كنت أتطاول على الله وأسخر من الدين والمقدسات فما السبيل إلى التوبة ؟
بتاريخ : 08-06-2016 الساعة : 06:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سماحة الشيخ الكريم حفظكم الله
انا شاب منذ بدأت مراهقتي اتطاول على الدين و اسخر منه واسخر من المقدسات لم تكن التربية الدينية متوفرة في بلادي قبل الحرب
كنت اتطاول على الله بكل شيء قبيح قد لا يتكلم الفساق فيه بينهم حياء منه
انا الان ابحث عن التوبة وكيف السبيل اليها وهل لي توبة وكيف احصل على حسن الخاتمة ولو كنت اتذكر هذه الامور تذكرا فقط هل تؤثر على توبتي وتمحقها
بارك الله فيكم وحفظكم من كل مكروه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك ، وحفظك الله ورعاك .
مَن تاب ، تاب الله عليه ، والله قد وَعَد بِقَبول توبة التائب ، بل إن الله يَفرَح بِتوبة التائب .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ . رواه البخاري ومسلم .
وتَذكُّر ما كان مِن الإنسان لا يَضرّه ، خاصة إذا كان هذا التذكّر دافِعا لِتجديد التوبة والندم على ما كان منه .
قد كان الصحابة رضي الله عنهم يَتذكّرون ما كان منهم في الجاهلية ، ومَا مَنَّ الله بهم عليهم مِن الإسلام .
وقد يَكون الذَّنْب سببًا في صلاح حال الإنسان ؛ لأنه كلّما تذكّر الذَّنْب أحدَث توبة واستغفر ، كما قال الصحابي الجليل أبو أيوب رضي الله عنه ، إذ قال : إِنَّ الرَّجُلَ لِيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ ، يَتَّكِلُ عَلَيْهَا ، وَيَعْمَلُ الْمُحَقَّرَاتِ حَتَّى يَأْتِيَ اللهَ وَقَدْ أَخْطَرَتْهُ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَيَفْرَقُ مِنْهَا حَتَّى يَأْتِيَ اللهَ آمِنًا .
وكما قال التابعي الجليل سعيد بن جُبير رحمه الله ، إذ قال : إنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَيَدْخُلُ بِهَا النَّارَ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَيَدْخُلُ بِهَا الْجَنَّةَ ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ يَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَتَكُونُ نُصْبَ عَيْنِهِ وَيَعْجَبُ بِهَا ، وَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَتَكُونُ نُصْبَ عَيْنِهِ ، فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَتُوبُ إلَيْهِ مِنْهَا .
وقال أبو حَازِمٍ رحمه الله : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ مَا عَمِلَ حَسَنَةً قَطُّ أَنْفَعَ لَهُ مِنْهَا ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ مَا عَمِلَ سَيِّئَةً قَطُّ أَضَرَّ عَلَيْهِ مِنْهَا .
وعلى الإنسان أن يَحمد الله على أن مَنّ عليه بالتوبة قبل الموت ، ويسأل الله أن يُثبّته عليها حتى يلقَى الله تبارك وتعالى .
وحُسن الخاتمة يكون بِكثرة الحسنات ، خاصة الصلاة فرضها ونَفلها ، وسؤال الله الثبات ، والاستعاذة به سبحانه وتعالى مِن الْحَوْر بعد الكَوْر ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله الْحَوْر بعد الكَوْر .