العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام القـرآن والسنـة قسـم السنـة النبويـة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

مُسلم
عضو نشيط
رقم العضوية : 398
الإنتساب : Jan 2013
المشاركات : 61
بمعدل : 0.01 يوميا

مُسلم غير متواجد حالياً عرض البوم صور مُسلم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي مامعنى ما في الحديث : " ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه " ؟
قديم بتاريخ : 21-10-2015 الساعة : 05:20 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ياشيخ لدي إشكال في مسأله وهي عن حديثي رسول الله صلى الله عليه وسلم :

من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . في يوم مائة مرة ، كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه

وقوله صلى الله عليه وسلم :

من قال حين يصبح وحين يمسي : سبحان الله وبحمده مائة مرة : لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به ، إلا أحد قال مثل ما قال ، أو زاد عليه .


فمالمعنى ياشيخ في قوله صلى الله عليه وسلم (لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به) فهل يعني يكون أفضل حتى من الشهيد الميت في سبيل الله و هل من داوم على هذا العمل الذي لا يكلف من الوقت الا يسيرًا يكون أفضل ممن داوم على قيام الليل طوال حياته وختم القرآن كل اسبوع إذا كان هؤلاء لم يداوموا على قول لا إله الا الله وحده لا شريك له ؟؟

وهل أيضا يكون أفضل من الذي لايفتر لسانه من التسبيح والتحميد وذكر الله لأنه لم يفعل مثله ؟


عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : مُسلم المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-10-2015 الساعة : 11:56 PM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الذي يظهر أن التفضيل في الأذكار ، وليس بين جميع الأعمال ، ومعلوم أن الفرائض أفضل مِن النوافل وأفضل مِن الأذكار .
فيكون معناه على هذا : لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به في الأذكار .

أو أن المقصود : مِن أفضل الأعمال ، وهذا أسلوب معروف عند العرب ، أن تأتي (من) ويُراد بها التبعيض .
وفي القرآن على سبيل المثال : قوله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا)
وقوله : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ)
وقوله : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ)
وقوله : (فمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا)
وغيرها مِن الآيات في هذا المعنى ، والجمع بين هذه الآيات أن يُقدّر ( مِن ) فيها ؛ لأن من المعلوم أن إثم كَتم الشهادة ليس كإثم افتراء الكذب على الله ، فلهذا يُمكن أن يُقال : إن كاتم الشهادة أظلم الخلق ، على تقدير (مِن) ، ومعناه : مِن أظْلَم الْخَلْق .

وجاء هذا الأسلوب في أحاديث كثيرة .

قال ابن خزيمة رحمه الله : العرب قد تقول : إن أفضل العمل كذا ، وإنما تُريد " مِن أفضل " و " خير العمل كذا " وإنما تُريد : مِن خير العمل . اهـ .

وقد ذَكَر ابن عبد البر حديث : مَن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، في يوم مائة مرة كانت له عَدل عشر رقاب ، وكُتبت له مائة حسنة ، ومُحيت عنه مائة سيئة ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلاّ أحد عمل أكثر مِن ذلك . ثم قال ابن عبد البر : في هذا الحديث دليل على أن الذِّكر أفضل الأعمال ، ألاَ تَرى أن هذا الكلام إذا قيل مائة مرة يعدل عشر رقاب إلى ما ذُكِر فيه من الحسنات ومَحو السيئات ، وهذا أمر كثير ، فسبحان المتفضّل الْمُنْعِم ، لا إله إلاّ هو العليم الخبير . اهـ .

وقال الباجي : وقوله : " ولم يأت أحد بأفضل مما جاء إلاّ أحد عمل أكثر مِن ذلك " تَنبيه على أن هذا غاية في ذِكْر الله تعالى ، وأنه قَلّ ما يزيد عليه ، ولذلك قال : " ولم يأت أحد بأفضل مما جاء " ولو لم يُفِد ذلك لبَطَلَت فائدة الكلام ؛ لأن كل ما أتى إنسان ببعضه فإن أحدا لا يأتي بأفضل مما جاء به إلاّ مَن جاء بأكثر مِن ذلك ، لكنه أفاد بذلك أن هذا غاية في بَابِه . اهـ .

والأعمال تتفاضل وتتفاوت في الفضل والأجر بِحسَب ما يَقوم بِقَلْب صاحبها مِن إخلاص لله عزَّ وجَلّ وحضور قَلْب ، ومُداومة عليها ، وليس بحسب كثرتها وقَدْر التعب الذي فيها .

قال الْعِزّ بن عبد السلام : فإن قيل: قد يُرَتِّب الشَّرع على الفعل اليسير مثل ما يُرَتِّب على الفعل الخطير، كما رَتّب غُفران الذنوب على الحج المبرور ، ورَتّب مثل ذلك على موافقة تأمِين الْمُصَلِّي تأمين الملائكة ، ورَتّب غُفران الذنوب على قيام ليلة القَدْر ، كما رَتّبه على قيام جميع رمضان ؟
فالجواب : أن هذه الطاعات وإن تساوَت في التكفير ، فلا تساوي بينها في الأجور ؛ فإن الله سبحانه وتعالى رَتّب على الحسنات رَفع الدرجات وتكفير السيئات ، ولا يلزم مِن التساوي في تكفير السيئات التساوي في رَفع الدرجات ، وكلامنا في جملة ما يَترتّب على الفعل مِن جَلب المصالح ودَرء المفاسد ، وذلك مُختلف فيه باختلاف الأعمال ؛ فمن الأعمال ما يكون شريفا بنفسه وفيما رُتِّب عليه مِن جلب المصالح ودرء المفاسد ، فيكون القليل منه أفضل مِن الكثير من غيره ، والخفيف منه أفضل من الشاقّ مِن غيره ، ولا يكون الثواب على قَدر النَّصب في مثل هذا الباب ، كما ظن بعض الجهَلَة ، بل ثوابه على قَدْر خَطَرِه في نفسه ، كالمعارف العلية والأحوال السنية والكلمات المرضية ؛ فَرُبّ عبادة خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان ، وعبادة ثقيلة على الإنسان خفيفة في الميزان ، بدليل أن التوحيد خفيف على الجنان واللسان وهو أفضل ما أُعْطِيه الإنسان ومَنّ به الرحمن ، والتفوّه به أفضل كل كلام ، بدليل أنه يوجب الْجِنَان ، ويدرأ غضب الدّيّان ، وقد صرح عليه الصلاة والسلام بأنه أفضل الأعمال ، لَمّا قيل له : أي الأعمال أفضل ؟ فقال : " إيمان بالله " ، وجَعَل الجهاد دونه مع أنه أشقّ منه ، وكذلك معرفة التوحيد أفضل المعارف ، واعتقاده أفضل الاعتقادات ، مع سهولة ذلك وخِفّته بعد تَحقّقه ، وقد كانت قُرّة عين النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، وكانت شاقّة على غيره ، وليست صلاة غيره مع مَشَقّتها مُسَاوية لصلاته مع خِفّتها وقُرّتِها ، وكذلك إعطاء الزكاة عن طيب نفس أفضل من إعطائها مع البخل ، ومجاهدة النفس .
وكذلك جَعَل رسول الله صلى الله عليه وسلم الماهر بالقرآن مع السَّفَرة الكرام البَرَرة ، وجَعَل للذي يَقرؤه ويتتعتع فيه وهو عليه شاقّ أجْرَين .
ومما يدل على أن الثواب لا يَترتّب على قَدْر النَّصَب في جميع العبادات ما رَوى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مَليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم مِن إنفاق الذهب والوَرِق ، وخير لكم من أن تَلْقَوا عدوّكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى ، قال : ذِكْر الله . قال معاذ بن جبل : ما شيء أنجا من عذاب الله من ذكر الله . رواه الترمذي ...
والحاصل بأن الثواب يَتَرَتّب على تفاوت الرُّتب في الشِّرف ، فإن تساوى العملان من كل وَجه كان أكثر الثواب على أكثرهما ؛ لقوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ) .
فإن قيل : ما ضابط الفعل الشاق الذي يُؤجَر عليه أكثر مما يُؤجَر على الخفيف ؟
قلت : إذا اتَّحَدّ الفِعْلان في الشَّرف والشرائط والسُّنن والأركان ، وكان أحدهما شاقا فقد استويا في أجرهما لتساوِيهما في جميع الوظائف ، وانفرد أحدهما بِتَحَمّل الْمَشَقّة لأجل الله سبحانه وتعالى ، فأُثِيب على تَحَمّل الْمَشَقّة لا على عَيْن الْمَشَاقّ ، إذْ لا يَصح التقرّب بالْمَشَاقّ ؛ لأن القُرَب كلها تعظيم للرب سبحانه وتعالى ، وليس عين الْمَشَاقّ تعظيما ولا توقيرا . اهـ .

وتوسّط ابن القيم في مسألة تفضيل الذِّكْر ؛ فقال :
وفي الترمذي أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل أنه يقول : " إن عبدي الذي يَذكرني وهو مُلاقٍ قِرْنه " ، وهذا الحديث هو فَصل الخطاب والتفصيل بين الذاكر والمجاهد ، فإن الذاكِر المجاهد أفضل مِن الذاكِر بلا جهاد والمجاهد الغافل، والذاكر بلا جهاد أفضل مِن المجاهد الغافل عن الله تعالى .
فأفضل الذاكرين المجاهدون ، وأفضل المجاهدين الذاكرون . اهـ .

وقال رحمه الله عن الذّكْر وفَضْلِه : العطاء والفضل الذي رُتِّب عليه لم يُرَتَّب على غيره مِن الأعمال . اهـ .

وقال الصنعاني : وَرَد في الحديث ما يَدلّ على أن الذِّكْر أفضل الأعمال جميعها ، وهو ما أخرجه الترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم مِن حديث أبي الدرداء مرفوعا : " ألاَ أُخبركم بِخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم مِن إنفاق الذهب والوَرِق ، وخير لكم من أن تَلْقَوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى ، قال : " ذِكْر الله " .
ولا تُعارِضه أحاديث فضل الجهاد ، وأنه أفضل مِن الذِّكر ؛ لأن المراد بالذِّكْر الأفضل مِن الجهاد ذِكْر اللسان والقلب والتفكّر في المعنى ، واستحضار عظمة الله ؛ فهذا أفضل مِن الجهاد ، والجهاد أفضل مِن الذِّكر باللسان فقط .
وقال ابن العربي : إنه ما مِن عمل صالح إلاّ والذِّكْر مُشْتَرَط في تصحيحه ؛ فَمَن لم يذْكُر الله عند صدقته ، أو صيامه ؛ فليس عمله كاملا ، فصار الذِّكْر أفضل الأعمال مِن هذه الحيثية . اهـ .

وكلّما كان العمل الصالح مَخفيّا عن أعين الناس كان أقرب إلى الإخلاص .
ولذلك فُضِّلَتْ صدقة السِّرّ ، وقراءة السِّرّ ، وقيام الليل ، وغير ذلك مما يُخفَى .
قال الشيخ السعدي : ومِن أفضل أنواع الإحسان في عبادة الخالِق : صلاة الليل ، الدالة على الإخلاص ، وتواطؤ القلب واللسان . اهـ .

وكان بعض السلف لا يَخرج بِصَدَقَتِه إلاّ بالليل ؛ لأنه أخفى عن أعين الناس .

والله تعالى أعلم .

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أريد نصيحتكم بأفضل الكتب في العقيدة ؟ نسمات الفجر قسـم الفتـاوى العامـة 0 05-09-2016 04:35 AM
كيف أستطيع الحُكم على صِحة الحديث إذا اختلفت الآراء حول درجة الحديث ؟ راجية العفو قسـم السنـة النبويـة 0 06-11-2012 09:02 PM
الحديث الـ 105 في قراءة أكثر من سورة ، والإخلال بالترتيب راجية العفو شرح أحاديث عمدة الأحكام 0 15-03-2010 12:49 AM
مامعنى: قرار المرأة في بيتها عزيمة شرعية راجية العفو إرشـاد المـرأة 0 02-03-2010 10:21 PM
هل تعلمون مامعنى جزاك الله خير ؟؟؟ رولينا قسـم الفقه العـام 0 16-02-2010 10:49 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 10:37 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى