|  | 
| 
|   
     
 
 
 | المنتدى : 
قسـم الفتـاوى العامـة 
 هل يوجد شرعا فرق بين : الحسد و المنافسة و المسابقة ؟  بتاريخ : 24-04-2013 الساعة : 12:13 AM 
 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
 هل يوجد شرعا فرق بين : الحسد و المنافسة و المسابقة ؟
 و بارك الله فيكم.
 
 
  
 الجواب :
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
 وبارك الله فيك .
 
 نعم ، بينها فَرْق .
 
 فالْحَسَد مذموم شَرْعا ، إلاّ ما كان على سَبيل الغِبطة ، وما كان باعثه التنافس في الخيرات ، وليس فيه إثم ولا بَغي ، ولا تَمَنِّي زوال النعمة .
 وهذا الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : لا حَسَدَ إِلاّ فِي اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ : لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ ، فَقَالَ رَجُلٌ : لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ . رواه البخاري ومسلم .
 
 والتنافس إذا لم يكن فيه إثم ولا بغي فهو مطلوب شرعا .
 قال الله تعالى : (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)
 وكذلك المسارَعة إذا كانت في الخيرات ، فهي مطلوبة شرعا .
 قال الله تعالى : (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) .
 وقال عَزّ وَجَلّ : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) .
 وقال تبارك وتعالى : (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) الآية .
 
 قال ابن القيم : والفرق بين المنافسة والحسد ؛ أن المنافسة المبادرة إلى الكمال الذي تُشَاهِد مِن غَيرك ، فتنافسه فيه حتى تلحقه أو تجاوزه ، فهي مِن شَرَف الـنَّفْس وعُلُوّ الْهِمّة وكِبر القَدْر .
 وقال : والحسد خُلُق نَفْس ذَميمة وَضِيعه ساقِطة ، ليس فيها حرص على الخير ، فَلِعَجْزِها ومَهَانَتها تَحْسد مَن يَكسب الخير والمحامد ويفوز بها دونها ، وتتمنى أن لَو فَاتَه كَسْبها حتى يُساويها في العَدَم !
 وقال أيضا : فالحسود عدو النعمة ، مُتَمَنّ زوالها عن المحسود ، كما زالت عنه هو . والمنافِس مُسابِق النعمة مُتَمَنّ تمامها عليه وعلى مَن يُنافِسه ، فهو ينافس غيره أن يعلو عليه ، ويُحِبّ لحاقه به أو مجاوزته له في الفضل . والحسود يحب انحطاط غيره حتى يُساويه في النقصان . وأكثر النفوس الفاضلة الخيرة تنتفع بالمنافسة .
 
 وقال : وقد يُطْلق اسم الْحَسد على المنافسة المحمودة ، كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : لا حَسد إلاّ في اثنتين : " رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به أناء الليل وأطراف النهار ، ورجل آتاه الله مالاً فَسَلّطه على هَلَكَته في الحق " . فهذا حَسد مُنافسة وغِبطة يَدلّ على عُلو هِمّة صاحبه ، وكِبر نفسه ، وطلبها للـتَّشَبُّه بأهل الفضل . اهـ .
 
 وسبق :
 هل صحيح أنّ مَن رأى نعمة غيره يبرِّك ومَن رأى نعمة نفسه يقول ما شاء الله ؟
 http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=13984
 
 والله تعالى أعلم .
 (وللعِلْم لا أجيز لأحد أن يسألني عن بحوث علمية مُكلّف بها .. )
 
 المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
 عضو مكتب الدعوة والإرشاد
 
 
 |  |  |  |   |  | 
 |