العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام العقيـدة والتوحيـد قسـم العقـيدة والـتوحيد
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.62 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم العقـيدة والـتوحيد
افتراضي ما رأيكم في تهويل أمر تأثير الجِنّ وما يذكرونه مِن طرق كثيرة للرقية الشرعية ؟
قديم بتاريخ : 09-11-2012 الساعة : 07:21 PM


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا يا شيخ

نعلم أن الرقية هي ما ورد في الكتاب والسنة من آيات قرآنية وأذكار وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم .

ولكن نرى الآن مواقع للرقية الشرعية من الكتاب والسنة فيها دراسات وبحوث عميقة في مجال الرقية وفي مجال الجن وتصنيفاتهم وطرق إيذائهم للبشر , حتى يخال للقارئ أن الجن قوى عظمى .

في هذه المواقع طرق التشخيص كما تعتمد على علاجات بالإضافة إلى الأذكار والقرآن بأشياء حسية من أعشاب وزيوت وماء

حتى أن البرنامج العلاجي يكون معقدا ومكلفا للوقت والجهد .

فهل التعقيد في طرق العلاجات , وتهويل إيذاء الجن وربما يكون المريض مصاب نفسي وليس روحي , جائز ؟

هل مواقع الرقية بصورتها الحالية هذه شرعية فعليا فهي تذكر أن هذه الطرق لا تخرج عن الكتاب والسنة ؟

هل العمل في هذه المواقع وتولي الإشراف بها جائز شرعا ؟



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

تهويل شأن الجن مِن الإرجاف ! ومِن التهويل ، وتخويف الناس ، وهذا كله لا يجوز .
وشأن الجن أضعف مِن ذلك .
والإنس هم الذين يَصنعون مِن الجن تهاويل !
قال الله عزّ وَجَلّ : (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) .
قال عكرمة : كان الجن يَفْرَقُون مِن الإنس كما يَفْرَق الإنس منهم أو أشد ، فكان الإنس إذا نزلوا واديا هَرَب الجن ، فيقول سيد القوم نعوذ بِسَيِّد أهل هذا الوادي ، فقال الجن : نَرَاهم يَفْرَقُون مِنَّا كما نَفْرَق منهم ، فَدَنَوا مِن الإنس فأصابوهم بالخَبَل والجنون ، فذلك قول الله عز وجل : (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقا) ، أي : إثما .
وقال ابن كثير في تفسيره : وقوله : (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) ، أي : كُنَّا نَرى أن لنا فضلا على الإنس ؛ لأنهم كانوا يَعوذون بِنا ، إي : إذا نَزَلُوا وادِيًا أو مكانا مُوحِشا مِن البراري وغيرها - كما كان عادة العرب في جاهليتها - يَعُوذون بِعَظِيم ذلك المكان مِن الجان أن يُصيبهم بشيء يسوؤهم ، كما كان أحدهم يدخل بلاد أعدائه في جِوار رَجُل كبير وذِمامه وخَفارته ، فلما رأت الجن أن الإنس يَعوذون بهم مِن خوفهم منهم ، (فَزَادُوهُمْ رَهَقًا)، أي : خَوفا وإرهابا وذُعْرا ، حتى بَقُوا أشد منهم مخافة وأكثر تعوذا بهم ، كما قال قتادة : (فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) ، أي : إثْمًا ، وازدادت الجن عليهم بذلك جراءة . اهـ .

والشياطين أضعف مِن أن تفتح بابًا ذُكِر عليه اسم الله ، وهي أضعف من أن تَكْشِف إناء ذُكِر عليه اسم الله . ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : أَغْلِقُوا الأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا . رواه البخاري ومسلم .
والشياطين أضعف مِن أن تضرّ بني آدم ، ما لم يجعل ابن آدم لها عليه سبيلا . والذِّكْر حِصن حصين .

وإذا صَدَق المؤمن في توكّله صَرَع الشياطين !
قال ابن القيم رحمه الله : وبالذِّكر يَصرع العبدُ الشيطان ، كما يصرع الشيطان أهل الغفلة والنسيان . قال بعض السلف : إذا تمكن الذِّكر من القلب فإن دنا منه الشيطان صرعه كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان ، فيجتمع عليه الشياطين فيقولون : ما لهذا ؟ فيقال : قد مسّه الإنسي ! وهو [ أي الذِّكر ] رُوح الأعمال الصالحة ، فإذا خلا العمل عن الذِّكر كان كالجسد الذي لا رُوح فيه ، والله أعلم . اهـ .

وقال ابن كثير : قال أبو عبيد في كتاب " الغريب" : حدثنا أبو معاوية عن أبي عاصم الثقفي عن الشعبي عن عبد الله بن مسعود قال : خَرَج رَجُل مِن الإنس فَلَقِيه رَجُل مِن الجن ، فقال : هل لك أن تُصَارِعني ؟ فإن صرعتني علمتك آية إذا قرأتها حين تدخل بيتك لم يَدخُل شيطان . فَصَارَعه فَصَرَعه ، فقال : إني أراك ضئيلا شخيتا ، كأن ذراعيك ذراعا كلب ! أفهكذا أنتم أيها الجن كلكم ، أم أنت مِن بينهم ؟ فقال : إني بينهم لضليع ، فَعَاودني ، فَصَارَعه فَصَرَعه الإنسي . فقال : تقرأ آية الكرسي ، فإنه لا يقرؤها أحد إذا دخل بيته إلاَّ خرج الشيطان وله خَبَخٌ كخبج الحمار .
فقيل لابن مسعود : أهو عُمر ؟ فقال : مَن عسى أن يكون إلاَّ عُمر .
قال أبو عبيد : الضئيل: النحيف الجسم ، والخَبَج بالخاء المعجمة ، ويُقال : بالحاء المهملة : الضراط . اهـ .

وأما الرُّقْيَة فإن بابها واسِع ، وتدخلها التجربة ما لم يكن فيها محاذير شرعية .
ففي صحيح مسلم عن عوف بن مالك الأشجعي قال : كنا نَرقي في الجاهلية فقلنا : يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال : اعْرِضُوا عليّ رُقاكم ، لا بأس بالرُّقى ما لم يكن فيه شِرْك .

وتدخلها الأدوية الشعبية ، مثل : ورق السِّدر ، والشبّ ، والْمِلْح ، وغير ذلك .
وما وَرَد في أشفية الكِتاب والسنة ، مثل : العسل ، والحبة السوداء ، وزيت الزيتون ، ونحو ذلك.

وسبق :
العشر الشافيات التي أمر بها الرسول صلي الله عليه وسلم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3785

هل يجوز الاستعانة بالجن المسلمين لفكّ السِّحر ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2990

التنازع بين الرقاة , وهل يجوز الاستعانة بالجن في العلاج ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4937

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض




إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما صِحة موضوع تأثير سورة (يس) في علاج النسيان ؟ نسمات الفجر قسم القـرآن وعلـومه 0 13-05-2015 09:38 AM
هل قراءة المرأة الحائض للرقية الشرعية أو سورة البقرة على نفسها أو أحد أبنائها تفيد ؟ ناصرة السنة قسم القـرآن وعلـومه 0 17-11-2012 10:00 PM
هل لمواقع النجوم تأثير على رسم ملامح شخصية الإنسان ؟ راجية العفو قسـم الأنترنـت 0 23-10-2012 08:22 PM
إذا عمل الإنسان حسنات كثيرة وبعدها أخطأ أو عمل كبيرة . هل هذه الحسنات تضيع أم تُدّخَر محب السلف قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 18-03-2010 07:46 PM
مواقع للرقية الشرعية:تطباع سور القرآن للعلاج ماالحكم في ذلك راجية العفو قسم القـرآن وعلـومه 0 28-02-2010 09:31 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 03:33 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى