|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد الرحمن السحيم
المنتدى :
منتـدى الحـوار العـام
بتاريخ : 20-09-2019 الساعة : 06:51 AM
لماذا كانوا يُحبّون البقاء في الدّنيا ؟
= سيّد العلماء : معاذ بن جبل رضي الله عنه :
🔵 لَمّا حَضَر معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه الموت قال : انظروا ، أصْبَحْنَا ؟ فأُتِي فقِيل: لم تُصْبِح ، فقال : انظروا ، أصْبَحْنَا ؟ فأُتِي فقِيل له : لم تُصْبِح ، حتى أُتِي في بعض ذلك فقِيل : قد أصْبَحْتَ ، قال : أعوذ بالله مِن ليلة صباحها إلى النار ، مرحبا بالموت مرحبا زائرا مُغِيّبا ، حَبيبا جاء على فاقَة ، اللهم إني قد كنت أخافك ، فأنا اليوم أرجوك ، اللهم إنك تعلم أني لم أكُن أحبّ الدنيا وطول البقاء فيها لِجَرْي الأنهار ، ولا لِغَرس الأشجار ، ولكن لِظَمأ الْهَوَاجِر، ومُكَابدة السّاعات، ومُزَاحَمة العلماء بالرُّكَب عند حِلَق الذّكْر . رواه الإمام أحمد في " الزهد " ومِن طريقه : رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
▪️ وفي رواية : عن عمرو بن قَيس أن معاذ بن جبل رضي الله عنه لَمّا طُعِن فجَعَلت سَكَرَات الموت تَغْشَاه ، ثم يُفِيق الإفَاقَة فيقول : اخْنُقْنِي خَنَقَاتِك ، فَوَعِزّتِك إنك لتعلم أن قَلْبي يُحِبّ لِقَاءك ، اللهم إنك تعلم أني لم أكُن أحُبّ البقاء في الدنيا لِجَرْي الأنهار ، ولا لِغَرْس الأشجار ، ولكن لِمُكَابَدة السّاعات ، وظَمَأ الْهَوَاجِر ، ومُزَاحَمة العُلماء بِالرُّكَب عند حِلَق الذّكْر .
وقوله : " لَمّا طُعِن " أي : لَمّا أصابه مَرَض الطاعون ، والطاعون شَهادَة ، ومَن مات في الطاعون كانت له منْزِلة الشهداء .
🔹 قَالَ عطاءُ بنُ أَبي مُسْلِمٍ : قَامَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ فِي الْجَيْشِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ حِينَ وَقَعَ الْوَبَاء [يعني: الطاعونَ] ، فَقَالَ لِلنَّاس : هَذِهِ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ , وَدَعْوَةُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ . ثُمَّ قَالَ مُعَاذٌ وَهُوَ يَخْطُبُ : اللهُمَّ ادْخِلْ عَلَى آلِ مُعَاذٍ نَصِيبَهُمُ الأَوْفَى مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ . فَطُعِنَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَاتَتَا [أي: أصابَهُمَا الطَّاعُونُ]، حَتَّى طُعِنَ ابْنُه عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، بِكْرُهُ الَّذِي كَانَ يُكَنَّى بِهِ وَأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيْهِ , فَلَمَّا رَأَى أَبَاهُ مُعَاذًا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: يَا أَبَتِ (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكِ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) وقَال : (سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) قَالَ: فَمَاتَ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ آلُ مُعَاذٍ كُلُّهُمْ ، ثُمَّ هُوَ كَانَ آخِرَهُمْ . رَوَاهُ عبدُ الرَّزَّاقِ وابنُ أبي شَيْبَةَ ، وأَحْمدُ مخْتَصَرا .
🔸 وقال معاذٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ الطَّاعُونِ : هو شهادةٌ ورحمةٌ ، ودعوةُ نَبِيِّكُم . قَالَ أبو قِلابة : قد عَرَفْتُ الشهادةَ والرَّحْمَةَ ، فَمَا دَعْوَةُ نبيِّكُمْ ؟ فَسَألْتُ عَنْهَا فَقَيل : دَعَا عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ أن يَجْعَلَ فَنَاءَ أمتِّهِ بِالطَّعْنِ والطَّاعُونِ ، حِينَ دَعَا أنْ لا يَجْعَلَ بَأْسَ أُمَّتِهِ بَيْنَهُمْ فَمُنِعَهَا ، فَدَعَا بِهَذَا .
💎 = أمين هذه الأمة : أبو عُبَيْدة بن الْجَرَّاح رضي الله عنه :
رَوى البيهقيُّ في " شُعب الإيمان"ِ مِنْ طَرِيقِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْر أَنَّ وَجَعَ عَمَوَاسٍ (حيثُ وَقَعَ الطَّاعُونُ) كَانَ مُعَافًى مِنْهُ أَبُو عُبَيْدةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَهْلُهُ ، فقال : اللهُمَّ نَصِيبَكَ فِي آلِ أَبِي عُبَيْدَةَ . قَال : فَخَرَجَتْ بِأَبِي عُبَيْدَةَ بَثْرَةٌ فِي خِنْصَرِهِ ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا فَقِيلَ : إِنَّهَا لَيْسَتْ بِشَيْءٍ ، فَقَال : إِنِّي أَرْجُو أَنْ يُبَارِكَ اللهُ فِيهَا ، فَإِنَّهُ إِذَا بَارَكَ فِي الْقَلِيلِ كَانَ كَثِيرًا . وأَصْلُهُ في مُسْنَدِ الإمامِ أَحْمَدَ .
🎙 خُطبة عن المرض والوباء
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13628
|
|
|
|
|