|
|
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
هل صحّ حديث (إنَّ الله يحبّ الملحّين في الدعاء) ؟
بتاريخ : 26-12-2012 الساعة : 11:53 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيـر شيخنا
قول : " إنَّ الله يحبّ الملحّين في الدعاء " هل هو حديث ؟ وهل هو صحيح ؟
أفيدونا مشكورين
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
قال عنه الشيخ الألباني : موضوع .
والموضوع هو الحديث المكذوب .
ومعناه صحيح ؛ فإن الإلحاح مطلوب بِخلاف الاستعجال .
قال عليه الصلاة والسلام : يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ ، فَيَقُولُ : قَدْ دَعَوْتُ رَبّي فَلَمْ يَسْتَجِبْ لِي . رواه البخاري ومسلم .
وقال : لاَ يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ . قِيل : يَا رَسُولَ اللّهِ مَا الاسْتِعْجَالُ ؟ قَال : يَقُولُ : قَدْ دَعَوْتُ ، وَقَدْ دَعَوْتُ ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي ، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدّعَاءَ . رواه مسلم .
وفي الحديث : مَن لم يَدْعُ اللهَ غضب اللهُ عليه . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفرد "والترمذي وابن ماجه ، وحسنه الألباني .
وهذا يقتضي الإلْحَاح على الله في الدعاء .
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بَدْر ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ، ثُمّ مَدّ يَدَيْهِ ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبّهِ: اللّهُمّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي . اللّهُمّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي . اللّهُمّ إنْ تَهْلِكْ هََذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ لاَ تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ ، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبّهِ مَادّاً يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ ، حتى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَ هُ فَأَلْقَاهُ عَلَىَ مَنْكِبَيْهِ ، ثُمّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ وَقَالَ : يَا نَبِيّ اللّهِ كَذَاكَ مُنَاشَدَتَكَ رَبّكَ ، فَإنّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ . رواه مسلم من حديث عمر رضي الله عنه .
وفي رواية للبخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما : فأخذ أبو بكر بِيدِه ، فقال : حَسْبُك يا رسول الله ، فقد ألْحَحَتَ على ربك .
وهذا مِن الإلْحَاح على الله في الدعاء .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إِذا دَعَا دَعَا ثَلاَثًا . وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاَثًا . كما في صحيح مسلم .
قال النووي : فيه استحباب تكرير الدعاء ثلاثا . اهـ .
وهذا لا يَعني الاقتصار على الثلاث ، بل لو زادّ فهو مِن باب الإلْحَاح على الله .
ويدلّ على التكرار والزيادة عن الثلاث ما جاء في قصة هَدْم ذِي الْخَلَصَة ، وفيها أن جرير بن عبد الله رضي الله عنه بَعث رجلا يُبشِّر النبي صلى الله عليه وسلم بِهَدْم الصنم ، فلمّا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما جئت حتى تركتها كأنها جَمَل أجْرب ! قال : فَبَرَّك النبي صلى الله عليه وسلم على خَيل أحْمَس ورِجالها خَمْس مرَّات . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن حجر في فوائد هذه القصة : وأنه كان يدعو وِترا ، وقد يجاوز الثلاث ، وفيه تخصيص لعموم قول أنس : كان إذا دعا دعا ثلاثا ؛ فيُحْمَل على الغالب ، وكأن الزيادة لمعنى اقتضى ذلك . اهـ .
وقال عليه الصلاة والسلام : مَن سَرّه أن يَستجيب الله له عند الشدائد والكُرب ، فليكثر الدعاء في الرخاء . رواه الترمذي . وقال الشيخ الألباني : حَسَن .
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : ادْعُ الله يَوم سَرّائك لَعلّه يَستَجِيبُ لك يَوم ضَرّائك . رواه الإمام أحمد في " الزهد " .
وقال رضي الله عنه : مَنْ يُكْثِرْ قَرْعَ الْبَابِ يُوشَكْ أَنْ يُفْتَحَ لَهُ ، وَمَنْ يُكْثِرَ الدُّعَاءَ يُوشَكْ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ . رواه البيهقي في " شعب الإيمان " .
وقَال عَبْد اللهِ بن مَسْعُود رضي الله عنه : مَنْ كَانَ فِي الصَّلاةِ فَهُوَ يَقْرَعُ بَابَ الْمَلِكِ ، وَمَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْمَلِكِ يُوشِكُ أَنْ يُفْتَحَ لَهُ . رواه البيهقي في " شعب الإيمان " .
وهنا :
هل عدم إجابة الدعاء بسرعة تعنى أنه لن يُجَاب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=6663
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
|
|
|
|
|