السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
بارك الله فيكم شيخنا و جزاكم خيرا على ما تقدموه لنا و للأمة الإسلامية ، و جزاكم به يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
سؤالي : في بلدنا (بلد إسلامي) شيخنا نعاني كثيرا في الفترة الأخيرة من صعوبة سحب أموالنا (رواتبنا) من مراكز البريد ومن البنوك (بنوك ربوية لأنه لا توجد لدينا بنوك إسلامية (ولا حول و لا قوة إلا بالله )، لكن الأمر أخف بالنسبة للبنوك.
لهذا اضطررت لفتح حساب بالبنك الربوي الذي كنت أتهرب دوما من التعامل معه و غيرت رقم حسابي من البريد إلى البنك وهذا لتسهيل عملية السحب . مع العلم أنه لن أُعطي فوائد على ذلك ، فكل تعاملاتي تنحصر في سحب راتبي من البنك و بدون فوائد لأنه لن يكون وديعة.
فهل ما فعلته فيه ريب ؟ لأنني تعاملت مع البنك الربوي على الرغم أنني لا آخذ فوائد على ذلك؟ أم كان يجدر بي عدم فعل ذلك ؟
و إذا كان الأمر حرام . فهل أغلق حسابي البنكي تماما حتى لا أدخل في الشبهات ؟
جزاكم الله خيرا.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
يجوز التعامل مع الْمَصَارِف الربوية إذا دَعَت الحاجة إلى ذلك ، ولم يكن مِن بَدِيل عنها .
وقد سُئل شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله :
اختلفت الأقوال حول إيداع النقود في البنوك بدون أخذ فوائد خوفا عليها من السرقة في البيت، أرجو توضيح القول الراجح في المسألة .
فأجاب رحمه الله :
إيداع الأموال في البنوك للضرورة أمر جائز، وقد صدرت مِنّا فتاوى في ذلك ومن اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء ، وذلك للضرورة ؛ لأن بعض الناس لا يأمن على أهل البيت ، فإذا دعت الحاجة إلى ذلك فلا بأس بإيداعها في البنوك من دون أخذ فائدة حتى يأخذها، وإذا تيسر إيداعها في مكان آخر أمين غير البنوك فهو الذي ينبغي له والأولى ، وإذا لم يتيسر ذلك فلا حرج في إيداعها ، وليس معناه المراباة فيها ، وليس عليه إثم ، فهو إنما أوْدَعها لحفظها حذرا مِن الخطر عليها ، أما من تعاطى الربا فيها فالإثم عليه .
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء :
لا بأس بأخذ الرواتب التي تصرف عن طريق البنك ؛ لأنك تأخذها في مقابل عملك في غير البنك، لكن بِشَرط أن لا تتركها في البنك بعد الأمر بصرفها لك مِن أجل الاستثمار الربوي .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم