَلْيَسْتَنّ بمن قد مات ، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة ؛ أبرّها قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلّفا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ونَقْلِ دِينه ، فَتَشَبّهوا بأخلاقهم وطرائقهم ، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على الهدى المستقيم . رواه أبو نُعيم في الحلية .

فالذي يُريد الاقتداء لا يَقتدي بِحيّ لا تؤمن عليه الفتنة ، بل يتشبّه بالكِرام ، فإن التشبّه بالكرام فَلاَح . قال ابن مسعود رضي الله عنه : ألا لا يُقَلِّدنّ رجلٌ رجلاً دينه ، فإن آمن آمن ، وإن كَفَر كَفَر ، فإن كان مُقَلِّداً لا محالة فليقلِّد الميت ، ويترك الحيّ ، فإن الحيّ لا تؤمن عليه الفتنة . رواه البيهقي في السنن الكُبرى .

أما الضرورة فهي أن يَخاف الإنسان على دِينه أو على نفسه أو على ماله أو على عِرضه . أما مُجرّد التوهّم فليس بِحجّة ولا ضرورة . نعم لو أُلجئ الإنسان وأُكرِه ، فهو معذور ولو تلفّظ بالكُفر ، لقوله تعالى : ( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) .

فالذي يُكرَه ولا صَبر له ، معذور ، أما إذا صَبَر فهو أفضل ولا شكّ .

ويَدلّ عليه قوله عليه الصلاة والسلام : لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب ما يَصْرِفه ذلك عن دينه ، ويوضع المنشار على مَفرق رأسه فَيُشَقّ باثنين ما يَصرفه ذلك عن دينه . رواه البخاري .


وقال غير واحد من الصحابة على تعذيب الكفّار ، كَصَبْرِ بلال وخباب وغيرهما رضي الله عنهم . وسبق أن كتبت مقالاً بعنوان : ما آن لهذه أن تُعـتَـق ؟!
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=43

وهنا :
يسأل عن قص اللحية حتى لا يتعرض للمضايقات
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16754

أُمِّي تطلب مِنِّي حلق أو تقصير اللحية ، فهل أطيعها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3184

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
والدي يرفُض فكرة الخطّابة فهل يصِحّ العقد إذا خُطبت عن طريقها دون عِلم والدي ؟ راجية العفو قسـم المحرمـات والمنهيات 0 16-11-2015 07:35 PM
والدي يأمرني بترك صلاة الجماعة فهل تجوز لي مخالفته ؟ نسمات الفجر قسم الأسرة المسلمة 0 09-12-2013 02:34 AM
والدي لا يستطيع التحكّم بالبول ويستخدم قسطرة خارجية فكيف يؤدّي الصلاة راجية العفو إرشــاد الـصــلاة 0 16-07-2013 12:27 AM
زوجي يجبرني على مشاهدة الأفلام الإباحية فكيف أتصرف ؟ نسمات الفجر قسم الأسرة المسلمة 0 27-05-2013 07:43 PM
طلب منّي والدي التوقيع للتنازل عن بعض أملاكه لإخواني فكيف أتصرف مع هذا الظُلم ؟ راجية العفو قسم الأسرة المسلمة 0 30-10-2012 04:17 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 05:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى