|
|
المنتدى :
قسـم العقـيدة والـتوحيد
ما هو القضاء المبرم والقضاء المعلق ؟
بتاريخ : 09-08-2020 الساعة : 11:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظكم الله ورعاكم فضيلة الشيخ
ما هو القضاء المبرم والقضاء المعلق؟ وما الفرق بينهما ؟
وهل الدعاء يرد جميع القضاء بنوعيه ؟
بارك الله فيكم
_____________________________________
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
هناك فَرْق بين القَدَر وبين القضاء ، وهناك تلازم بينهما .
قال ابن الأثير : المراد بالقَدَر : التقْدير ، وبالقضاء : الْخَلْق ، كَقَولِه تعالى : (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ) أي : خَلَقَهُنَّ .
فالقضاء والقَدَر أمران مُتَلازِمان لا يَنْفَك أحدُهما عن الآخَر ؛ لأن أحدَهُما بِمَنْزلة الأساس وهو القَدَر ، والآخَرَ بِمَنْزِلة البِناء وهو القَضاء ؛ فمن رَام الفَصْل بينهما فقد رام هَدْم البِناء ونَقْضَه . اهـ .
وقال المناوي : القضاء إنْفَاذ الْمُقَدَّر .
والعلماء يُفرِّقون بين القضاء الْمُبْرَم والقضاء المعلَّق .
فيقولون : القضاء الْمُبْرَم هو الذي في اللوح المحفوظ ، وهو الذي لا يَقبَل الْمَحْو .
والقضاء المعلَّق هو الذي في أيدي الملائكة ، وهو ما يَقبَل الْمَحْو ، كقوله تبارك وتعالى : (أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ)
قال النووي في شرح حديث أم حبيبة رضي الله عنها : اللهم أمتعني بِزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي أبي سفيان ، وبأخي معاوية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد سألت الله عز وجل لآجال مضروبة ، وأيام معدودة ، وأرزاق مقسومة ، ولن يُعجل شيئا قبل حِلّه ، أو يُؤخِّر شيئا عن حِلّه ، ولو كنت سألت الله أن يُعيذك مِن عذاب في النار ، أو عذاب في القبر ؛ كان خيرا وأفضل :
وهذا الحديث صريح في أن الآجال والأرزاق مُقدَّرة لا تتغير عما قَدّره الله تعالى وعلمه في الأزَل ، فيستحيل زيادتها ونقصها حقيقة عن ذلك . وأما ما وَرَد في حديث صِلة الرحم تَزيد في العمر ونظائره فقد سبق تأويله في باب صلة الأرحام واضحا .
قال المازري هنا : قد تقرر بالدلائل القطعية أن الله تعالى عَلم بالآجال والأرزاق وغيرها ، وحقيقة العِلم معرفة المعلوم على ما هو عليه ، فإذا عَلِم الله تعالى أن زيدا يموت سنه خمسمائة استحال أن يموت قبلها أو بعدها لئلا ينقلب العِلم جهلا ، فاستحال أن الآجال التي عَلِمها الله تعالى تزيد وتنقص ، فيتعيَّن تأويل الزيادة أنها بالنسبة إلى ملك الموت أو غيره مِمّن وَكّله الله بِقبض الأرواح ، وأمَره فيها بآجال ممدودة ، فإنه بعد أن يأمُره بذلك أو يُثبته في اللوح المحفوظ يَنقص منه ويَزيد على حسب ما سَبق به علمه في الأزل ، وهو معنى قوله تعالى : (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ) . اهـ .
وسبق الجواب عن :
مَن كُتِب في بطن أمه أنه مِن الأشقياء هل بالدعاء يتغير القَدَر فيكون من السعداء ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4086
طول العمر بِصِلَة الرَّحِم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4482
كيف نُوفّق بين الدعاء وأن ما ندعو به مقدر مكتوب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14522
التلازم بين الكُفر والإفساد في الأرض وقطيعة الأرحام
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6309
حكم قول "اللهم إنا لا نسألك رد القضاء وإنما اللطف فيه "
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9426
والله تعالى أعلم .
المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
|
|
|
|
|