[نسمات الفجر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل جزاك الله خيرا والله إني أستفيد من ردودك كثيرا في الرد على الرافضة هذه شبه رافضية للنيل من الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وادعائهم انه قتل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد واعتمدوا في شبهتم على بعض الروايات التاريخية وهي :
أخبرنا أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن عبد الله ابن محمد بن حكيم عن خالد بن سعيد عن أبيه قال لما أراد معاوية أن يعقد ليزيد قال لأهل الشام إن أمير المؤمنين قد كبر ودنا من أجله فما ترون وقد أردتم أن أولى رجلا بعدى فقالوا عليك عبد الرحمن بن خالد فأضمرها واشتكى عبد الرحمن فأمر ابن أثال طبيبا كان له من عظماء الروم فسقاه شربة فمات فبلغ معاوية فقال ما الجد إلا ما أقعص عنك من تكره
وبلغ حديثه ابن أخيه خالد بن المهاجر فورد دمشق مع مولى له يقال له نافع فقعد لابن أثال فلما طلع منصرفا من عند معاوية شد عليه وضربه خالد فطلبهما معاوية فوجدهما فقال معاوية قتلته لعنك الله قال نعم قتل المأمور وبقى الآمر ولو كنا على سواء ما تكلمت بهذا الكلام وقضى في ابن أثال بالدية اثنا عشر ألف درهم وأدخل بيت المال منها ستة آلاف وكان دية المعاهد حتى قام عمر بن عبد العزيز فأبطل الذي كان السلطان يأخذه منها وقال خالد حين رجع إلى المدينة ...............
كتاب المنمق
مقتل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد وعلته
ذكر ابن الكلبي عن خالد بن سعيد عن أبيه أن معاوية لما أراد أن يبايع ليزيد قال لأهل الشام: إن أمير المؤمنين قد كبرت سنه ودنا من أجله وقد أرت أن أولي الأمر رجلا بعدي فما ترون ؟ فقالوا: عليك بعبد الرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة، وكان فاضلا، فسكت معاوية وأضمرها في نفسه، ثم إن عبد الرحمن اشتكى فدعا معاوية ابن أثال وكان من عظماء الروم وكان متطببا يختلف إلى معاوية فقال: ائت عبد الرحمن فاحتل له، فأتى عبد الرحمن فسقاه شربة فانخرق عبد الرحمن ومات، .........
تاريخ دمشق
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم أنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر الواقدي نا عبد الله بن جعفر عن صالح بن كيسان قال كانت غزوة أبي عبد الرحمن القيني مبلغا إلى عبد الرحمن وكان شاتيا بأرض الروم يعني سنة ست وأربعين وقدم عبد الرحمن بن خالد بن الوليد حمص قافلا ودس ابن أثال بعض أولئك المماليك فسقاه شربة فمات عبد الرحمن بحمص فاستعمل معاوية ابن أثال على خراج حمص وكان أركونا من أركنة النصارى عظيما فاعترض له خالد بن عبد الرحمن بن خالد فضربه بالسيف فقتله فرفع إلى ......
تاريخ دمشق
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار(صدوق أخباري علامة) قال فولد المهاجر بن خالد خالدا وأمه مريم ابنة لحاء بن عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة وكان خالد بن المهاجر بن خالد مع عبد الله بن الزبير وكان اتهم معاوية بن أبي سفيان أن يكون دس إلى عمه عبد الرحمن بن خالد متطببا يقال له ابن أثال فسقاه في دواء شربة فمات فيها فاعترض لابن أثال فقتله ثم لم يزل مخالفا لبني أمية وكان شاعرا



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

وهل سَلِم أحد من الرافضة ؟!
الجواب : نعم ، سَلِم منهم اليهود والنصارى والمجوس والشيطان الرجيم !
أما الأخيار فما سَلِموا منهم .
ولو افترضنا أن معاوية رضي الله عنه قتل ابن خالد بن الوليد .. أليسوا يطعنون في عِرض خالد بن الوليد وينالون منه ؟!
كما هنا ( شبهة وجوابها ) :
كيف نرد على هذا الرافضي الذي يطعن في خالد بن الوليد رضي الله عنه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1403

فليست القضية انتصارا لأحد من أهل الإسلام ، وإنما هي الطعن في كل فاضل !
حتى طعنوا في أشرف عِرْض ، وهو عِرْض رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالرافضة تسبّ وتلعن أبا بكر وعمر وابنتيهما ( عائشة وحفصة ) رضي الله عنهم أجمعين .

والرد على الرافضة في ذلك أن يُقال :
ما لكم ولأقوام حطّوا رحالهم في الجنة ؟
ما لكم ولأقوام رضي الله عنهم ورضوا عنه ؟

ثم إن هذه أخبار تاريخية لا يُعَوّل عليها في الطعن في عِرْض مسلم من عامة الناس ، فكيف بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
وفي أغلب أسانيدها ضعف ، فرواية الواقدي ضعيفة ، ورواية الكلبي أضعف منها .

ولعل أمثلها ما رواه الزبير بن بكار ، وهو مُنقطِع ؛ فإن الزبير بن بكّار توفيّ سنة ست وخمسين ومئتين (256 هـ ) ، وقد بلغ أربعا وثمانين سنة ، وهو يروي حادثة وقعت سنة ست وأربعين (46 هـ ) !
فكم بين الزبير بن بكّار والحادثة التي يرويها ؟!
فَمَوْلِد الزبير بن بكار (172 هـ ) ، أي : أن بين مولده وبين تلك القصة أكثر من مائة وعشرين (120) عاما !

ولو افترضنا صحة تلك القصص ، فما لكم ولأقوام قدِموا على الله ؟!
هل سنكون حُكاما بين الْخَلق حتى وإن كانوا ماتوا منذ أكثر من ألف سنة ؟!

ولو افترضنا صِحّة تلك القصص .. أليست فِتنًا طهّر الله منها أسيافنا ، أفلا نُطهِّر منها ألسنتنا ؟!

ورحِم الله عمرين بن عبدالعزيز إذ قيل له : ما تقول في أهل صفين ؟ قال : تلك دماء طهر الله منها يدي فلا أحب أن أخْضِب بها لساني .

وهل هذا هو امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم القائل : إذا ذُكر أصحابي فأمْسِكُوا ، وإذا ذُكرت النجوم فأمسكوا ، وإذا ذُكر القَدَر فأمسكوا . رواه الطبراني في الكبير واللالكائي في الاعتقاد . وصححه الألباني .

ثم إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم سبقوا في الفضل ، فلا أحد يقرب منهم ، فضلا عن أن ينال منهم !
ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : لا تسبوا أصحابي . لا تسبوا أصحابي ، فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهبا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه . رواه البخاري ومسلم .

ورَحِم الله القاضي ابن العربي المالكي إذ يقول : فأعرِضُوا عن الغاوين ، وازْجُروا العَاوِين ! وعرِّجوا على الناكثين ، إلى سُنن المهتَدِين . وأمسِكوا الألسنة عن السابِقين في الدِّين .
وإياكم أن تكونوا يوم القيامة من الهالكين بِخصومة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد هَلَك من كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خَصْمه . ودَعُوا ما مضَى ، فقد قضى الله ما قضى . اهـ .

وسبق :
قصة التحكيم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=788


والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد